أمس
تبوأت المرأة في بلادنا مكانة عزيزة وغالية، وايضاَ عالية خاصة في المنزل حيث كانت تطبخ وتغسل وتكوي وتدير وتقرر وتنفخ وتشخط وتصقع وترقع علي كيفها ..معاها حق كل الحق لأن البيت مملكتها…تَدخل اليها ماتريد…وتطرد منها مالاتريد ..وعلي الأخص الضرة…او اي ريحة فيها زواج او خطوبة اوحتي النية في خطوبة او هرجة عابرة قد تكون طرفة..بهدف جس النبض. لذلك فقد كان البعض منهن متسلطات او متجبرات.. خاصة في حدود مملكتهم داخل المنزل.. اللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه.. الباب يفوت جمل…طبعاَ هذا الكلام إليك ياجارة…والمقصود به ابو البذورة. حدثني احد الاصدقاء عن جدته التي كانت تحب تشرب التنباك بعد العصر وتجلس في الدرج مابين الخارجة والمبيت وتزهم الصبي اليماني الصغير عشان يلقط لها جمر للراس كل لما تنطفي..وتطلب منه ان يستخدم الجرايد في التهوية علي الراس عشان يولع التنباك…وهي تزبد وترعد وتسب وتلعن وترثي حظها عشان جوزها خاصمها لأنها لم تحافظ علي جمع الجرايد ودايماَ تقطعها او تستخدمها في تلميع قزاز الفوانيس والاتاريك ، وكانت دائماَ ما تقول ..احنا احسن من دول الكتبخانة..نفهم احسن منهم ..لكننا مانقدر نكتب زيهم .احنا وكانت تقول احنا راس مالنا في الدنيا حفظنا للقرآن واستثمارنا الحقيقي هو العمل به ومخافة الله الرحمن الرحيم ….وكانت تصحي من الفجر عشان تصلي..فالصلاة في نظرها عامود الدين : من اقامها اقام الدين ومن تركها هدم الدين ، وكانت تصحي اولادها وتحرص علي ان يذهبوا ليتعلموا..عشان يصيروا احسن من هادولاك البعدا اللي بيكتبوا في الجرايد.. فكل بناتها في مدارس الرئاسة وكانت فخورة بهم جداَ..لأنها شافت بعيونها اهتمام الحكام والمسئولين والعلماء بالعلم والتعليم الذي كان يتطور بمعدلات قياسية متسارعة ومتزايدة ، خاصة تعليم البنات ، حتي تضاعفت اعداد المدارس والفصول والمعلمين والمعلمات والتلاميذ والتلميذاتباعداد مضاعفة غير مسبوقة في تاريخ جزيرتنا العربية العظيمة. وكانت دائماَ ماتردد الله يخللي لنا ابوعبدالله (تقصد الملك الراحل العظيم رائد النهضة السعودية فيصل بن عبدالعزيزطيب الله ثراه) الذي اهتم بتعليم المرأة السعودية واعتمد لتعليمها وصحتها ورفاهيتها المليارات من الريالات كي تتعلم وتصبح مثالية وتتفوق علي اقرانها وهذا احسن استثمار للمرأة السعودية ، فقد كانت تفرح وتهلل كلما رأت اوتوبيسات الرئاسة تأتي مبكرة لكي تأخذ بناتها لمدارس الرئاسة ، وايضاَ عندما تعود بهم بعد الظهر …فالتعليم والكتب والنقل بالباصات ، كله كان بالمجان….عشت عشت يابلدي .
اليــوم
المرأة السعودية مديرة ومهندسة وطبيبة ومعلمة وصحافية اضافة الي كونها أم وابنه واخت وعمه وخاله وجدة ، فلقد وصلت الي ماوصلت اليه بالعلم والمثابرة والنجاح والتفوق وحبها للعمل والإقدام عليه . كما انها دخلت الي ميادين الصناعة والتجارة بكل قوة برؤوس الاموال التي كونتها او آلت اليها بالوراثة الشرعية ، فأسست المؤسسات والشركات ، وساهمت في النهضة الاقتصادية الكبيرة التي نعيشها اليوم بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يحفظه الله الذي ترجم اهتمامه بجميع ابناؤه بأن اعطاها الفرصة لكي تساهم في المجالس البلدية وان تعمل بكل جهودها كعضوة في مجلس الشورى حتي تدلوا بأرائها الطيبة نحو رفعة بلادها وابناء وبنات جنسها ، وتمثلهم افضل تمثيل ، اضافة الي عضويتها في مجالس ادارات الغرف التجارية الصناعية ومجالس ادارات الشركات والجمعيات الخيرية النسائية. فالإستثمارات النسائية بالمملكة جاوزت نسبة 25% من اجمالي جميع انواع الإستثمارات القائمة فعلاَ وهي تتركز في مجالات التجارة والصناعة والتعليم والصحة ورعاية الأمومة والطفولة والمطاعم والفنادق والعقارات والخدمات، وغيرها والتي تقدر قيمتها بالمليارات، اضافة الي ان اكثر من 20% من السجلات التجارية وعضوية الغرف التجارية الصناعية اصبحت بإسم السيدات، ناهيك عن تراخيص الانشطة البلدية النسائية والتي تجاوزت 37% من الانشطة البلدية في احدي المدن السعودية الكبيرة. فاصبحت سيدة الأعمال السعودية بحكم هذه الإستثمارات كفيلة، وليست مكفولة، وأرصدتها النقدية في البنوك جاوزت ارقام كبيرة داخلياَ ودولياَ. انا شخصياَ اعرف سيدة اعمال عندها مصانع وتجارة ويعمل لديها حوالي 4500 موظف وموظفة يعملون بمنتهي الانضباط ويحققون النجاحات