الأخطاء البسيطة المتكررة، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، تصل إلى إنهاء الحياة المهنية للأشخاص الجيدين والذين يعملون بجد.
كثيرًا ما نسمع عن بعض الأمثلة، مثل ما حدث مع موظفة موقع Yelp، تاليا جين، والتي أحدثت ضجة كبيرة على الإنترنت؛ بسبب كتابتها مقالة تنتقد فيها الأجور المنخفضة للشركة ورئيس الشركة التنفيذي، وبالطبع النتيجة المتوقعة أنها وجدت نفسها عاطلة عن العمل.
معظم الناس يقتلون الحياة المهنية الخاصة بهم بطرق خفية وهذا للأسف يحدث بشكل مستمر، إذ قد تتراكم الأمور الصغيرة بمرور الوقت وتعرض حياتك المهنية للخطر.
الخبر السار هو أن كل هذه الأشياء يمكن التحكم فيها قبل أن تصل إليك وتقتل حياتك المهنية.
المبالغة في الوعود
من الجميل أن تقدم وعود مغرية لزملائك وعملائك، خاصة إذا كنت جادًا وصادقًا فيها وأنت مؤمن أنك قادر على تحقيقها، ولكنك بهذه الطريقة تخلق لنفسك ضغوطًا إضافيةً؛ قد تجعلك تبدو سيئًا.
إن تقديم الوعود السريعة أمر يبعث على السخرية، وخصوصًا عند التخلف عن التنفيذ في الموعد المحدد، غالبًا أنت تعتقد أنك تقوم بعمل جيد لأنك في الوقت الحالي تفي بوعودك في الوقت المحدد، لكن أنت عندما تعد شخصًا ما بفعل شيء ما، فهو لا يتوقع سوى ذلك.
وفي حال فشلك ينتهي بك الأمر بمظهر غير لائق، وهذا أمر مؤسف، فقد كان بإمكانك القيام بنفس هذا العمل الجيد بنفس القدر من الوقت وربما جهد أقل مع حصولك على نتائج رائعة، لو كنت فقط قمت بوضع توقعات واقعية منذ البداية.
الرضا عن النفس
متى كانت آخر مرة تعلمت فيها مهارة جديدة بشكل استباقي، أو تواصلت مع أحد جهات الاتصال الموجودة على مواقع التواصل الخاصة بك، أو حتى قمت بتطوير سيرتك الذاتية؟ إذا كنت لا تستطيع أن تتذكر، فأغلب الظن أنك أصبحت راضيًا عن نفسك بعض الشيء، ولكن للأسف الرضا عن النفس هو القاتل الحقيقي للحياة المهنية.
ويحدث ذلك عندما تفترض مسبقًا أنه لا شيء يتغير على الإطلاق، في الواقع هذا غير صحيح، وخير دليل على ذلك، الاضطرابات والتغيرات التكنولوجية التي شهدناها خلال السنوات القليلة الماضية؛ الأمر الذي يشير إلى أن التغيير أمر حتمي.
أما إذا كنت تظن أنك مشغولًا دائمًا لدرجة، عدم توفر الوقت لتعلم شيء جديد أو لتوسع دائرتك، فهذا يعني أن أولوياتك مختلطة، ومع ذلك، فإن الوقت لم يفت بعد، فإذا جعلت النمو والتطور المستمر أولوية بالنسبة لك، فتكون جاهزًا دائمًا.
الخوف من التغيير
الخوف من التغيير والرضا عن النفس توأمان، حيث يعمل الخوف من التعبير وهو التوأم الشرير بنشاط على إبقاء الأمور كما هي، من المؤكد أن كل شخص، واجه مثل هذا الشيء بشكل مباشر في العمل، خصوصًا عندما يقول شخص ما الكلمات المرعبة، “لكننا فعلنا ذلك دائمًا بهذه الطريقة.”
الأمور في هذه الأيام تتغير بسرعة كبيرة، إذ لا يمكننا التمسك بالوضع الذي نحن فيه بقوة، فقد تكون تكاليف القيام بذلك باهظة.
كشف أحد الاستطلاعات، أن 91% من المشاركين الموظفين الأكثر نجاحًا غالبًا ما يكونون من أولئك الذين يمكنهم التكيف مع التغيير في مكان العمل.
يجب أن نسلم بأن التغيير جزء ثابت من حياتنا، سواء كان على المستوى الشخصي أو المهني، فلا يهم ما إذا كنت تفضل أن تتغير الأمور أو ما إذا كنت تفضل الطرق القديمة، فالتغيير يحدث في كلتا الحالتين، وأنت لست مطالبًا بأن تحبه، ولكن عليك أن تتعلم كيف تتوقف عن مقاومته، بدلًا من ذلك يجب أن تبدأ في التكيف معه.
