شهدت المملكة المتحدة تفاقم ظاهرة بيئية سلبية أزمة. حيث تواجه أشجارها الأعلى قيمة صعوبة في التكيف مع التغير المناخي وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة.
كذلك، حذرت الدكتورة إلينور تو من هيئة الغابات الإنجليزية قائلة “نشعر بقلق بالغ من أن التغيرات المناخية تضع أشجارنا تحت ضغط كبير”.
أيضًا، أصدرت الهيئة قائمة جديدة تحت عنوان “أنواع الغابات المستقبلية”. والتي تشمل 30 نوعًا من الأشجار المتوقع نموها في ظروف مناخية أكثر دفئًا خلال السنوات.
كما تضم القائمة أنواعًا مألوفة مثل البلوط والبتولا والنغر. وأخرى أقل شيوعًا مثل الصنوبر الكورسيكي والريد وود الساحلي من أمريكا الشمالية. والتي تستهدف إنشاء غابات أكثر تنوعًا ومتانةً للتغلب على التغير المناخي.
التغير المناخي يهدد بقاء الأشجار
على الرغم من أن صيف 2025 هو الأعلى حرارة في تاريخ بريطانيا، فإنه منح البلاد مشاهد خريفية مذهلة. حيث لم تتمكن الأشجار من الصمود أمام الاحتباس الحراري.
ففي عام 2022، نفق حوالي 460 شجرة داخل حدائق كيو الملكية. نظرًا للموجة الحارة القياسية.
وفي السياق ذاته، قال كيفن مارتن، رئيس قسم الأشجار في كيو “ما كان يحدث مرة كل عقد، أصبح يتكرر كل ثلاث أو أربع سنوات”.
كما حددت Forestry England قائمة دقيقة من الأنواع القادرة على التكيف مع المستقبل. ذلك عقب تقييم شامل لقدرتها على تحمل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير معدلات الأمطار، وظهور أمراض وآفات جديدة.
قدرة الأشجار على التكيف
شهد كوكب الأرض خلال مئات الآلاف من السنين دورات من العصور الجليدية والفترات الدافئة. حيث ارتفعت درجة الحرارة العالمية بمعدل 0.1 درجة مئوية. حيث يسمح كل قرن للأشجار بالهجرة تدريجيًا شمالًا أو جنوبًا للتكيف.
أما الآن، تسببت الممارسات البشرية في ارتفاع 1.3 درجة مئوية خلال قرن واحد فقط. ما يعادل سرعة بعشر مرات من المعدل الطبيعي. ما جعل الأشجار غير قادرة على مجاراة التغير.
كذلك، قالت الدكتورة سارة دالريمبل، خبيرة النباتات في جامعة ليفربول جون مورز “تتساقط البذور على الأرض دون أن تخصب أو تنتشر في بيئات مناسبة، لأن المناخ أصبح أكثر جفافًا”.
فعلى سبيل المثال، يمثل البلوط البريطاني 20% من الأشجار عريضة الأوراق في البلاد. ومع ذلك، تراجعت أعداده بسبب مرض يعرف بـ”تدهور البلوط الحاد”. ما يؤكد الإجهاد الناتج عن الحرارة والجفاف.
أيضًا، تكمن خطورة ذلك في أن شجرة البلوط الواحدة تدعم ما يزيد على 2300 نوع من الكائنات بين طيور وثدييات وحشرات وفطريات.
اعتماد “إستراتيجية الهجرة المساعدة”
تتضمن قائمة الأشجار المستقبلية أنواعًا محلية وأخرى تنتمي إلى مناخات أكثر دفئًا وجفافًا. مثل الصنوبر الكورسيكي القادم من البحر المتوسط والريد وود الساحلي من أمريكا الشمالية. ما يعكس التوجه العالمي نحو فكرة “الهجرة المساعدة”. أي نقل أنواع من الأشجار لتناسب المناخ الذي ستشهده بريطانيا مستقبلًا.
ومن جهته، قالت الدكتورة دالريمبل، عضو فريق England Species Reintroductions Taskforce “لقد تابعنا تراجع التنوع البيولوجي لسنوات.والسؤال الآن: هل سنكتفي بالمشاهدة أم نتحرك قبل فوات الأوان؟”
علاوة على ذلك، اقترح الباحثون زراعة بذور البلوط المشتركة بين جورجيا وأذربيجان في جنوب إنجلترا. نظرًا لوجود ظروف بيئية مماثلة البيئية. يسهم في حماية البلوط البريطاني من الانقراض.
من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي هذه الخطوات إلى إدخال أنواع غير أصلية أو غازية قد تضر بالنظام البيئي المحلي.
فعلى سبيل المثال، أدى فطر آسيوي متنقل عبر الرياح في 2012 إلى انتشار مرض ash dieback الذي يهدد حتى اليوم 80% من أشجار الرماد البريطانية.
التوازن بين التدخل والمخاطرة
بالإضافة إلى ذلك، قال مارتن من حدائق كيو “إذا تركنا الطبيعة دون تدخل وسمحنا للبلوط بالانقراض، فسنفقد التنوع البيولوجي المحيط به أيضًا”.
كما أضافت الدكتورة تو من Forestry England “لا توجد حلول سحرية… نحن بحاجة إلى إستراتيجيات متنوعة تساعد الأشجار على التكيف”.
ولكن يكمن التحدي الحقيقي في تحقيق التوازن بين التدخل الموجه وحماية الطبيعة من الغزو البيئي. ما يضمن مستقبل مستدام للغابات البريطانية التي عادة ما ترمز إلى سحر الطبيعة الخلابة والتاريخ البيئي في البلاد.
تحرك قادة العالم لمواجهة التغير المناخي
شهدت فعالية Climate Forward، التي نظمتها صحيفة “نيويورك تايمز” في نيويورك، حالة من الجدل حول أزمة تغير المناخ بين معارضي ومؤيدي اتفاقية باريس.
في حين دعا كريس رايت؛ وزير الطاقة الأمريكي، دول العالم إلى الانسحاب من الاتفاقية. كما انتقد حاكم ولاية كاليفورنيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أوضح وزير الطاقة كريس رايت، أمس الأربعاء، أن دول العالم يجب أن تسير على خطى أمريكا وتنسحب من اتفاقية باريس للمناخ. مشيرًا إلى أن الالتزام بالمعاهدة يتعارض مع مصالحهم الاقتصادية.
بينما وصف مؤيدي الاتفاقية بأنهم فقدوا البوصلة تجاه مصالح شعوبهم.
من ناحية أخرى التزم قادة الصين وأكثر من 100 دولة أخرى بتعزيز التزاماتهم للحد من الاحتباس الحراري. ما يعكس مستوى عزلة الولايات المتحدة في ملف المناخ تحت إدارة ترامب. والذي أعلن في وقت سابق انسحاب بلاده من اتفاقية باريس.
كما أصدرت إدارته عدة سياسات عطلت مشاريع الطاقة المتجددة، وأوقفت بناء مزارع الرياح البحرية. لتنضم بذلك إلى إيران وليبيا واليمن، لتصبح ضمن أربع دول فقط لم تعترف بالاتفاقية.
كذلك دعا وزير الطاقة الأمريكي إلى استخدام الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة، مثل: النفط والغاز. مؤكدًا أنهما أكثر موثوقية وأقل تكلفة من الطاقة المتجددة.
المقال الأصلي: من هنـا



