رغم أن شبكة الإنترنت تُعد إحدى أبرز الوسائل التي تُهدر الوقت في القرن الحالي، إلا أنها ما زالت وستظل تعج بكثير من الإيجابيات التي يُمكن استغلالها في تعزيز القدرات الشخصية والاجتماعية والعلمية. إن سوء استخدام الإنترنت هو العدو الأول للإنسان الناجح في هذا العصر، لذا يُمكن تحويله لمصدر دعم وتطوير لا نهائي؛ حتى يُصبح مُعينًا، لا معول هدم، لحياتنا.
عزيزي القارئ إذا كنت تُكثر من استخدامك لشبكة الإنترنت ولا تحصل على معلومة جديدة مفيدة أو تتعلم شيئًا جديدًا؛ فإن استخدامك لهذه الشبكة وقضاء عشرات الساعات في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يُعد إهدارًا للوقت وإساءة استخدام الشبكة.
إذن، يمكنك الاستفادة من شبكة الإنترنت في التعليم والعمل وتطوير الذات وتكوين الصداقات وبناء العلاقات الاجتماعية الناجحة، كما يُمكن الاستفادة منها ماديًا، فهي قادرة على أن تحولك من شخص عادي إلى ذي شأن وقيمة وصاحب ثراء، لكن إذا أحسنت استخدامها فقط.
في هذا المقال نتحدث عن كيفية استخدام شبكة الإنترنت والاستفادة منها في أمورنا الحياتية، والتي تشمل الاجتماعية والعملية والعلمية.
– التعليم والتعلم
لا يخفى على أحد أن التطور السريع الذي تشهده شبكة الإنترنت والانتشار حول العالم، ساهم بشكل كبير في تطور العملية التعليمية بمختلف مراحلها وبجميع تخصصاتها، فبعد هذا التطور لم نعد بحاجة إلى بذل المزيد من المجهود البدني؛ للحصول على المعلومة وتعلم الأشياء بمختلف المجالات؛ حيث يُمكن الاستفادة من شبكة الإنترنت التي تعج بالملايين من الدورات التدريبية المجانية بمختلف المجالات والتخصصات.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» انتشارًا كثيفًا للمنصات والقنوات التعليمية التي تخاطب مستخدمي الشبكة العنكبوتية؛ حيث توفر هذه المنصات المتخصصين والمدرسين الجيدين أصحاب المهارات العالية؛ لذا فغالبًا يكون المحاضر الذي يدرس لك عبر شبكة الإنترنت يكون أكثر تفوقًا من المحاضر الذي تذهب إليه في أي مكان ما.
– تكوين الصداقات وبناء العلاقات
يحتاج أفراد المجتمع إلى تكوين الصداقات وبناء العلاقات الاجتماعية، ولكن عملية انتقاء الأشخاص في الصداقات أصبحت أمرًا ليس بالسهل، فنحن نحتاج إلى أشخاص يشبهوننا ويشاركوننا الفكر والاهتمامات والثقافة، وقد لا يتوفر ذلك في أغلب الأحيان.
إذن، يُمكن الاستفادة من شبكة الإنترنت في تكوين الصداقات وبناء العلاقات الاجتماعية في مختلف المجالات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا كنت من المهتمين بمجال الاقتصاد وأسواق العمل ستجد طريقك إلى مجموعات على موقع “فيسبوك” تهتم بمجالات الاقتصاد وأسواق العمل، وإذا كان اهتمامك بالرياضة أو السفر أو الطعام أو أي شيء آخر فستجد من يشاركك هذا الشغف، وبذلك ستتعرف بشكل تلقائي على الوجوه المعتادة.
– تعلم اللغات وإتقانها
في ظل هذا التطور والتحول الذي يشهده عالم التكنولوجيا، أصبحت اللغات شرطًا أساسيًا للحصول على وظيفة أو أي فرصة عمل. تعلم لغة جديدة لا يمنحك فرصة عمل أفضل فحسب، بل يفتح لك آفاقًا جديدة للتفكير ويطلعك على ثقافة جديدة، كما يمنحك الفرصة الحقيقية للسفر في أي مكان حول العالم.