تضخم الأنا
هل سمعت من قبل أو التقيت بشخص حقق سلسلة من النجاحات المتتالية، ومن ثم وبدأ يظن أنه قد وصل إلى منتهى النجومية، وبلغ ذروة المجد.
نعم إن النجاح شيء عظيم ويعزز حياتك المهنية، وهو شعور رائع بالفعل، ولكن عندما تبدأ في التفكير بأن النجاح يستمر إلى الأبد تبدأ المشاكل، وأنك تحتفظ به طوال مسيرتك المهنية، يجب ألا تكتفي أبدًا بالأمجاد التي وصلت إليها. إذ بمجرد التفكير بأنك منقطع النظير، فإنك في هذه اللحظة تعرض نفسك للفشل.
إغفال الصورة الكاملة
من السهل أن تكون منهمكًا بأعمالك، وبينما أنت تعمل بجد لإنجاز ما هو تحت نظرك بشكل مباشر، تفقد رؤية الصورة الكاملة، بينما الأشخاص الأذكياء يتعلمون كيف يستطيعون السيطرة على ذلك، من خلال تحديد أولوياتهم اليومية ومقارنتها بالهدف المحدد الذي يسعون لإنجازه.
هذا لا يعني أنهم غير مهتمين بالعمل على النطاق الضيق، كل ما في الأمر أنهم لديهم الانضباط والنظرة الدقيقة لتعديل مسارهم حسب الضرورة، فالحياة تدور حول الصورة الكبيرة، وبمجرد التغافل عنها، الأمور لن تكون على ما يرام.
السلبية
عندما نشعر بالإحباط والسلبية، يتسلل هذا الشعور ليؤثر على مزاج الآخرين، حتى لو لم نكن نفعل ذلك عن قصد، وبما أنك قد عينت في وظيفة ما؛ فمهمتك هي أن تساعد في تسهيل عمل رئيسك وفريقك، وليس العكس.
أنت عندما تنشر السلبية في بيئة عملك، وتظل دائم الشكوى من العمل أو من الأشخاص الآخرين، فإنك تعقد الأمور على جميع من حولك، حتى إذا كان الناس يلتفوا حولك لمواساتك لبعض الوقت، لكن يجب أن تتأكد بأنهم لن يكونوا على استعداد للقيام بذلك لفترة طويلة.
الذكاء العاطفي المنخفض
من المعروف للجميع أنه قد يتم فصلك من عملك في حال عدم قدرتك أو عدم رغبتك في التفاعل بشكل جيد مع الآخرين، فالأمر المزعج للكثير من الناس هو أن تكون غير قادر على إخفاء مشاعرك أمام الآخرين، إذ يسمح ذلك لأي شخص أن يعرف متى تشعر بالملل أو الغضب أو أنك غير راض عن شيء يقوله أحد زملائك.
كما قد تؤدي الانفجارات العاطفية، والتقليل من شأن الآخرين، وتجاهل حديث الزملاء في العمل، وانخفاض الوعي الذاتي، إلى إلحاق الضرر بحياتك المهنية.
تملق رئيسك في العمل
يتملق بعض الموظفين، لرؤسائهم ويسمون هذا التصرف بإدارة الموقف، لكن هذا ليس صحيح، فليس هناك صلة بين التملق والعلاقة الحقيقية المبنية على الاحترام، فمثل هؤلاء الأشخاص هم منافقون ومخادعون.
يعمل المتملقون على مداعبة غرور المدير بديلًا عن العمل لمصلحة العمل؛ وذلك لتحقيق مصالحهم، وهذا لا يتناسب مع الآخرين الذين يحاولون تحقيق ذاتهم من خلال الجدارة في العمل.
لا مشكلة في كونك تريد تعزيز علاقتك مع رئيسك في العمل، ولكن لا تفعل ذلك على حساب زملائك الآخرين، لكي تنجح العلاقة بين المدير والموظف، يجب أن تكون مبنية على الأصالة، إذ لا يوجد بديل عن الجدارة.
لعبة السياسة
إن الحرص على العمل الجاد من أجل علاقات عمل قوية، يختلف كل الاختلاف عن إثارة الصراع بين زملاء العمل والإدارة، واختيار الوقوف في صف أحد الجانبين، والتسبب في أذية الزملاء، ونشر الشائعات، وكل الأمور الأخرى التي تقع تحت مظلة “اللعب بالسياسة”.
عندما تشعر بأنك تتسلل أو إذا شعرت بالحرج في حال اكتشاف بعض تلاعباتك وراء الكواليس، فاعلم أنك تستخدم لعبة السياسة، بدلًا من ذلك التزم بالاستراتيجيات التي تفخر بمناقشتها أمام الجميع.