باتت محركات البحث في عالمنا الرقمي المتنامي هي بوابتنا الأساسية للوصول إلى المعلومات والمعرفة. ونظرًا لازدحام فضاء الإنترنت بالمحتوى، أصبح تحسين محركات البحث (SEO) ضرورة حتمية لضمان ظهور موقعك الإلكتروني أو متجرك على الإنترنت في مقدمة نتائج البحث، وجذب المزيد من الزوار المستهدفين.
يعد تحسين محركات البحث علمًا وفنًا يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية عمل محركات البحث مثل: جوجل وبينج، وسلوكيات المستخدمين عند البحث عن المعلومات. ويهدف تحسين محركات البحث إلى تحسين جودة محتوى موقعك الإلكتروني وترتيبه، لجعله أكثر سهولة في الفهم والفهرسة من قبل محركات البحث، وبالتالي ضمان ظهوره في أعلى نتائج البحث ذات الصلة باستعلامات المستخدمين.
ولكن تحسين محركات البحث ليس مجرد حشو كلمات مفتاحية عشوائية في محتوى موقعك الإلكتروني، بل هو عملية شاملة تتضمن تحليل احتياجات المستخدمين، وتطوير محتوى غني وجذاب، وبناء روابط قوية مع مواقع إلكترونية أخرى ذات صلة. تنطوي هذه العملية على فوائد جمة؛ حيث تساهم في زيادة حركة مرور الزوار العضوية لموقعك الإلكتروني، وتعزيز علامتك التجارية، وتحسين عائدات الاستثمار.
إعادة توظيف المحتوى
في عالمنا الرقمي المترامي الأطراف؛ حيث تتنافس المواقع الإلكترونية على جذب انتباه المستخدمين، يواجه صانعو المحتوى تحديًا مستمرًا لتقديم محتوى جديد وجذاب لجمهورهم. لحسن الحظ، توجد تقنية ذكية تعرف باسم إعادة توظيف المحتوى، والتي تمكنهم من إضفاء حلة جديدة على إبداعاتهم الدائمة، وتحقيق أقصى استفادة من جهودهم.
ولكن ما هو إعادة توظيف المحتوى؟
ببساطة، إعادة توظيف المحتوى هو عملية تحويل قطعة من المحتوى الحالي، مثل: منشور مدونة أو مقال إخباري، إلى تنسيق جديد يناسب منصة أخرى. على سبيل المثال، يمكن تحويل منشور مدونة إلى فيديو أو إنفوجرافيك، أو تحويل مقال إخباري إلى سلسلة من التغريدات على منصة “إكس”.
ما هي فوائد إعادة توظيف المحتوى؟
تتضمن عملية إعادة توظيف المحتوى العديد من الفوائد الهامة. يمكن تلخيص أبرز هذه الفوائد فيما يلي:
- زيادة الوصول: لا يقتصر المحتوى المعاد توظيفه على منصة واحدة، بل يمكن تقديمه عبر قنوات متنوعة مثل: المدونات، وصفحات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والفيديوهات، وهو ما يتيح لك الوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور.
- تعزيز المشاركة: يجذب المحتوى المعاد توظيفه بتنسيقات جذابة، مثل: الرسوم البيانية، أو مقاطع الفيديو القصيرة، أو العروض التقديمية، تفاعل الجمهور ومشاركته بشكل أكبر.
- تحسين محركات البحث (SEO): يساهم إعادة توظيف المحتوى في تحسين ظهور موقعك الإلكتروني في نتائج البحث، وذلك من خلال استهداف كلمات مفتاحية جديدة، واستخدام محتوى معاد صياغته غني بالمعلومات.
- توفير الوقت والمال: بدلًا من استنزاف الوقت والمال في إنشاء محتوى جديد بشكلٍ دائم، يمكنك إعادة توظيف المحتوى الحالي، وهو ما يوفر عليك الجهد ويعزز قيمة محتواك.
