يُواصل الدولار الأمريكي تراجعه في تداولات اليوم الجمعة؛ إذ عززت المناوشات التجارية العالمية المستمرة ومؤشرات الضعف التي بدأت تظهر في الاقتصاد الأمريكي التوقعات بحدوث مزيد من التيسير النقدي. ويضع هذا السيناريو العملة الأمريكية تحت ضغط هبوطي متزايد.
وفي رصد لأداء العملات نقلت وكالة “رويترز” أن مؤشر الدولار يتجه لتكبد أكبر خسارة أسبوعية له في قرابة ثلاثة أشهر. علاوة على ذلك تفاقمت حالة عدم اليقين في السوق بسبب عرقلة نشر البيانات الاقتصادية الرئيسة؛ نتيجة تواصل إغلاق أنشطة الحكومة الأمريكية الفيدرالية.
الين يحافظ على مكاسبه
كما حافظ الين الياباني على مكاسبه المكتسبة في الجلسات الأخيرة، مستفيدًا من حالة الترقب والقلق في الأسواق العالمية. وجاء هذا الدعم بعد أن تحدث محافظ بنك اليابان كازو أويدا عن عوامل قد تؤدي إلى رفع أسعار الفائدة هذا الشهر.
وتراجع الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% ليصل إلى 150.12 ين. وفي هذا السياق قال أويدا في واشنطن. أمس الخميس، إن البنك المركزي لا يزال مستعدًا لزيادة سعر الفائدة الرئيس إذا زادت احتمالية تحقق توقعات النمو والأسعار. مشيرًا إلى احتمالية الخروج من سياسة التيسير.
هرولة المستثمرين نحو الأصول
من ناحية أخرى أشار ديلين وو؛ الباحث لدى شركة بيبرستون، إلى أن المخاوف المتعددة بشأن التجارة واستقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي والإغلاق الحكومي الأمريكي تجعل الدولار عرضة لانخفاض القيمة. ويعزى ذلك إلى إقبال المستثمرين على الأصول التي لا يمكن أن تخسر قيمتها بسهولة.
كذلك أضاف وو: “من الصعب جدًا إيجاد سيناريو إيجابي لمؤشر الدولار. ويهرول المستثمرون نحو الذهب والعملات المشفرة والأصول الأخرى للتحوط من المخاطر”.
في حين انعكس هذا التوجه في استقرار مؤشر الدولار عند 98.23 متجهًا للانخفاض بنسبة 0.6% هذا الأسبوع.
عضو بـ «الفيدرالي» يدعم خفض الفائدة
بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1701 دولار. كما زاد الجنيه الإسترليني بنفس النسبة ليصل إلى 1.3446 دولار. ويعكس هذا الأداء حالة الضعف العام التي تسيطر على الدولار مقابل العملات الرئيسة.
كما أعلن عضو مجلس الاحتياطي الاتحادي كريستوفر والر عن تأييده لإجراء خفض آخر لسعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي هذا الشهر. وبرر موقفه بالقراءات المتباينة لحالة سوق العمل؛ ما يعزز توقعات التيسير.
الصين تتهم واشنطن بإثارة الذعر
إضافة إلى ذلك زادت الاحتكاكات التجارية بين بكين وواشنطن خلال الليل. حين اتهمت الصين الولايات المتحدة بإثارة الذعر بشأن ضوابطها المتعلقة بتصدير المعادن الأرضية النادرة.
في حين رفضت بكين دعوة البيت الأبيض للتراجع عن تلك القيود. ما يشير إلى أن الحرب التجارية سوف تستمر في تصعيدها خلال الفترة المقبلة. ويبقي هذا التصعيد الأسواق العالمية في حالة ترقب وقلق مستمرين.
صعود العملات المشفرة كأصول تحوطية
كما انعكس التوجه نحو التحوط في أداء الأصول الرقمية. إذ ارتفعت عملة بتكوين بنسبة 0.6% لتصل إلى 108534.66 دولار.
وارتفعت عملة إيثر بنسبة 1.8% لتسجل 3919.71 دولار. ويظهر صعود العملات المشفرة، إلى جانب الذهب، تحولًا في تفضيلات المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة غير تقليدية ضد مخاطر التدهور الاقتصادي والسياسي.