تلو الأخري. ونزداد سروراَ وطرباَ عندما نسمع عن المزيد من النجاحات والإنجازات التي تحققها السيدة السعودية المتمثلة في الأرباح المرتفعة والمشاريع الناجحة التي تقيمها سواء تجارية ام خيرية، ونادراَ مانسمع الآن عن افلاسات او تعثرات بينهن نتيجة اهمال او تسيب اواخفاقات … فالحياة بالنسبة لهن التزام ونجاح وانجاز لابد من تحقيق اهدافها بإذن الله. ولقد ساعدهن علي ذلك عدم التمييز او التمايز في تقديم العون والدعم والقروض المجانية من الدولة لهن حسب مبدأ تكافؤ الفرص للسعودي والسعودية علي حد سواء. فأخذوا حظهم من الدعم منذ الوهلة الأولي للحصول علي القروض العقارية المجانية من الدولة منذ اكثر من 35 عام، وكذلك قروض التسليف والادخار المجانية من الدولة والتي تساعد بموجبها المؤسسات الصغيرة حتي تنمو وتكون قادرة علي المنافسة..وغيرها الكثير ، حتي مكافآت حافز التي شملت نسبة كبيرة منهن بهدفمساعدتهن حتي يعثرن علي عمل لائق بهن ، ناهيك عن الرعاية الحانية لسيدات الطوائف العاملات في الحج والزمزمية والوكلاء والأدلاء والتي تصب كلها في تغذية مدخراتهن لتقيهم من العوز، ومساعدتهنعلي تحويلها الي استثمارات .امنية: كم كنت اتمني ان يتم الفصل في المنازعات القائمة حالياَ بين الورثة علي الأرث المجمد من عقارات ومصانع واموال بسبب المشاكل والخلافات ، لأن من بين هؤلاء نفر غير قليل من النساء المنتظرات حقوقهن لينطلقوا نحو مجالات الإستثمار التي ازعم انها واعدة جداَ بإذن الله .
غــــداَ
السلام عليكم..تعالي ياعلي شوف لي كفر السيارة بنشر علي وانا رايحة البنك..عندك شوية مويه اغسل فيها يدي لأنها اتوسخت وانا بأغير البنشر .. وهات لي معاك كرسي اقعد عليه عبال ماتصلح لي البنشر… هادي العباية كمان اتوسخت من الكفر المبنشر ، سبحان الله كنا معززات مكرمات من زمان وكان عندنا سواقين من كل جنس ولون .. وماكان عندنا حيلة غير الاستعانة بهم …لكن اليوم اختلفت المسألة لأننا صرنا نسوق بنفسنا وكل واحدة فينا عندها سيارتها..حرة وقت ماتبغي تروح ووقت ماتبغي تيجي…اي نعم كان فيه شوية هرج ومرج مع هادول المصاقيع اللي بيعاكسوا..لكن الحكومة وقفت لهم بالمرصاد ووقفتهم عند حدهم..الحمدلله ربنا اغنانا عن الاستقدام ومصاريف المكتب والاقامة والتجديد والخروج والعودة والراتب والاكل والسكن والتذاكر والاجازة السنوية للسواقين ، غير تحويلاتهم الكبيرة لأهاليهم هناك واللي كانت بالمليارات…كلها اتوفرت لنا…وصرنا نستفيد منها بدل ماكانت تتحول الي بلدانهم . ويرن فجأة جرس الجوال..الو..اهلاَ يازيزي.. ياصديقتي العزيزة…ها.. عسي فكرتيبالدخول معانا في المشروع الجديد..انا حاسبة حسابك انتي واخواتك تدخلوا معانا بعشرين مليون يعني بنسبة 10% من المشروع ، كل واحدة فيكم خمسة مليون انتو الاربعة. انا في انتظار منكم التحويل لحساب المشروع الجديد بالبنك او تجيبي لي الشيك بكرة تمرريه عليَ في البنك ، عشان ننتهي من عمليات التسجيل والخطوات النظامية لإنشاء الشركة والمشروع . علي فكرة ايش سوت هند مع العريس الجديد اللي متقدم لها…برضه المتخلف مصِر علي رأيه انو مايجيب لها سيارة مع المهر، ولاهو راضي علي انها تسوق . مسكين! يفتكر نفسه عايش في ايام زمان…زمن السواقين اللي شفنا منهم العجب العجاب ..الحمدلله الذي غير حالنا من حال الي حال…واصبحنا في حال احسن وافضل بعد ان صرنا نؤدي وظائفنا ونمارس اعمالنا ونسوق سياراتنا ونرعي استثماراتنا ونسهم في رفعة شأن بلدنا بالعمل البناء المثمر ..ونوفر علي انفسنا المصاريف الزايدة حقت الخدم والحشم والسواقين . معليش يازيزي انا مضطرة اقول لك مع السلامة لأن راعي البنشر خلاص انتهي من تصليح الكفر المبنشروركبه محل الإستبنه…ولازم ارجع لعملي في البنك عشان عندي مواعيد مهمة .علي فكرة لاتنسي تقولي لهند صديقتنا تقول لعريسها المتخلف…دابُعدك…إما السيارة والسواقة …وإما…ماكو زواج .
واختم مقالتي بتلخيص رؤية خطة التنمية السعودية التاسعة نحو استثمارات المرأة السعوية والتي تتضمن اساسين : اولهما التنمية البشرية وكل مايخص التعليم والتدريب والتدريس والوعي المعرفي بجميع انواعه ، وثانيهما الدعم والعون وتقديم المساعدة واتاحة الفرصة المتكافئة ، مع بث روح الإقدام نحو المساهمة في جميع مناحي الحياة…وهذين من اهم المجالات الاستثمارية التي اتوقع ان تبدع فيها المرأة السعودية ان شاء الله .