تؤدي الشركات دورًا حيويًا في الاقتصاد والمجتمع. وخلال السنوات الأخيرة أصبح من الواضح أن للشركات تأثيرًا لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الجوانب الاجتماعية والبيئية. فبعيدًا عن تحقيق الربح تتبنى الشركات اليوم دورًا أكثر تفهمًا للمسؤولية الاجتماعية، وتسعى لتحقيق تأثير إيجابي في المجتمع والعالم من حولها.
التأثير الإيجابي للشركات
تسلط الضوء في «رواد الأعمال» على بعض التأثير الإيجابي للشركات وأهمية دورها في التغيير والتحول الاجتماعي، وذلك كالتالي:
-
التأثير الاجتماعي
تُعتبر الشركات قوة دافعة للتغيير الاجتماعي والتنمية المستدامة. فهي توظف الكثير من العمالة وتوفر فرص عمل للأفراد؛ ما يحسّن حياتهم ويعزز الاستقرار الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك هي تساهم في تعزيز المساواة والتنوع بمكان العمل؛ من خلال تبني سياسات تشجع على التكافؤ وتحترم الاختلافات الثقافية والجندرية.
-
التأثير البيئي
تتحمل الشركات مسؤولية كبيرة في الحفاظ على البيئة والتخفيف من تأثيرها السلبي. ومن خلال تطبيق مبادئ الاستدامة البيئية تقلل انبعاثات الكربون واستخدام الموارد بشكل أكثر فعالية وتعزيز التنمية المستدامة.
بعض الشركات تتخذ خطوات إضافية مثل: تبني الطاقة المتجددة وتحسين إدارة المخلفات؛ للمساهمة في حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
-
التأثير الاقتصادي
تساهم الشركات في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. فعندما تتوسع وتزيد من إنتاجيتها يتم تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة الأفراد.
كذلك يمكن للشركات الكبيرة أن تؤدي دورًا في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمكينها.
-
الابتكار الاجتماعي
تعمل الشركات في بعض الأحيان كمحفز للابتكار الاجتماعي. فهي تستخدم الموارد والخبرات والقدرات لتطوير حلول جديدة للمشاكل الاجتماعية. وهي تستطيع تطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات المجتمع، وتعزز التنمية المستدامة، وتحقق أثرًا إيجابيًا في حياة الناس.
اقرأ أيضًا: الابتكارات المسؤولة اجتماعيًا.. نحو مستقبل أفضل
الحد من التأثير السلبي
هناك العديد من الطرق التي يمكن للشركات استخدامها للحد من تأثيرها البيئي السلبي وتحقيق التنمية المستدامة؛ منها:
-
تحسين كفاءة استخدام الموارد
يمكن للشركات تحسين كفاءة استخدام الموارد من خلال تبني تقنيات وممارسات تساعدها في الحد من استهلاك المواد والطاقة؛ وذلك عن طريق تطوير عمليات الإنتاج والتصنيع، وتحسين إدارة النفايات وإعادة التدوير، واستخدام تقنيات الطاقة المستدامة مثل: الطاقة الشمسية والرياح.
-
تبني الطاقة المتجددة
يعتبر قطاع الطاقة من أهم المجالات التي تسهم في تلويث البيئة وإحداث التغيرات المناخية. لذا على الشركات تبني مصادر الطاقة المتجددة مثل: الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء وتلبية احتياجاتها الطاقوية. هذا يساهم في تقليل انبعاثات الكربون والتخفيف من التأثير السلبي في البيئة.
-
المنتجات الصديقة للبيئة
يمكن للشركات التركيز على تطوير منتجات وتقنيات جديدة تكون صديقة للبيئة. على سبيل المثال: تصميم المنتجات بحيث تستهلك أقل كمية من الموارد الطبيعية وتولّد أقل قدر من النفايات، أو تستخدم مواد قابلة لإعادة التدوير. ذلك يساعد في تقليل النفايات وحماية الموارد الطبيعية.
-
تشجيع المسؤولية البيئية في سلسلة التوريد
يجب على الشركات تعزيز الممارسات البيئية المستدامة في سلسلة التوريد الخاصة بها؛ من خلال وضع معايير صارمة للموردين بشأن الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية، وتعزيز التعاون مع الموردين الذين يلتزمون بمعايير عالية من الاستدامة.
-
التوعية والتثقيف
ينبغي على الشركات توعية الموظفين والعاملين في المجال بأهمية الحفاظ على البيئة وتبني الممارسات المستدامة.
وذلك عن طريق تنظيم حملات توعية وتثقيف داخل الشركة، وتوفير التدريب والتعليم المستمر حول الممارسات البيئية الصحيحة وكيفية الحد من تأثير الشركة في البيئة.
-
قياس وتقييم الأثر البيئي
يمكن للشركات استخدام أدوات ومعايير لقياس وتقييم الأثر البيئي لأنشطتها. يتيح هذا للشركات تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتطوير، وتحديد الأهداف ووضع خطط العمل المستدامة.
-
التعاون والشراكات
يمكن للشركات أن تعمل مع الجهات المعنية الأخرى مثل: المنظمات غير الحكومية والحكومات المحلية والمجتمع المحلي، في تحقيق الاستدامة البيئية؛ بحيث يتم تبادل المعرفة والخبرات والموارد لتعزيز المبادرات البيئية وتحقيق نتائج أفضل.
اقرأ أيضًا: