شهدت افتتاح فعاليات منتدى الثورة الصناعية الرابعة الأول بالمملكة العربية السعودية؛ الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، تدشين المهندس عبدالله عامر السواحه؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، مركز الثورة الصناعية الرابعة، وذلك في خطوة تؤكد عزم المملكة على تأكيد قوة رؤية 2030، التي أثبتت قدرة المملكة على أن تغدو أحد الفواعل الدولية التي تحظى بريادة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
شارك في افتتاح منتدى الثورة الصناعية الرابعة، مجموعة من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمسؤولين، ونخبة من المتحدثين المحليين والدوليين.
مركز الثورة الصناعية الرابعة
وأكد المنتدى على أهمية دور مركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة؛ كجزء من شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ بهدف تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي، البلوكتشين، السيارات ذاتية القيادة، الطائرات دون طيار، إنترنت الأشياء، المدن الذكية لصالح المجتمعات كافة.
وتهدف مشروعات مركز الثورة الصناعية الرابعة إلى التعاون والتنسيق مع الشركاء في القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية لتصميم وتجريب سياسات وأطر تنظيمية تسهم في تعزيز فرص الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والحد من مخاطرها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وذلك تحقيقًا لأحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 للتحول نحو اقتصاد قائم على الابتكار.
وفي الافتتاح، قال السواحة، خلال كلمته، إنه خلال عام 2020 عندما داهمت جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19″، كان يجب التأكد أنه يمكن العمل من خلال الدفع الإلكتروني أثناء الإقفال، لافتًا إلى تخصيص مليارات الدولارات وفرت وظائف عديدة، مضيفًا أن الثورة الصناعية ساهمت في توفير اللقاح خلال 18 شهرًا من تفشي الجائحة؛ نتيجة التكنولوجيا والابتكار.
من جانبه، قال كلاوس شواب؛ رئيس مجلس الإدارة ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، إن إطلاق مركز الثورة الصناعية الرابعة بالسعودية من خلاله أصبحت المملكة جزء من الشبكة الدولية لتسخير التقنية الجديدة، لافتًا إلى أنه تم توقيع اتفاقية في عام 2019 لإطلاق المركز في المملكة وقد تحقق الآن بالفعل، مؤكدًا أن هذا المشروع يأتي في وقت مهم للمملكة وللعالم لمكافحة الجائحة، فمع بدء دور اللقاح في المملكة أصبح هناك أمل للتعافي الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف: “قبل بضع سنوات قليلة كان تطوير للقاح في غضون عام خلال جائحو كان أمرًا لا يمكن تصوره؛ ولكن بفضل البحث العلمي والتعاون الدولي أصبح ذلك ممكنا، ستسمر التقنيات في المستقبل في دفع الثورة الصناعية الرابعة في التطور”.
ولفت شواب، إلى أن مركز الثورة الصناعية الرابعة بالسعودية سيساعد الشركاء في التطوير المشترك للحكومة الخلاقة للتقنيات وبتوازن بين إبداع الأعمال والإجراءات وبدعم التقنية لدعم المصالح الكبرى للمجتمع، مؤكدًا أن اقتصاد المملكة العربية السعودية كواحدة ضمن مجموعة العشرين، يمكنها من أن تكون نموذجًا يحتذى به في هذا الصدد.
بدوره، أفاد الدكتور منير بن محمود الدسوقي؛ رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية المكلف، أن المملكة تمكنت من تسخير التقنية بقطاعات مثل النفط والغاز في وقت قصير.
وأضاف الدسوقي، خلال كلمته التي ألقاها خلال منتدى الثورة الصناعية الرابعة، أن المملكة أسست الجهود الرقمية وأرست قواعد الحكومة بإنشاء هيئة الذكاء الاصطناعي وهيئة البحث العلمي معتمدة على تقديم الخدمات والحلول الحديثة والدفع الإلكتروني.
وتابع، أن منتدى الثورة الصناعية الرابعة يناقش تأثير التقنيات الناشئة في مستقبل النقل وبناء أنظمة الرعاية الصحية وتحولات الطاقة النظيفة وبناء المدن الذكية واستعادة النظام البيئي.
وأكد أن العالم تغير كثيرًا بطريقة غير مسبوقة، فنحن نعيش الآن الثورة الصناعية الرابعة، فالتقنيات تم استخدامها لمحاربة الجائحة، مشيرًا إلى أن المملكة لها أصول وقاعدة اقتصادية جعلتها قاعدة الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط فضلًا عن البنية الأساسية القوية.
جلسات منتدى الثورة الصناعية الرابعة
وبدأت أعمال منتدى الثورة الصناعية الرابعة، بعقد الجلسة الأولى التي ناقشت “تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لخدمة التنمية وتطبيق الحوكمة المرنة بين الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني”، وتحدث فيها الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي؛ رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عن الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي ستعزز استخدام الذكاء الاصطناعي في المملكة، والتي ستزيد من عدد الشركات الناشئة في هذا المجال ومن سرعة التطوير والتسريع الذي يدفع تطبيقات التقنية، ويعزز من تنمية بنيتنا التحتية.
