ثمة قصص نجاح بالمملكة سواء على صعيد الأشخاص أو المؤسسات، فكما أن هناك شخصيات رائدة حققت نجاحات كبيرة فهناك أيضًا الكثير من الشخصيات التي بدأت من الصفر، أو التي تمكنت من اجتياز الكثير من المصاعب والتحديات حتى تصل إلى ما وصلت إليه.
وفي هذا -أي في استعراض بعض قصص نجاح بالمملكة- فائدة لرواد الأعمال؛ فحين تعلم أن غيرك قد تمكن بالفعل من تحقيق النجاح، بل من التغلب على الكثير من الظروف الصعبة، فما الذي يمنعك أنت؟! تلك هي الفكرة.
أشهر 5 قصص نجاح بالمملكة
ويرصد «رواد الأعمال» أشهر 5 قصص نجاح بالمملكة، وذلك على النحو التالي..
-
صالح كامل
لا يمكن الحديث عن قصص نجاح بالمملكة من دون التطرق إلى الشيخ صالح كامل؛ الذي وُلد عام 1941، في مكة المكرمة، لعائلة كانت تعمل بالطوافة؛ إذ كان والده مديرًا عامًا لديوان مجلس الوزراء.
تلقّى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مكة المكرمة والطائف، ثم التحق بالمدرسة الثانوية في جدة، ثم حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة الرياض عام 1963.
وقد مارس التجارة في سن مبكرة؛ إذ اعتاد تصنيع أدوات ألعاب من عظام الخراف وبيعها إلى زملائه، كما اهتم بالإعلام في المرحلتين المتوسطة والثانوية، عندما ساهم في تحرير وإنتاج المجلات المدرسية، والعمل على بيعها وجني الأرباح منها.
وأنشأ مؤسسة صغيرة حملت اسم “دار ومكتب الكشّاف السعودي”، وكان أول رئيس لفرق الكشافة في المملكة؛ ما عزز لديه الفكر الاستثماري، فاقترض 3 آلاف ريال من والده لاستيراد ملابس رياضية وصافرات وكتب كشفية من لبنان. وبعد عودته كان يضع بضاعته في حقيبة سيارته ويدور بها على مدارس جدة لبيعها.
بدأ حياته العملية بالالتحاق بمهنة العائلة وهي “الطوافة”، ثم انخرط في العمل الحكومي، وتنقّل في وزارات الدولة، وفي كل المدن السعودية، ثم تفرّغ للعمل كمراجع حكومي يُطلق عليه “معقّب”؛ إذ عمل بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإدارة رعاية الشباب، وما لبث أن عمل بوزارة المالية.
وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي اشترك مع شركة “أفكو” الأمريكية المتخصصة في صيانة المطارات، وأسسا سويًا “أفكو دلة”؛ أكبر مقاول صيانة في العالم.
وأسس صالح كامل شركة مجموعة دلة البركة عام 1982، والتي تنوعت مجالات أنشطتها في الاستثمار الإعلامي، السياحي، العقاري، والتعاملات البنكية، حتى أصبحت إحدى شركات الاستثمار الشهيرة في جدة.
كان صالح كامل أول من أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي تعرف بـ “الشركة العربية للإنتاج الإعلامي” ART، وبدأت البث عام 1993 من خلال 5 قنوات، متوجهة إلى الشرق الأوسط، وأوروبا؛ حيث حققت نجاحًا مُبهرًا بكل البرامج التي قدّمتها والتي بلغت أكثر من 6 آلاف برنامج، كما انفردت بتغطية العديد من الأحداث الرياضية، وعرض الأفلام الحصرية، حتى وصل عدد مشتركيها إلى مليون شخص، مع زيادة هائلة في الأرباح السنوية.
اقرأ أيضًا: العمل مع فريق ناجح.. إنتاجية مضمونة
-
حمد عبد الله الزامل وإخوانه
ومن بين أشهر قصص نجاح بالمملكة تأتي قصة حمد عبد الله الزامل؛ المولود في 8 ديسمبر عام 1961م، والذي ورث عن أبيه التحدي والإرادة والمثابرة والصبر على الصعاب.
