شهد الدولار الأمريكي حالة من الاستقرار النسبي اليوم الثلاثاء، في خضم تداولات هادئة في بداية الجلسة الآسيوية. وجاء هذا الاستقرار مدفوعًا بتخفيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين. ما زاد من الآمال في إمكانية عقد لقاء محتمل مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
وفي إطار تأكيد التفاؤل، نقلت وكالة “رويترز” تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم أمس الاثنين، الذي أكد فيها أن ترامب ما زال ملتزمًا بعقد لقاء مع نظيره الصيني في كوريا الجنوبية أواخر الشهر الجاري. وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت هذه التطورات في إعطاء دفعة لتوقعات تهدئة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
تراجع اضطرابات الجمعة
كما جاءت تداولات العملات أكثر هدوءًا بعد اضطرابات يوم الجمعة الماضي، حين أعلن ترامب بشكلٍ مفاجئ فرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية. وقد أدت هذه المفاجأة إلى تقلبات عنيفة، قبل أن يعود ترامب ويخفف من لهجته مطلع هذا الأسبوع.
وأدت هذه الأجواء المتفائلة بشأن التهدئة إلى إعادة بعض الزخم لـ “الدولار الأمريكي” في التداولات. ونتيجة لذلك، بقي اليورو تحت مستوى 1.16 دولار ليتداول عند 1.1566 دولار، متأثرًا باستمرار قوة العملة الأمريكية.
أداء العملات الأخرى
من ناحية أخرى، تراجع الجنيه الإسترليني بشكلٍ طفيف بنسبة 0.06% ليصل إلى 1.3328 دولار. ويعكس هذا التراجع حالة الحذر التي تسود الأسواق الأوروبية تجاه مسار المفاوضات التجارية العالمية.
كذلك، انخفض الدولار النيوزيلندي مجددًا ليسجل أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 0.57145 دولارًا. ويعزى هذا الهبوط إلى عوامل داخلية وخارجية، بما في ذلك التحديات التي تواجه السلع الأساسية.
الرغبة المتبادلة في منع التدهور
بينما أكد هومين لي؛ كبير خبراء الاقتصاد الكلي لدى بنك لومبارد أودييه، على وجود “رغبة متبادلة أو مخرج ما” بين واشنطن وبكين. وشدد على وجود “اتفاق لمنع العلاقات الثنائية من الخروج عن السيطرة”.
كما أضاف لي أن الولايات المتحدة والصين “تدركان جيدًا أنه لا يمكن لأي منهما تجاهل نفوذ الأخرى”. وأعرب عن اعتقاده بأن “مسار التصعيد قد يكون مكلفًا للغاية للطرفين في حالة عدم وجود مخرج نهائي. لذلك نعتقد أن هناك محاولة جارية للوصول إلى مخرج آمن”.
ارتفاع طفيف لمؤشر الدولار
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، بشكل طفيف بنسبة 0.04% ليصل إلى 99.34 نقطة. ويشير هذا الارتفاع إلى استمرار هيمنة الدولار في سلة العملات العالمية.
كما بقي الدولار الأسترالي شبه مستقر عند 0.6516 دولار، متأثرًا بشكل غير مباشر بالآمال التجارية. في حين تراجع الين الياباني بنسبة 0.2% ليصل إلى 152.57 للدولار، مسجلًا أدنى مستوى له منذ عقود.



