يبدو “التفاؤل” صفة عادية لا تمثل أهمية ولا تستدعي الوقوف لمراقبة السلوك البشري المرتبط بها، لكن من المدهش القول بأن التفاؤل والتفكير الإيجابي يؤثران -بشكل كلي- في حياة الفرد وصحته النفسية، بل في مدى نجاحه على الصعيد الشخصي والاجتماعي والمهني.
ولا يعد التفكير الإيجابي فطريًا لكن يتم اكتسابه عن طريق الممارسة وتدريب الذهن على مهارات هذا النوع من التفكير مهما كانت الأمور تبدو سيئة.
وهو لا يعني عدم التأثر بالأحداث المؤلمة بل التعامل معها بطريقة مختلفة؛ ما يضمن سرعة اجتيازها وتقليل حجم التأثر السلبي بها وخفض معدلات الإصابة بالاكتئاب والتوتر والقلق وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية والكثير من الأمراض النفسية والعضوية الأخرى التي قد تصيب طاقة الإنسان في مقتل وتجعله عاجزًا عن أداء أبسط المهام اليومية.
إليك طرق التفكير من منظور إيجابي للتعامل الذكي مع ضغوطات الحياة والوصول إلى الاستقرار الذهني.
العقل المخادع
ليس كل ما يقوله عقلك يستحق الإنصات، كما أن الأمور لا تبدو بهذا السوء الذي يحدثك به؛ فإذا لاحظت أن أفكارك تضخّم المواقف وتنظر للمستقبل بنظرة سلبية لا تصدق ما يدور بداخلك؛ لأن هذا ما هو إلا مجرد وهم.
لا تخف
يعد الخوف الدافع الأساسي للتفكير السلبي؛ فإذا كنت تخشى المستقبل فإنك بطبيعة الحال سوف تفكر فيه بطريقة سلبية؛ لذلك لا تسمح بسيطرة مفهوم الخوف عليك ولا تصدقه أو تتفاعل معه، واستبدل مشاعر الخوف بمشاعر أكثر إيجابية.
تساعد ممارسة التأمل يوميًا في تهدئة النفس والتقليل من هذا الشعور.
البيئة الصحية
ابتعد عن كل ما يزعجك ويثير قلقك؛ فإذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر تجاه متابعة الأحداث الجارية -على سبيل المثال- ابتعد عنها واستبدلها بعادات أخرى تحبها وتستمتع بها، مثل: الاستماع للموسيقى المفضلة لديك أو الخروج للتنزه مع بعض الأصدقاء.
إن وجودك داخل بيئة صحية وشحن طاقتك الإيجابية أمر مهم للتخلص من التفكير السلبي بشكل عام.
لا تأخذ الأمور على محمل شخصي
ابتعد عن لوم نفسك عند وقوع أحداث سيئة وغير متوقعة خلال اليوم؛ إذ إنه من الطبيعي حدوث مثل هذه الأشياء، مثل: إلغاء موعد الخروج مع الأصدقاء. لا تعتقد أنك السبب في تغيير تلك الخطط.
التوقعات غير المرتبطة بأدلة
إذا لم تكن هناك أي دلائل على أن القادم سيكون سيئًا فلا تتوقع ذلك؛ كأن يحدث موقف مزعج في بداية اليوم فتتوقع أن بقية أحداث اليوم ستمضي بشكل مزعج أيضًا.
لا تضخّم الأمور
لا توجد مشكلة ليس لا حل؛ لذلك في حالة حدوث المشكلات لا تهوّل الأمر واستبدل ذلك بالتفكير الإيجابي والبحث عن حلول عملية لتخطيها وتفادي المشكلات.
كن منفتحًا للمزاح
اسمح لروحك بالانطلاق وابحث عن المرح والضحك يوميًا بشكل عام، خاصة أثناء الأوقات العصيبة، فذلك يساعدك في الشعور بالهدوء بشكل تلقائي ويخفّض معدلات التوتر لديك.
الحياة الصحية
ممارسة الرياضة تؤثر بشكل مذهل في تعديل مزاجك وتخليصك من الأفكار السلبية التي تدور في رأسك؛ لذلك احرص على ممارسة الرياضة على الأقل 3 مرات في الأسبوع.
اتبع أيضًا نظامًا غذائيًا صحيًا لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك، واحصل على قسط كافٍ من النوم للتخلص من الإجهاد والتفكير الزائد والتوتر.
قيمة الامتنان
إن التركيز يوميًا على ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لوجودهم في حياتك وكتابتهم واستشعار الأثر الإيجابي لهم يدرّب ذهنك على التفكير بشكل جيد، كما يشعرك بالاسترخاء والرضا.
اقرأ أيضًا:
بائع الإيجابية دون مقابل.. صائد الأمل في أحلك الأوقات
كيف تشعر بالسعادة؟.. 7 عادات لتعزيز طاقتك الإيجابية