تداول عدد من النشطاء على منصة “تيك توك” مقاطع “فيديو” تقدم شهادات قوية من شخصيات دولية تدين بوضوح ما يحدث في قطاع غزة، وتلقي الضوء على حقيقة ما يوصف بـ “الإبادة الجماعية”.
هذه المقاطع تشير إلى أن الأحداث التي تلت السابع من أكتوبر لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت ترخيصًا لإطلاق “شياطين” كامنة داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي لم يعانِ قط من عواقب أفعاله الإجرامية؛ ما أدى إلى ثقافة الإفلات من العقاب والعنصرية الصارخة.
علاوة على ذلك، تبرز المقاطع المتداولة أن ما يجري يشكل قمة تاريخ طويل من التراكمات السلبية. ويعتقد أن المجتمع الإسرائيلي قد تجاوز عتبة أخلاقية، وأنه في هذه اللحظة، لا توجد إمكانية لإقناع الإسرائيليين بخطأ طريقهم. ما يعزز من قناعة هؤلاء النشطاء بأن ما يحدث في القطاع يؤكد الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني. هذا التحليل يعطي بعدًا تاريخيًا للأحداث، ويفسر العنف المتصاعد والمتواصل.
استهداف المدنيين وتشويه الحقائق
من ناحية أخرى، تقدم صحفية أمريكية في أحد المقاطع رؤية أخرى لما يحدث؛ إذ تدين بشدة ما تسميه “تشتيت الانتباه” عن القضية الجوهرية. وتؤكد الصحفية أن جنود الاحتلال يطلقون النار عمدًا ويقتلون فلسطينيين يائسين، بينما يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية، وهي حقيقة يتم التغاضي عنها. كما تشير إلى أن منظمة “غزة الإنسانية” التي توزع المساعدات قد استدرجتهم، ليتم إطلاق النار عليهم بعدما شوهت سمعة “الأونروا”.
@nexus.72hours صحفية أمريكية تغسل صحفية اســـ..،ــرائــ.ــيلية
وتتابع الصحفية قائلة: “لا تنسوا أن أكثر من 200 شخص قد تم إطلاق النار عليهم وقتلهم على يد جنود إسرائيليين منذ أواخر مايو”.
كما تضيف أيضًا أنه لا يجب نسيان “232 صحفيًا في غزة تم ذبحهم على يد الجيش الإسرائيلي”. مؤكدة أن هذه هي جوهر القصة. وتختتم كلامها بوصف ما يحدث بالإبادة الجماعية في غزة وتعبر عن اشمئزازها من كل من يدافع عن هذه الأفعال.
صوت أنجلينا جولي وتواطؤ الحكومات
في سياق متصل، تقدم الممثلة أنجلينا جولي، وهي أيضًا مبعوثة خاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. شهادة قوية تدين فيها “القصف المتعمد لسكان محاصرين ليس لديهم مكان يفرون إليه”.
علاوة على ذلك، تؤكد “جولي” أن “غزة كانت سجنًا مفتوحًا لما يقرب من عقدين من الزمن وتتحول بسرعة إلى مقبرة جماعية”. ما يعطي وصفًا صادمًا للواقع.
وإلى جانب ذلك، تبرز أن 40% من القتلى هم أطفال أبرياء. وتقتل عائلات بأكملها بينما يشاهد العالم، وبدعم من العديد من الحكومات”.
كما تضيف أن “ملايين الفلسطينيين يعاقبون جماعيًا ويعاملون بلا إنسانية. وكل ذلك مع حرمانهم من الطعام والدواء بما يخالف القانون الدولي”. وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
الضمير العالمي في مواجهة الجرائم
من ناحية أخرى، تقدم تصريحات “جولي” اتهامًا صريحًا لقادة العالم بالتواطؤ في هذه الجرائم؛ حيث قالت: “من خلال رفض المطالبة بوقف إطلاق نار إنساني ومنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من فرضه على كلا الطرفين. فإن قادة العالم متواطئون في هذه الجرائم”. هذه الكلمات تلقي مسؤولية مباشرة على المجتمع الدولي، وتطالب بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف.
@aladdeinelomary
في السياق ذاته، تظهر هذه المقاطع المتداولة أن هناك أصواتًا من مختلف أنحاء العالم تدين بشدة ما يحدث. وتشير إلى أن القصة الحقيقية لا تقتصر على ما يروج في وسائل الإعلام الرئيسة.
هذه الشهادات تعزز من الرواية الفلسطينية، وتقدم دليلًا إضافيًا على أن العنف الممارس بحق المدنيين في قطاع غزة هو انتهاك واضح للقانون الدولي.
جدل التمويل وتشويه سمعة المؤسسات
يسلط المقطع الثاني الضوء على جدل آخر يتعلق بتمويل المؤسسات الإنسانية. بينما تدافع الصحفية الأمريكية عن حقيقة أن منظمة “مؤسسة غزة الإنسانية” تقدم المساعدات. يسمع صوت صحفية أخرى تقاطعها، قائلة: “حماس كانت تدير مؤسسة غزة الإنسانية حتى. لقد أكدوا ذلك”.
في المقابل، ترد الصحفية الأولى بغضب قائلة: 11 مليون وجبة تم توزيعها. حماس تدير مؤسسة غزة الإنسانية، هذا شيء ليس لطيفًا على الإطلاق. أعرف أنك لا تحبين الحقائق يا آنّا، لكن هذه هي الحقيقة”. هذا الجدل يظهر كيف يتم استغلال أي معلومة لتشويه سمعة المؤسسات التي تقدم المساعدات. وهو ما يعقد من وصول الدعم الإنساني للمحتاجين.
تأثير الأصوات المستقلة في الرأي العام
تظهر المقاطع المتداولة أن الأصوات المستقلة، مثل: الممثلة أنجلينا جولي، والصحفية الأمريكية، لها تأثير كبير على الرأي العام. هذه الشخصيات، التي تقدم شهاداتها من منطلق إنساني، تسهم في كسر حاجز الصمت، وتعطي بعدًا إنسانيًا للأزمة. ما يحفز الناس على التفكير بشكل نقدي، والبحث عن الحقائق بعيدًا عن التغطية الإعلامية التقليدية.
@sawtulakl_ اسرائيل مجتمع وليست دولة
علاوة على ذلك، تشير هذه المقاطع إلى أن منصات التواصل الاجتماعي، مثل “تيك توك”، أصبحت مساحة حيوية لتداول المعلومات والأفكار. ما يمكن النشطاء من الوصول إلى جمهور أوسع، ونشر وجهات نظر مختلفة عن تلك التي تروجها المؤسسات الرسمية. هذا التحول يعزز من دور المواطن العادي في تشكيل الرأي العام العالمي، ويمكنه من مواجهة الروايات السائدة.



