ما فتأت المملكة تطرق ملفات حيوية ذات أثر فاعل في الحاضر والمستقبل معًا، وما مسألة اقتصاديات التعليم إلا واحد من تلك الملفات التي تؤكد اهتمام المملكة بكل ما من شأنه أن يحسّن من جودة حياة البشر في شتى بقاع العالم المعمور.
وما من شك ألا شيء يسهم في التنمية الإنسانية والاقتصادية أهم من التعليم، ومن هنا كان اهتمام المملكة بملف اقتصاديات التعليم.
ومما يجدر ذكره أن اقتصاديات التعليم هي عبارة عن دراسة القضايا الاقتصادية المتعلقة بالتعليم، بما في ذلك الطلب على التعليم، وتمويل التعليم وتوفيره، والكفاءة النسبية لمختلف البرامج والسياسات التعليمية.
ومنذ الدراسات المبكرة حول العلاقة بين التعليم المدرسي ونتائج سوق العمل للأفراد نما مجال اقتصاديات التعليم بسرعة؛ ليغطي تقريبًا جميع المجالات ذات الصلة بالتعليم.
اقرأ أيضًا: الضمان الاجتماعي.. خطوات التقديم وآلية احتساب المعاش
المبادرات والبرامج الدولية في مجال التعليم
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أهمية تضافر الجهود في دعم المبادرات والبرامج الدولية التي من شأنها تعزيز اقتصاديات التعليم ودعم الأنظمة التعليمية في الدول المستفيدة؛ لتقديم خدمات تعليمية عالية الجودة لمن هم في أمس الحاجة لها، في ظل أزمة جائحة فيروس كورونا التي ما تزال آثارها تشكل تحديًا كبيرًا لكثير من أنظمة التعليم حول العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن سمو ولي العهد، الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ؛ وزير التعليم، اليوم، في القمة العالمية للتعليم “تمويل الشراكة من أجل التعليم 2021 – 2025م” المنعقدة في المملكة المتحدة، وأعلن خلالها عن تبرع المملكة بمبلغ ثلاثة ملايين دولار لدعم استراتيجية الشراكة العالمية من أجل التعليم 2025.
اقرأ أيضًا: هيئة “مدن” وتحقيق مستهدفات رؤية 2030
الجانب المسؤول في اقتصاديات التعليم
والحق أنه لا يمكن الحديث عن اقتصاديات التعليم من دون الإشارة إلى المسؤولية الاجتماعية، صحيح أن هذا المجال (اقتصاديات التعليم) يعني بدراسات القضايا التعليمية ذات الصلة بالاقتصاد، إلا أنه يعني في المقام ذاته بجهود الدول ذات الكفاءة المالية في العمل على توفير التعليم لمن هم في أمس الحاجة له.
ولا شك أن هناك جهودًا دولية تُبذل من أجل تقديم تعليم رفيع الجودة لجميع الأطفال من الفتيان والفتيات حول العالم، ومساعي حثيثة لتحسين الوصول إلى التعليم المنصف والشامل وردم الفجوات التعليمية والرقمية ومواجهة جميع أشكال عدم المساواة، خصوصًا في البلدان منخفضة الدخل.
وذلك بما يتوافق مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لأجندة الأمم المتحدة 2030، الذي ينص على “ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة”.
وما من شك أن هدف كهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر عمل جماعي ممنهج، وواعٍ، ومسؤول، يعمل فيه الجميع من أجل الوصول إلى المرحلة التي يكون فيها التعليم متاحًا للجميع، خاصة لمن هم في البلدان الأشد فقرًا، والتي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، لا سيما في ظل التحديات الجمة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.
ومن هذا المنطلق قلنا إن ثمة تضافر بين المسؤولية الاجتماعية للدول الغنية وذات الكفاءات المالية والاقتصادية وبين اقتصاديات التعليم؛ فهذه الأخيرة لا تعني مجرد دراسة اقتصادية لقضايا تعليمية، وإنما هي سعي من أجل إعطاء الجميع الحق في التعليم، وتيسيره لهم دون تمييز أو تفرقة.
اقرأ أيضًا: تفاصيل تنظيم إعانة البحث عن عمل.. الشروط والفئات المستهدفة
دور المملكة
كانت المملكة العربية السعودية وما زالت، كما جاء في الكلمة التي ألقاها وزير التعليم، اليوم، تولي التعليم اهتمامًا بالغًا على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، ولا أدل على ذلك من إدراج التعليم كملف رئيسي على أجندة رئاسة المملكة لمجموعة العشرين 2020م.
فضلًا عن أن التعليم مكون أساسي من مكونات رؤية المملكة 2030، كما أن المملكة تُعد الداعم الأكبر للمؤسسات المالية الإقليمية مثل: البنك الإسلامي للتنمية، وصندوق الأوبيك (أوفيد)، والمصرف العربي التنمية في إفريقيا والتي تقدم الدعم لكثير من دول العالم من خلال تمويل مشاريع ومبادرات في مختلف المجالات الحيوية، وعلى رأسها مجال التعليم.
وجاء في الكلمة: «وامتدادًا لدور المملكة العربية السعودية الرائد في هذا الإطار يسرني أن أعلن نيابة عن سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 3 ملايين دولار لدعم استراتيجية الشراكة العالمية من أجل التعليم 2025، وأؤكد مجددًا أن المملكة ستظل دائمًا على رأس الدول المساهمة في كل ما من شأنه تحقيق التنمية والازدهار والسلام لشعوب العالم بأسره».
اقرأ أيضًا:
منتدى الثورة الصناعية الرابعة وتحقيق أهداف رؤية 2030
مبادرة المشاعر الخضراء.. تعميم توجهات المملكة نحو الاستدامة
وزارة الصناعة والثروة المعدنية.. المبادرات والإنجازات