في خضم ثورة تكنولوجية عاتية تعيد رسم خريطة العمل، يتحتم على كل منك وموظفيك الإداريين إدراك أهمية استخدام التكنولوجيا في الأعمال الإدارية؛ ففي طيات دمج هذه الابتكارات تكمن مفاتيح جذب المواهب الاستثنائية، وزيادة الكفاءة، وتحسين النتيجة النهائية.
بين ومضات الزمن المتلاحقة تتغير طبيعة العمل الإداري بوسط هذه الثورة، فمع انحسار الحاجة لأداء المهام المتكررة بصورة يدوية، يتقلص عدد العاملين في هذا المجال، بينما يتجه الآخرون لأداء أدوار تتطلب التفكير الإبداعي والاستراتيجية.
ففي هذا العصر الجديد، تفوق مهارات حل المشكلات والتواصل والترجمة الفورية على إتقان المهام المعتادة؛ فلم تتوقف أنت وموظفوك على امتلاك معرفة محددة، بينما تصبح القدرة على تعلم مهارات جديدة أكثر قيمة في عالم يتغير بسرعة فائقة.
الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري
تشير دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة “هارفارد” الأمريكية، إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل يزحف على المهام الإدارية، مُهددًا باستبدال بعض الوظائف في هذا المجال؛ فمع ازدياد كفاءته في تحسين سير العمل وتقليل الأخطاء، يصبح قادرًا على أتمتة مهام روتينية مثل: إدخال البيانات والجدولة والأرشفة؛ ما يتيح للموظفين الإداريين التركيز على مهام أكثر تعقيدًا تتطلب مهارات إبداعية وحكمًا بشريًا.
ولكن، لا ننسى أن الذكاء الاصطناعي لم يصبح بعد قادرًا على الحلول محل اللمسة الإنسانية في العديد من المهام الإدارية، خاصة تلك التي تتطلب مهارات مثل: حل المشكلات، واتخاذ القرارات، كذلك إدارة العلاقات الشخصية.
ماذا يقول لنا سوق العمل؟
تفيد تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن أكثر من 80% من قادة الشركات يسارعون خطواتهم نحو رقمنة عملياتهم وتنفيذ تقنيات جديدة، بينما يخطط نصف هؤلاء المديرين التنفيذيين بالفعل لأتمتة بعض الوظائف في مؤسساتهم.
ويتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى زيادة في معدلات التشريد الوظيفي؛ حيث تخطط حوالي 43% من المؤسسات لتقليص قوتها العاملة، بينما يفضل 41% آخرون الاعتماد بشكل أكبر على المتعاقدين للقيام بمهام محددة.
ومع ذلك، لا ننسى أن هذه التغييرات ستعمل أيضا على توفير مزيدٍ من الفرص الجديدة للعمل، خاصة في مجالات مثل: الاقتصاد الأخضر والبيانات والذكاء الاصطناعي؛ فالمؤسسات تدرك أن الاستثمار في مواردها البشرية من خلال إعادة التأهيل ورفع مستوى مهارات الموظفين يعد ضروريًا لمواكبة التطورات المتسارعة.
ولكن، تشير الدراسات إلى أن 42% فقط من الموظفين يستفيدون من هذه الفرص، ما يؤكد على الحاجة الملحة لزيادة مشاركة الموظفين في برامج إعادة التأهيل والارتقاء بالمهارات؛ ففي ختام هذه الرؤى، ندرك أن الذكاء الاصطناعي سيغير بلا شك طبيعة سوق العمل، ما سيؤدي إلى إزاحة بعض الوظائف بينما يخلق فرصًا جديدة.
استخدام التكنولوجيا في الأعمال الإدارية
في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيير، تصبح التكنولوجيا أداة لا غنى عنها للإدارة الفعّالة، فكما يبني الصرح الشامخ على أسس راسخة، تشيد الإدارة الناجحة على دعامتين أساسيتين: معرفة تحليلية ثاقبة وقدرة على توظيف التكنولوجيا بذكاء.
-
تحديد احتياجاتك من البيانات
قبل الغوص في بحر المعلومات المتلاطم، لا بد من تحديد الهدف بوضوح، ما هي البيانات التي تحتاجها؟ ولماذا؟ وكيف ستستخدمها لتحقيق أهدافك؟ إن تحديد احتياجاتك من البيانات هو بمثابة رسم خارطة طريق ترشدك نحو الوجهة المرجوة.
-
اختيار الأدوات والمنصات المناسبة
تتنوع أدوات تحليل البيانات وتصبح كأنها سيف ذو حدين؛ حيث تمكنك من استخراج الكنوز من البيانات، بينما قد تغرقك في بحر من المعلومات المربكة إن لم تستخدم بذكاء، لذا، احرص على اختيار الأدوات والمنصات المُناسبة لاحتياجاتك وميزانيتك، لتتحول البيانات من مجرد أرقام جامدة إلى رؤى ثاقبة تضيء دربك نحو النجاح.
-
أتمتة وتبسيط مهامك
لا داعي لإضاعة الوقت والجهد في المهام الروتينية المتكررة؛ فالبيانات والتكنولوجيا تتيح لك أتمتة العديد من العمليات، محررة وقتك للتركيز على الأمور الأكثر أهمية، من خلال أدوات الجدولة والإدارة المتطورة، يمكنك تحويل مكتبك إلى خلية نحل تنتج بكفاءة ودقة فائقة.
-
تحسين مهاراتك ومعرفتك
في عالم يتغير بسرعة فائقة، لا بد من مواكبة التطورات والتعلم المستمر، استثمر في تطوير مهاراتك ومعرفتك في مجال البيانات والتكنولوجيا، واغتنم الفرص المتاحة من دورات عبر الإنترنت وندوات متخصصة، لتصبح خبيرًا محنكًا في هذا المجال.
-
الابتكار والتكيف مع التغييرات
لا تكتفي بتحليل البيانات الحالية، بل ابحث عن آفاق جديدة واغتنم الفرص المتاحة، واستخدم البيانات والتكنولوجيا لاختبار أفكار مبتكرة وتصميم استراتيجيات ناجحة تواكب التغييرات المتسارعة في السوق؛ فالإدارة الناجحة هي تلك التي تبادر وتبدع وتواكب التطورات.
في النهاية يمكن القول إن البيانات والتكنولوجيا حليفان قويان للإدارة الفعالة؛ فمن خلال استخدامهما بذكاء وحكمة، يمكنك تحسين كفاءتك وإنتاجيتك، وتعزيز جودة العمل، وتحفيز الإبداع، وتذكر أن البيانات هي البوصلة التي ترشدك نحو النجاح، والتكنولوجيا هي الأداة التي تساعدك على تحقيقه.
اقرأ أيضًا المزيد على موقع عالم التكنولوجيا:
شبكات الأقمار الصناعية.. أنواعها واستخداماتها
مفاجأة صادمة.. جوالات آيفون بدون كاميرا
مواصفات وأسعار طُرز سيارة “فيرسا 2020” من نيسان
كيفية إزالة حساب من Google Smart Lock
Realme C55.. جوال صيني جديد يشبه تصميم ايفون 14
5 اختلافات بين المدن الذكية والتقليدية