سجل الدولار الأمريكي ضعفًا في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك قبيل سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية العالمية التي يرجَّح أن تسفر عن خفض في أسعار الفائدة بالولايات المتحدة. ويأتي هذا التراجع الطفيف في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون جولة الرئيس دونالد ترامب الآسيوية بحذر. أملًا في التوصل إلى اتفاقٍ تجاري يزيل الغموض عن العلاقات الاقتصادية مع الصين.
وفي تحليل لحركة السوق، ذكرت وكالة «رويترز» أن المؤشرات الأولية على تخفيف التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم قد أدت إلى موجة من الإقبال على المخاطرة أمس الاثنين. ما جعل الدولار الأمريكي يتراجع أمام العملات المنافسة. علاوة على ذلك، أدت هذه التطورات إلى بقاء أسواق العملات في حالة من الهدوء النسبي خلال الأسبوع الجاري.
حذر المستثمرين يسيطر
كما يتجه الضوء نحو الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية يوم الخميس القادم. وقد صرح ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء توجهه إلى العاصمة اليابانية طوكيو: “أكنّ احترامًا كبيرًا للرئيس شي. وأعتقد أننا سنخرج باتفاق”.
في حين التزم المسؤولون الصينيون الحذر حتى الآن حيال المحادثات التجارية مع نظرائهم الأميركيين. ولم يدلوا بتصريحات كثيرة بشأن النتائج المحتملة لتلك المفاوضات. ويبقي هذا التوجس أسواق العملات تحت تأثير الحذر؛ حيث قال المستثمرون إن أي اتفاق حقيقي قد لا يحمل الكثير مما يستحق الاحتفال به.
اليورو يرتفع إلى أعلى مستوى
من ناحية أخرى، أظهرت العملات الأخرى مكاسب محدودة مقابل الدولار الأمريكي الأضعف. إذ بلغ اليورو أعلى مستوى له خلال أسبوع عند 1.1655 دولار في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء.
كذلك، كان الجنيه الإسترليني يتداول عند 1.3344 دولار. أما مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية- فاستقر عند مستوى 98.786 في التعاملات الآسيوية المبكرة. بعد أن تراجع بنسبة 0.15% في الجلسة السابقة.
التوقعات ليست عالية باتفاق شامل
بينما أكدت كارول كونج؛ محللة إستراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي: “لا أعتقد أن الأسواق المالية تضع توقعات عالية بأن اجتماع ترامب وشي سيؤدي إلى اتفاق تجاري شامل”. ويعكس هذا الرأي حالة الشك السائدة حول إمكانية التوصل لحل جذري للنزاع التجاري.
كما أضافت كونغ أن الإشارات على إحراز البلدين تقدمًا في بعض القضايا. إلى جانب احتمال خفض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على الصين، كافية لتحفيز المعنويات ورفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين. ما يفسر موجة الإقبال على الأصول عالية المخاطر.
الأنظار تتجه نحو «الفيدرالي»
علاوة على ذلك، ينصب التركيز على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. حيث جرى تسعير خفض بمقدار 25 نقطة أساس بالفعل في الأسواق. وسيراقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات على أن البنك المركزي يستعد لإنهاء برنامج التشديد الكمي الذي يتبعه.
وسيتركز الاهتمام على ما إذا كان البنك المركزي ورئيسه جيروم باول سيقدمان توضيحًا حول إمكانية إجراء مزيد من الخفض في أسعار الفائدة. لا سيما في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية الذي يحرم صانعي السياسة النقدية من البيانات الاقتصادية اللازمة. ويتوقع المتعاملون خفضًا آخر في ديسمبر.
خفض ديسمبر مرجح
كذلك، قال ديفيد ميركل؛ كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في بنك “جولدمان ساكس”: “من المرجح حدوث خفض في ديسمبر لأن بيانات سوق العمل. لن تقدم إشارة واضحة ومطمئنة بحلول ذلك الوقت”. وأشار إلى أن هذا يعود إلى تأثر البيانات باستقالات مؤجلة ضمن برنامج “DOGE” وتأثير الإغلاق الحكومي على جمع البيانات.
وتعزز الين الياباني إلى 152.42 مقابل الدولار قبيل اجتماع بنك اليابان المقرر في وقت لاحق من الأسبوع. حيث يتوقع أن يُبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير. كما ارتفع الدولار الأسترالي، كمقياس لشهية المخاطرة، بنسبة 0.11% ليصل إلى 0.6563 دولار أميركي.