وأكد أنه سيكون للثورة الصناعية الرابعة دور حيوي في تدفق البيانات الضخمة، فكلما زاد وصولنا إلى البيانات، زادت قدرتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة. كما استشهد بالفرص الهائلة التي يشكلها برنامج (توكلنا) وإمكانياته من الوصول إلى أفراد المجتمع من خلال نشر خدمات جديدة في ثوانٍ، بالإضافة إلى إطلاق مشروع أساور للحجاج باستخدام الذكاء اصطناعي للحفاظ على سلامة الحجاج وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وفي الجلسة الثانية التي ناقشت “تمكين تقنيات الصناعة الرابعة من التحول الصناعي وزيادة الإنتاجية والاستدامة والابتكار”، أوضح الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريِّف؛ وزير الصناعة والثروة المعدنية، أن رؤية المملكة 2030 تتمحور حول النمو والتنوع، ونعمل في الوزارة على استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز هذا النمو، وتحقيق قفزات كبيرة لقطاعي الصناعة والتعدين حتى تتمتع بكامل إمكاناتها الاقتصادية، من خلال تعزيز بيئة نظام الوزارة، ووضع إطار عمل تنظيمي، وتطوير المواهب المحلية، وتعزيز تطوير البحث والابتكار، وتقوية العلاقة بين الأوساط الأكاديمية الصناعية ومجتمع البحث، وتوطين التقنية التي تعزز التحول الرقمي.
وأضاف الخريِّف خلال منتدى الثورة الصناعية الرابعة أن جميع خدماتنا الصناعية والمعدنية تتم بواسطة منصة موحدة تعمل على تبسيط وتسريع رحلة المستثمر، من خلال امتلاك المملكة اليوم لقاعدة صناعية قوية تضم أكثر من 10 آلاف مصنع و40 مدينة صناعية متخصصة ومتكاملة.
وأكد أن كل هذه الجهود ستساعد قطاعي التصنيع والتعدين على النمو الشامل، وستخلق فرصًا ممتازة في هذه القطاعات لرجال الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة ليكونوا المستفيدين الأساسيين من تلك الجهود.
أما الجلسة الثالثة فناقشت “تشكيل مستقبل النقل وسن السياسات لتلافي المعوقات أمام المركبات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار”، وتحدث فيها المهندس صالح بن ناصر الجاسر؛ وزير النقل والخدمات اللوجستية، عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها مؤخرًا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد ـ حفظه الله ـ، وتبنت التقنيات المتطورة كأحد تطلعاتها الرئيسية، لتحقيق أهداف القطاع ووضع المملكة في مركز لوجستي عالمي بهدف تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في المملكة.
واستعرض المهندس الجاسر أوضاع التنقل المستقبلية، مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار، متوقعاً أن ينمو النقل التشاركي بسرعة في العقد المقبل، مفيدًا أن هذا النمو يتطلب مستوى عالٍ من التنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة وذلك لضمان وضع البنية التحتية والأطر التنظيمية المطلوبة للسماح بالتنفيذ الآمن والفعال عالميًا ومحليًا.
وفي الجلسة الرابعة التي ناقشت “توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لبناء الأنظمة الصحية القادرة على مواجهة الأزمات المستقبلية”، أكد الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة؛ وزير الصحة، أن الواقع الجديد للرعاية الصحية يتطلب إعادة تصميم أنظمة الرعاية لاحتضان شبكات رعاية متكاملة واسعة النطاق تركز على رضا المرضى وتقديم خدمات منسقة ومتسقة.
وأكد أن دمج الأنظمة الرقمية والبيولوجية سيؤدي إلى رفع مستوى توفير الرعاية الصحية، موضحًا أن العديد من مقدمي الرعاية الصحية أكدوا إمكانات التطبيب عن بُعد لمراقبة المرضى وعلاجهم عن بُعد عبر أجهزة الاستشعار والأجهزة الطبية.
بدوره، أوضح الدكتور إبراهيم المعجل؛ الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الصناعية السعودي خلال منتدى الثورة الصناعية الرابعة أن الصندوق يعمل على جعل المملكة مركزًا صناعيًا قويًا من خلال استخدام التقنيات الذكية، بينما أكد يوسف البنيان؛ نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية أن تعزيز التحول الرقمي في المملكة، والاستثمار في القدرات الوطنية من أهم أولوياتهم التي يعملون على تحقيقها لمستقبل أكثر ازدهارًا.
جدير بالذكر، أن منتدى الثورة الصناعية الرابعة يختتم أعماله يوم الخميس الموافق 29 يوليو، بعقد 4 جلسات تناقش تحولات الطاقة النظيفة، وبناء مدن ذكية للمستقبل، واستعادة النظام البيئي، ومستقبل التمويل، ويمكن مشاهدة البث المباشر له عبر الرابط التالي: (اضغط هنـــــــــــــــا).
اقرأ أيضًا:
منتدى الثورة الصناعية الرابعة يختتم فعالياته
السواحه يدشن مركز الثورة الصناعية الرابعة بالمملكة
منتدى الثورة الصناعية الرابعة يناقش 5 محاور أساسية