في خطوة تعكس حرص المملكة العربية السعودية، على تنمية وتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، رعى يوسف البنيان؛ وزير التعليم رئيس مجلس إدارة بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، حفل تكريم شركاء النجاح من القطاعين الحكومي والخاص لبرنامج ضمان التمويل “كفالة”.
يأتي هذا التكريم تقديرًا لدورهم البارز في دعم هذا البرنامج الحيوي الذي يسعى إلى تمكين رواد الأعمال وتعزيز مساهمتهم في الاقتصاد الوطني.
وفي حدث تاريخي يضاف إلى سجل إنجازات برنامج “كفالة”، أعلن المهندس هُمام عبد العزيز هاشم؛ الرئيس التنفيذي لبرنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “كفالة”، عن تجاوز قيمة التمويل المدعوم حاجز الـ 100 مليار ريال.
هذا الإنجاز الضخم يعكس النمو المتسارع الذي يشهده البرنامج، ويشير إلى نجاح الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وفي مقابلة حصرية مع موقع “رواد الأعمال” على هامش الحفل، ناقش المهندس “هاشم”، أبعاد هذا الإنجاز وأثره في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة جاذبة للاستثمار، مؤكدًا أن هذا النجاح هو نتاج شراكة استراتيجية بين القطاع العام والخاص.
وإلى نص الحوار:
100 مليار ريال قيمة الضمانات التمويلية
- بدايةً، نُهنئكم على الإنجاز الكبير الذي حققه برنامج “كفالة” بوصوله إلى 100 مليار ريال كإجمالي قيمة الضمانات التمويلية، هذا رقم ضخم يحكي قصة نجاح كبيرة، إذًا، نود أن نتعرف منكم على أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا النمو الهائل والوصول إلى هذا الرقم القياسي في مدة زمنية قصيرة؟
بالتأكيد، وصول برنامج “كفالة” إلى هذا الإنجاز هو ثمرة جهود جماعية وتضافر عدة عوامل، فأولًا وقبل كل شيء، كان هناك إيمان قوي من صناع القرار بأهمية دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من النمو والتوسع. هذا الإيمان ترجم إلى دعم مادي ومعنوي كبير للبرنامج؛ ما مكننا من تحقيق أهدافنا.
علاوة على هذا الأمر، كان هناك استثمار كبير في العنصر البشري، لقد استقطبنا نخبة من الكفاءات الشابة والطموحة وعملنا على تطوير قدراتهم ومهاراتهم، هذه الكفاءات أثبتت جدارتها في إدارة البرنامج بكفاءة عالية وابتكار حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهنا، فقد تمكنوا من تقليل وقت إنجاز الطلبات بشكلٍ كبير، وزيادة قيمة الضمانات، ورفع كفاءة الإنتاج.
أضف إلى ذلك، أننا عملنا على بناء علاقات قوية ومتينة مع الجهات التمويلية والقطاع الحكومي. هذا التعاون الوثيق ساهم على نحو كبير في تسهيل الإجراءات وتوحيد الجهود؛ ما أدى إلى تسريع وتيرة العمل وتحقيق نتائج إيجابية.
دور الكفاءات الشابة في تحقيق هذا النجاح
- أشرت إلى دور الكفاءات الشابة لتحقيق هذا النجاح، فهل يمكنك أن توضح لنا بعض الإنجازات التي حققتها هذه الكفاءات وكيف ساهمت في تطوير البرنامج؟
بالفعل، الكفاءات الشابة كانت العمود الفقري لنجاح برنامج “كفالة”. لقد لعبوا دورًا حيويًا في تطوير العديد من الجوانب بالبرنامج. على سبيل المثال، قاموا بتطوير أنظمة وأدوات جديدة ساهمت في تسريع وتسهيل الإجراءات؛ ما أدى إلى تقليل وقت إنجاز الطلبات من 45 يومًا إلى أقل من 36 ساعة.
كما رفعوا قيمة الضمانات بشكل كبير؛ ما زاد من قدرة المنشآت الصغيرة والمتوسطة على الحصول على التمويل اللازم.
بالإضافة إلى ذلك، عملوا على تحسين كفاءة الإنتاج ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين.
طموحات وأهداف واعدة
- ما الخطط المستقبلية للبرنامج بعد تحيقيق إنجاز 100 مليار ريال؟
بعد الوصول إلى هذا الإنجاز الكبير، نطمح في برنامج “كفالة” إلى تحقيق المزيد من التطور والابتكار، ولعل أحد أهم الأهداف الرئيسة التي نسعى لتحقيقها هو رفع الكفاءة الإنتاجية من خلال تطوير عمليات إصدار الكفالة المباشرة.
كما أن هذا يعني أننا نسعى لأن تكون الإجراءات أكثر سهولة وسرعة لأصحاب الأعمال. ما يسهم في نهاية المطاف إلى تحسين الأداء المالي وزيادة الاستثمارات المحلية.
كما نعمل أيضًا بشكلٍ وثيق مع الجهات التمويلية لضمان محافظ التمويل، وهو ما يهدف إلى تعزيز الثقة بين هذه الجهات والمستفيدين من البرنامج.
بالإضافة إلى ذلك، نحن ملتزمون بالمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تبني مجموعة من المبادرات التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
على سبيل المثال، نشارك بفاعلية في مبادرات مثل: “السعودية الخضراء”، وهي مبادرة تهدف إلى تحسين البيئة والحد من التلوث.
