في عالم يزداد تنافسيةً وسرعةً أصبحت بيئات العمل الناجحة تعتمد بشكل متزايد على بناء علاقات صحية ومستدامة بين الموظفين والإدارة. ويتجاوز التقدير، كقيمة إنسانية ومهنية. حدود المكافآت المادية ليشكل حجر الزاوية في تحفيز الأفراد وتعزيز انتمائهم لمؤسساتهم.
وحين يشعر الموظف بأنه محل تقدير واحترام لجهوده تنعكس هذه المشاعر إيجابًا على أدائه وإنتاجيته. بل تتولّد بيئة عمل أكثر إيجابية وتعاونًا.
لذا نسلط الضوء في “رواد الأعمال” على أهمية التقدير كعامل أساسي في تحسين بيئة العمل، واستعراض الطرق المختلفة لتعزيزه داخل المؤسسات، بالإضافة إلى توضيح تأثيراته الإيجابية في الأداء الفردي والجماعي.
التقدير في بيئة العمل
فيما يمثل التقدير أحد العوامل المحورية التي تساهم في رفع معنويات الموظفين وزيادة التزامهم وولائهم للعمل. ما ينعكس إيجابيًا على إنتاجيتهم وأدائهم.
وفي بيئة العمل الصحية يوفر التقدير جوًا من الثقة والاحترام المتبادل. ويحفز الأفراد على الابتكار والإبداع. وبالتالي يصبح قيمة تتجاوز الماديات. حيث يساهم في بناء علاقات قوية ومستدامة بين جميع أفراد الفريق. وفقًا لما ذكره موقع “getbravo”.
التفكير خارج الصندوق
في حين يؤدي منح جوائز التقدير والمكافآت إلى تحفيز الموظفين وتحسين أدائهم في وظائفهم. عندما تحدث هذه الأشياء تشعر الفرق بالسعادة والحماس تجاه عملهم.
ولكن على الرغم من أن هذا يبدو رائعًا إلا أن استخدام هذه الطرق للتعبير عن تقدير الموظفين لا يحافظ دائمًا على مستوى عالٍ من الإنتاجية على المدى الطويل.
ويمكن أن تجعل المكافآت الموظفين يعملون بجد لفترة قصيرة، ولكنها قد لا تدفعهم للاهتمام حقًا بالأهداف الرئيسية للشركة.
في بعض الأحيان تؤدي هذه الطرق للتعبير عن تقدير الموظفين إلى مشاكل، مثل: المنافسة الشديدة وشعورهم بأنهم يستحقون مكتسبات لا تحق لهم.
ويجب على الشركات استخدام خطط أكثر شمولية واستكمالًا لتحفيز الموظفين على بذل قصارى جهدهم. وهذا يعني ضمان بيئة عمل داعمة، ومساعدة الموظفين على النمو في حياتهم المهنية. وضمان التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
الطرق المبتكرة للتعبير عن تقدير الموظفين
يعد التقدير من أهم العوامل التي تساهم في بناء بيئة عمل إيجابية وتحفيز الموظفين على بذل أقصى ما لديهم. عندما يشعر الموظف بأن جهوده موضع تقدير يرتفع مستوى ولائه للشركة ويزداد انتماؤه إليها. ولكن مع تكرار عبارات الشكر التقليدية قد تفقد هذه العبارات تأثيرها.
لذلك بات من الضروري البحث عن طرق مبتكرة للتعبير عن التقدير. طرق تلامس مشاعر الموظفين وتجعلهم يشعرون بأهميتهم الحقيقية.
1- الاحتفال بأعياد الميلاد والذكرى السنوية للعمل
يعد الاحتفال بأعياد الميلاد والذكرى السنوية للعمل هو لفتة صادقة لتقدير الموظفين.
يؤدي الاعتراف بأعياد الميلاد والذكرى السنوية للعمل إلى تعزيز الشعور بالانتماء والرفقة. ما يظهر للموظفين أنهم موضع تقدير ليس فقط لأدوارهم المهنية ولكن كأفراد فريدين.
كما توفر مثل هذه الاحتفالات فرصة للتوقف عن الروتين اليومي والاعتراف بالجوانب الشخصية في حياة الموظف. وذلك عبر توليد جو شامل ومبهج خلال هذه المناسبات. ويوضح أصحاب العمل التزامهم بإنشاء ثقافة عمل إيجابية تعطي الأولوية لرفاهية وسعادة أعضاء فريقهم.
2- الإقرار العام بالإنجازات
في حين يمثل الإقرار العام بالإنجازات طريقًا قويًا لإظهار التقدير للموظفين.
عندما يتم الاعتراف بالإنجازات علنًا داخل مكان العمل فإن ذلك يسلط الضوء على العمل الجاد للفرد ويؤكد التزام المؤسسة بالاعتراف بتقدير أعضاء فريقها.
يغرس هذا التقدير شعورًا بالفخر والدافع لدى الموظفين. ما يوفر بيئة إيجابية يتم فيها الاحتفال بالتفاني والتميز.
3- إرسال رسائل شكر
يظهر إرسال رسائل الشكر كنهج صادق وشخصي لتقدير الموظفين. تقطع هذه الإيماءات البسيطة ولكن المؤثرة شوطًا طويلًا في نقل الامتنان الحقيقي لجهودهم.
وتقر رسالة الشكر المصوغة جيدًا بمساهمات الموظف المحددة. ما يجعلهم يشعرون بأنهم مرئيين ومقدرين. وتبرز الملاحظة المكتوبة بخط اليد في عالم تهيمن عليه الاتصالات الرقمية. وذلك يبرز الجهد الإضافي للتعبير عن الامتنان.
فيما تربط هذه الملاحظات مباشرة بين أصحاب العمل والموظفين. ما يعزز جوًا إيجابيًا ومغذيًا. ومن خلال أخذ الوقت الكافي للاعتراف وتقدير عملهم عن طريق رسائل الشكر. تظهر المؤسسات التزامها بالاعتراف بالجهود الفردية التي تساهم مجتمعة في نجاح الشركة.
4- تقديم فرص التطوير المهني
فيما يعد تقديم فرص التطوير المهني إحدى الطرق الجوهرية للتعبير عن تقدير الموظفين.
ومن خلال الاستثمار في نموهم وتعلمهم تلتزم المؤسسات بنجاحهم على المدى الطويل. هذه الفرص، مثل: ورش العمل وبرامج التدريب وجلسات بناء المهارات، تمكن الموظفين من توسيع معارفهم وخبراتها.
وعن طريق هذه المبادرات تعترف الشركات بالإنجازات السابقة وتضع الأساس للنمو المستمر فيزدهر الموظفون والمؤسسة.
5- إنشاء يوم لتقدير الموظفين
يعد الاحتفال بيوم لتقدير الموظفين من الطرق المهمة لإظهار الامتنان. إذ تؤكد المؤسسات أن جهودهم معترف بها ومقدرة. ويمكن أن يتخذ هذا الاحتفال أشكالًا متنوعة. بدءًا من الأحداث الخاصة وأنشطة الفريق وصولًا إلى رموز التقدير الشخصية.
كما يعزز يوم تقدير الموظفين الروح المعنوية وثقافة عمل إيجابية يشعر فيها الموظفون بأنهم جزء لا يتجزأ من نجاح المؤسسة.