إعادة توظيف المحتوى لتحسين محركات البحث
يدرك المسوقون جيدًا تنوع أشكال المحتوى المتاحة، بدءًا من منشورات المدونة ومقاطع الفيديو وصولًا إلى الكتب الإلكترونية والبودكاست. لكن هل تعلم أنه بإمكانك تحويل منشور مدونة واحد “دائم الخضرة” إلى العديد من هذه الأشكال بسرعة وسهولة؟
تحويل منشور المدونة إلى محتوى متعدد الوسائط
خذ على سبيل المثال منشور مدونة حول “كيفية تشغيل حملة تسويقية ناجحة”، من المحتمل أن يتضمن هذا المنشور بعض الإحصائيات القيّمة، لماذا لا تحولها إلى تغريدات أو منشورات قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
ولكن لا تتوقف عند هذا الحد! استخدم الحقائق الأساسية من المدونة لإنشاء رسم بياني جذاب، بل وخذ خطوة إلى الأمام وقم بإنشاء فيديو بناءً على محتوى المدونة، مع إضافة لمستك الشخصية من خلال النكات أو المعلومات الشيقة لجذب انتباه الجمهور.
توسيع نطاق الوصول
بعد إنشاء الفيديو، قسّمه إلى أجزاء قصيرة وسهلة المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. يمكنك اتباع نفس النهج مع محتوى البودكاست والندوات عبر الإنترنت.
وفيما يلي، إليك بعض أهم النصائح الأساسية في هذا الجانب:
- اختيار المحتوى المناسب: حدد منشور المدونة أو المحتوى الذي ترغب في إعادة توظيفه، مع التركيز على إمكانية إعادة صياغة أجزاء منه وإعادة تنسيقه وإعادة استخدامه.
- الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي: لا تتردد في استخدام أدوات تسويق المحتوى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتسريع عملية إعادة التوظيف وجعلها أكثر كفاءة.
تحسين المحتوى المعاد توظيفه
يظن البعض أن إعادة استخدام المحتوى المنشور سابقًا لا تتطلب جهدًا إضافيًا في مجال تحسين محركات البحث (SEO) طالما تم الاعتماد على نفس الكلمات المفتاحية. إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ؛ حيث إن إعادة صياغة المحتوى تتطلب خطوات مدروسة لضمان فعاليته في استقطاب الزوار وتحقيق الترتيب المطلوب في نتائج البحث.
فعلى سبيل المثال، تختلف عملية إعادة صياغة منشور مدونة عن غيرها من أنواع المحتوى؛ إذ يمكن الاحتفاظ بالكلمات المفتاحية الأصلية ذات الحجم الكبير وقلة المنافسة. مع ذلك، يتطلب الأمر التأكد من دقة العناوين الفرعية وتمايزها عن المحتوى الأصلي.
بالإضافة إلى تعزيز الروابط الداخلية بشكل فعال؛ حيث تعد هذه الخطوات ضرورية لضمان نجاح عملية إعادة صياغة المحتوى في تحسين محركات البحث (SEO) وجذب المزيد من الزوار.
قياس نجاح المحتوى المعاد توظيفه
بعد نشر محتوى معاد توظيفه بأنواعه المختلفة على منصات متعددة، يظن البعض أن العمل قد انتهى، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، تمامًا كأي قطعة محتوى أخرى، يتطلب المحتوى المعاد توظيفه قياس أدائه عبر الإنترنت.
كيف نقوم بذلك؟
تتعدد المعايير المستخدمة لقياس نجاح المحتوى المعاد توظيفه، وسنركز هنا على ثلاثة أساسية:
- الزيارات: كم عدد الزوار الذين يجذبهم المحتوى المعاد توظيفه إلى موقعك الإلكتروني أو صفحات الهبوط؟
- المشاركة: هل يثير المحتوى المعاد توظيفه اهتمام الجمهور؟ هل يتفاعلون معه من خلال التعليقات والمشاركة؟
- التحويلات: هل يدفع المحتوى المعاد توظيفه المستخدمين إلى اتخاذ إجراءات محددة، مثل شراء منتج أو الاشتراك في قائمة بريدية؟
في النهاية، بعد استعراضنا لفوائد إعادة توظيف المحتوى المتعددة، واستراتيجياته الفعّالة في تحسين محركات البحث، لا يسعنا إلا التأكيد على أهمية هذه العملية في تحقيق النجاح في هذا المجال. فمع قلة الوقت والموارد، قد يواجه فريق المحتوى صعوبة في إنتاج كميات كافية من المحتوى عالي الجودة.
ولكن، من خلال التركيز على إنشاء عدد قليل من القطع المميزة وإعادة توظيفها عبر قنوات متعددة. تزداد فرص تحسين حضورك الإلكتروني بشكلٍ ملحوظ.