أيضًا، نعمل على تطبيق مبادئ الـ ESG (الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية)، والتي تشتمل على 17 هدفًا رئيسًا.
كل هذه المبادرات ليست فقط خطوة نحو التنمية المستدامة. بل تمثل تحولًا استراتيجيًا لدعم قطاعات جديدة لم نكن نعمل معها بالشكل الكافي من قبل. مثل: القطاع الصناعي والقطاع الثقافي.
بلا شك كل هذه التحولات تسهم في رفع كفاءة برنامج كفالة. وتعزز الثقة مع البنوك المحلية وشركات التمويل. إلى جانب تعزيز التعاون مع القطاعات الحكومية المختلفة لتحقيق أهداف مشتركة.
دعم وفير للمنظومة الطبية
- اليوم رأينا دعمكم الكبير للأطباء السعوديين في مجال طب الأسنان، فما برامجكم المستقبلية، وهل توجد تخصصات معينة سوف تستهدفونها؟
بالتأكيد، نحن فخورون جدًا بأن نكون من أوائل الداعمين لأطباء الأسنان السعوديين. ونهدف إلى رفع كفاءة أطباء الأسنان وتطوير المراكز الطبية في المملكة.
كذلك في الحقيقة، لا يتوقف تركيزنا على مجرد الدعم المباشر. بل نكثف العمل أيضًا على تحديد الفجوات التمويلية التي يعاني منها القطاع. ونحرص على توجيه الموارد إلى الأماكن التي تحتاج لتنمية أكبر.
أضف إلى ذلك، أننا نركز أساسًا على تحديد الطاقات التي يمكن استغلالها لتحسين جودة الرعاية الطبية. كذلك من المهم أيضًا أن نأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة في هذا المجال؛ حيث نسعى إلى تقليص هذه المخاطر بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة في القطاع الصحي.
التخصصات المستهدفة في المستقبل قد تشمل مجالات طبية أخرى تحتاج إلى دعم مماثل. ولكن يبقى الهدف الأساس هو ضمان كفاءة عالية لأطباء الأسنان السعوديين وتقديم رعاية صحية متطورة لجميع المواطنين.
توظيف مليون شخص
- كيف ساهم برنامج “كفالة” في توظيف مليون شخص؟
للوصول إلى هذا الرقم المهم، قُمنا بجهود حثيثة بالتعاون مع مركز البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. بالإضافة إلى ذلك، عملنا مع وزارة العمل على حساب عدد الوظائف التي أوجدتها المنشآت بعد حصولها على التمويل من خلال برنامج كفالة.
كما راقبنا المنشآت التي تقدمت للحصول على التمويل. وبعد مرور سنة أو سنتين من حصولها على الدعم، بدأنا بحساب عدد الوظائف التي أضافتها تلك المنشآت. وكذلك تابعنا أثر هذا التمويل على مدى خمس سنوات. وهو ما مكّننا من الحصول على بيانات دقيقة حول الوظائف الجديدة التي تم توفيرها.
-
لماذا اخترتم التعاون مع جهة بحثية خارجية بدلًا من حسابها داخليًا؟
كان من المهم جدًا أن نكون شفافين ودقيقين في تحديد أثر برنامج كفالة على التوظيف. ولهذا السبب فضلنا عدم الاعتماد فقط على حساباتنا الداخلية.
قمنا بالتعاون مع مركز البحوث باعتباره جهة مستقلة ومختصة؛ لضمان تقديم نتائج دقيقة وغير متحيزة. الهدف كان ضمان أن تكون النتائج مبنية على أسس علمية وبحثية موثوقة.
هذا التعاون ساعدنا أيضًا في توجيه جهودنا بالشكل الصحيح من خلال تحديد القطاعات التي تحتاج إلى دعم أكبر لتحقيق المزيد من الوظائف؛ ما ساهم في تحسين عام لاستراتيجياتنا.
تأثير برنامج كفالة
- ما نسبة تأثير برنامج كفالة مقارنةً بجهات تمويل أخرى؟
عند مقارنة نتائجنا مع جهات تمويل أخرى لم تستفد من برنامج كفالة، وجدنا أن التأثير كان ملحوظًا. نسبة الزيادة في التوظيف عبر “كفالة” بلغت أكثر من 17% مقارنة بتلك الجهات.
هذه النسبة تظهر الفرق الواضح في قدرة البرنامج على دعم المنشآت وزيادة فرص التوظيف. وهذا النجاح يعكس مدى أهمية وجود “كفالة” كداعم قوي للقطاع الخاص ودوره في تعزيز فرص العمل بالمملكة العربية السعودية.
في نهاية المطاف، يمثل برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “كفالة” ركيزة أساسية في منظومة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة. ونجح في تحقيق إنجاز بارز بتوفير أكثر من مليون فرصة عمل. وهذا يؤكد دوره المحوري في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط.
كما يأتي هذا الاحتفال تتويجًا لمسيرة حافلة بالإنجازات لبرنامج “كفالة”، والذي أثبت قدرته على تحقيق أهدافه الاستراتيجية على مدار سنوات. كما يظهر التزام البرنامج الراسخ بدعم ريادة الأعمال والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.