- تتعرض الشركات الناشئة في الولايات المتحدة لتحديات ضخمة. نظرا للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في الوقت ذاته، حذر خبراء الاقتصاد من تفاقم هذه الأزمة. حيث يعد ناقوس خطر لمشكلات تهدد الشركات الكبرى والاقتصاد الأمريكي ككل.
فعلى سبيل المثال، اضطرت شركة AV Universal Corp، شركة ناشئة تعمل في مجال الأحذية وتبيع منتجاتها عبر متاجر كبرى مثل Macy’s وNordstrom وDSW، إلى اقتراض 250 ألف دولار لتغطية الرسوم الجمركية على شحنة أحذية استوردها من الهند استعدادا لموسم العطلات.
وأكد فارما، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الرسوم الجمركية الأمريكية على نفس حجم الحاوية سجلت 7,500 دولار فقط سابقا.
بينما تضاعفت بعد فرض ترامب رسوم جديدة على الواردات. كذلك، لم تجد الشركة أمامها سوى الاقتراض بفائدة بلغت 32٪ مع التزامات سداد أسبوعية قاسية ولتجنب توقف النشاط التجاري.
وقال فارما “الجميع يعتقد أنني مقاتل، لذا أنا أقاتل من أجل استمرار الشركة”. ذلك خلال مقابلة مع شبكة CNBC.
وأضاف: “خفضنا بعض الرواتب، وتراجعنا عن خطط التوظيف الجديدة. وإذا لم تتحسن المبيعات بعد رفع الأسعار. فقد نضطر إلى تسريح بعض الموظفين أيضًا.”
الشركات الناشئة تدفع الثمن
تعتبر شركة AV Universal إحدى الشركات التي عانت ومن ويلات الحرب التجارية التي أطلقها ترامب مع دول عدة. لتجد نفسها غير قادرة على تحمل الرسوم المفاجئة والتقلبات المستمرة في السياسات التجارية.
بينما تتمكن الشركات الكبرى من الصمود بفضل قدراتها المالية وتنوع سلاسل التوريد لديها.
وعلى الرغم من أن الأسواق المالية لازالت تحافظ على استقرارها، إلا أن الآثار السلبية تتحملها الشركات الصغيرة ذات الهوامش الربحية المحدودة والقدرة التفاوضية الضعيفة.
أيضا، أكد خبراء الاقتصاد أن الشركات الناشئة هي أول من يتأثر بالأزمات الاقتصادية. ما يعد مؤشرًا مبكرًا لاتجاهات السوق المستقبلية.
وبحسب بيانات غرفة التجارة الأمريكية، تشكل الشركات الصغيرة أكثر من 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي وتوظف ما يقارب نصف القوى العاملة في البلاد.
متطلبات التعريفات الجمركية الأمريكية
من ناحية أخرى، تستهدف التعريفات الجمركية سد العجز التجاري الأمريكي وتحفيز التصنيع المحلي. كما أوضح أصحاب الشركات الناشئة أن تلك السياسات تتحقق على حسابهم الشخصي. حيث تجبر الشركات على رفع الأسعار أو تخفيض العمالة للبقاء على قيد الحياة.
وفي السياق ذاته، قال البروفيسور كنت سميتيرز من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا” أن الشركات الصغيرة هي أشبه بـ‘عصفور المنجم‘ تظهر الخطر قبل أن يتسع نطاقه. كما تعد أول من يتلقى الصدمة. وسرعان ما سيتبعها تأثير مماثل على الشركات الكبرى.”
الدعم الأمريكي للتعريفات الجمركية
علاوة على ذلك، زاد الأمر تعقيدا بعد قرار محكمة فيدرالية باعتبار بعض الرسوم غير قانونية. ما دفع البيت الأبيض إلى الطعن أمام المحكمة العليا.
أيضا وافقت المحكمة على النظر في القضية بشكل عاجل في الأسبوع الأول من نوفمبر. على أن تظل الرسوم سارية المفعول حتى صدور الحكم. ما يعزز حالة عدم اليقين بين الشركات.
الشركات الناشئة لا تستطيع الصمود أمام التعريفات الجمركية الأمريكية
من ناحية أخرى، لا تمتلك الشركات الصغيرة المرونة الكافية مثلما فعلت الشركات الكبرى. حيث عوضت خسائرها مؤقتًا استنادا إلى مخزون إحتياطي أو تحويل الإنتاج إلى دول منخفضة الرسوم.
أيضا، يحذر الخبراء من أن التعريفات الجمركية الأمريكية لاقت موجة إفلاسات وتسريحات جديدة. ما أثر بالسلب على سوق العمل والنمو الاقتصادي الأمريكي خلال عام 2026. نظرا لاستمرار الرسوم وارتفاع تكاليف الاستيراد.
لماذا تعتبر التعريفات الجمركية أزمة عالمية؟
على الرغم من انتشار التقارير الصحفية حول حالة الاضطراب والارتباك داخل الأسواق العالمية. نظرًا للتعريفات الجمركية الأمريكية التي أدت إلى انخفاض غير متوقع في صفقات يناير لمدة 10 سنوات، فإنه قد يكون هناك بصيص من الأمل نحو إيجاد نحو تحقيق إصلاح اقتصادي عالمي.
من ناحية أخرى، فإن لغة الرئيس “ترامب” في التنمر وكراهية الحلفاء الأقربين تقوض تلك التحركات. حيث قد يرى مساعدوه في وزارتي الخزانة والتجارة منطقًا إستراتيجيًا.
ففي بعض الحالات، تستخدم أمريكا أقرب حلفائها كعميل واضح ولكنه هادئ للمرور لصالح المنافسين والأعداء. مثل الصين وروسيا. وذلك بهدف تحميل المنتجات بأسعار تضر بالسوق.
كما هو شائع مع الصلب والألومنيوم. حيث تؤخذ مثل هذه الأفعال فقط لإثراء الأوليغارشيين الأجانب والوسيطين الفاسدين بينما تضر بالصناعة الأمريكية.
بينما في حالات أخرى، تبدو حالات الغضب والانتقاد المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأمريكية كأنها تآكل الثقة. ما يؤدي ببطء إلى تفكيك أساس ترسخ على مدار قرون ماضية. بل وتم بناؤه بعناية بواسطة الجمهوريين والديمقراطيين.
فعلى سبيل المثال. نتج مصطلح “جمهورية الموز” المهين، الذي أطلق على دول أمريكا الوسطى في أوائل القرن العشرين عن التدخلات الحكومية الأمريكية. والتي تستهدف تقويض الحكومات الأجنبية الشرعية لصالح الشركات الأمريكية. مثل شيكيتا ودول. حيث كانت هناك حاجة إلى إجراءات ثنائية مهمة لاستعادة السياسات “الجارة الطيبة” التي نعرفها اليوم، وتصحيح السمعة المدمرة لـ “الأمريكي القبيح”.
في الأسبوع الماضي، أعلن وول ستريت جورنال، أن هناك تحول يشهده قادة الأعمال الذين كانوا متحمسين لأجندة الرئيس الاقتصادية إلى حالة من القلق العام بسبب خططه لفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على الواردات من المكسيك وكندا. حيث تعتبر الدولتان أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة.
كما أصدرت مجموعات الأعمال من الرابطة الوطنية للمصنعين إلى غرفة التجارة الأمريكية إلى عمال الصلب الأمريكيين بيانات تعبر عن معارضة شديدة لتهديدات ترامب بشأن الرسوم الجمركية.
المقال الأصلي: من هنـا