إن أغلب المنصات المنتشرة على شبكة الإنترنت تعرض محتوياتها باللغة الإنجليزية؛ إذ يمكن استغلالها في كسب ثقافات جديدة وتعزيز قدراتك في اللغة الإنجليزية، وبتعلم اللغة الإنجليزية تكون مكنت نفسك من تعلم أي شيء آخر، ويُعتبر تعلم اللغات أمرًا سهلًا، ومن أبرز صور الاستفادة من شبكة الإنترنت.
– اغتنام فرصة العمل الحر
لا تقتصر شبكة الإنترنت على التواصل مع العالم الآخر أو الترفيه، بل يُمكن استخدامها في العمل الحُر، خاصة أن هناك الكثير من المؤسسات العالمية والعربية تحتاج إلى خبراء وباحثين ومتخصصين في كتابة المقالات والاستشارات البحثية، بمقابل مادي.
إذن، فكل شخص باحث أو متخصص في مجال ما ولديه خبرة في كتابة المقالات وتقديم الاستشارات، يُمكن التواصل مع هذه المؤسسات والاتفاق معها والالتزام بكل الشروط وتقديم الأبحاث أو المقالات والاستشارات المطلوبة بمقابل مادي.
ومن أشهر المواقع التي يُمكن العمل من خلالها؛ “خمسات، مستقل” في الدول العربية، وموقع “أب ورك” العالمي، بالطبع ستجد شيئًا يتماشى مع موهبتك وتقدمه بكل سهولة، فهناك عشرات المؤسسات التي على استعداد كامل لدفع المال من أجله.
– التدوين وتعزيز القدرات في الكتابة
لا شك في أن شبكة الإنترنت متعددة النشاط، فهناك التجاري والسياسي والاقتصادي والفني والترفيهي، وكثير من المجالات الأخرى، فكل هذا وذاك يُمكن الاستفادة منه، ولكن على مستوى الكتابة، يوجد الكثيرون من مستخدمي الإنترنت ينتابهم شغف وحب الكتابة ولا يعلمون ماذا يفعلون.
تُتيح شبكة الإنترنت لمستخدميها إمكانية إنشاء المدونات والنوافذ؛ حيث يُمكن لكل شخص من مستخدمي شبكة الإنترنت أن ينشئ مدونة لكتابة وتدوين ما يُريده ويُمكن مشاركته مع الآخرين؛ ما يسهم في تكوين صداقات جديدة ومثمرة، ومن ثم حصد المال عن طريق نشر الإعلانات من خلال المدونة.
– الدعاية لنشاطك التجاري
يُمكن أن يستغل الأشخاص أوقاتهم على الإنترنت في التسويق والترويج لأعمالهم الخاصة، ولا يشترط في هذا الأمر الإعلان المادي أو المدفوع؛ حيث يُمكن الإعلان عن الأعمال الخاصة بين الأصدقاء والأهل الذين يتواجدون على الإنترنت بشكل دائم، كما يُمكن التسويق للأعمال الخاصة من خلال تقديم العروض والمسابقات التي تُسهم في زيادة التفاعل والانتشار؛ ما يساعد على تهافت مستخدمي الإنترنت.
فهناك الكثير من الأشخاص أنشأوا صفحاتهم التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل؛ «فيسبوك وتويتر ومجموعات الواتساب»، فكل هذه المواقع تحتضن الملايين من البشر؛ وهو ما يُسهل عملية التسويق ونشر المعروض وسط الجمهور المستهدف بمساعدة الأهل والأصدقاء، ويمكن التواصل مع من تحتاجهم لنجاح عملك تجاريًا.
الخلاصة: إن شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، يُمكن استغلالها في التطوير وكسب المهارات والتسويق للأعمال الخاصة، فشبكة الإنترنت بالتأكيد هي عبارة عن كنز معلوماتي، يُمكن استغلاله في تطوير الذات واكتساب الأصدقاء والتعلم بأنواعه، أو الاستفادة منه ماديًا.