سافر إلى الولايات المتحدة؛ حيث ودرس تخصص في إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا إلى أن حصل على دبلوم عالٍ في إدارة الإعمال، ولم يكتف بذلك بل ظل يتعلم أكثر حتى حصل على ماجستير في إدارة المستشفيات والصحة العامة في بيروت من الجامعه الأمريكية.
وشغل منصب مدير إدارة مستشفى الدمام المركزي بالسعودية، وشغل سابقًا أيضًا منصب عضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية السعودية، ثم قدم استقالته من وظيفته؛ حتى يتفرغ لمجموعة شركات الزامل للإدارة والإعمال مع إخوته.
ثم أصبح المدير الثاني وشريك مؤسس في “شركة الزامل للضيافة المحدودة” في المملكة العربية السعودية بنسبة 50% من رأسمال الشركة، وقام بتأسيس قلعة صناعية في قلب الصحراء، كما أنشأ مصنع ألومنيوم، ثم بعد ذلك مصنع مكيفات تليه شركات توزيع وصناعة الأغذية.
ولدى حمد عبد الله الزامل، صاحب واحدة من أشهر عدة قصص نجاح بالمملكة، أربعة مصانع في دوله البحرين مصنع منها خاص للألمونيوم والثاني خاص للرخام والمصنع الثالث للمسامير بينما الرابع مصنع متخصص للأصباغ.
وتتسم أعمال حمد عبد الله الزامل بالتنوع والعمل في أكثر من مجال، وهو ما يتيح له خدمة الاقتصاد الوطني السعودي، بل خدمة المجتمع ككل.
ومثّل حمد عبد الله الزامل السعودية في عدد من المناسبات الدولية المهمة؛ منها: مؤتمر التعاون الصناعي والاقتصادي بين دول الخليج العربي والصين في بكين 1992، الحوار السعودي الفرنسي في باريس 1992 وغير ذلك كثير.
اقرأ أيضًا: المضي قدمًا بعد الفشل.. كيف تتجاوز العثرات؟
-
علي النعيمي
نكاد نجزم أن قصة علي النعيمي هي واحدة من أشهر وأهم عدة قصص نجاح بالمملكة؛ فقد ولد علي بن إبراهيم النعيمي من مواليد عام 1935م في قرية صغيرة تسمى “الراكة” في منطقة شرقي المملكة العربية السعودية. درس في الكُتّاب بجوامع المناطق التي كان ينتقل إليها مع أهله؛ إذ كان يعيش مع والدته لكون والديه انفصلا قبل ولادته، وكان والده متزوجًا ويعمل في البحرين.
ومن ثم كان علي هو المعيل الوحيد لعائلته؛ نظرًا لانشغال باقي إخوته كل بحياته وشؤونه الخاصة.
وبتشجيعٍ من أخيه انضم علي النعيمي، وبالرغم من صغر سنه، إلى شركة أرامكو كموظفٍ عادي وكان ذلك في عام 1945 ولم يتجاوز عمره حينها 10 سنوات.
عمل النعيمي في سن الـ12 مراسلًا لشركة “أرامكو”، وكان يتقاضى 90 ريالًا، وكان حينها العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة أخيه بالمرض وإصابة والده أيضًا بالمرض. وكان يعمل في رعي الأغنام أحيانًا مع والده.
طُرد من العمل بعد 9 أشهر بسبب أنظمة جديدة أصدرتها وزارة العمل تنص على ألا يعمل في “أرامكو” من هو دون الـ18.
ولم يفلح علي النعيمي؛ صاحب واحدة من أشهر عدة قصص نجاح بالمملكة، بإقناع المسؤولين بأنه تعدى الـ18 عامًا؛ لذا انتقل للعمل في شركة أخرى وتم طرده كذلك، وفي غضون 4 أشهر تم طرده من 4 وظائف.
بعدها بسنوات عمل علي النعيمي في “أرامكو” مجددًا، ثم توجّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتكملة دراسته الجامعية، وعندما عاد سنحت له فرصة أفضل بضعف الراتب الذي يتقاضاه في “أرامكو”، إلا أن تجربته هذه، والتي كانت في وزارة الزراعة، لم تتجاوز الثلاثة أيام.
تقلد علي النعيمي العديد من المناصب، ففي عام 1975 أصبح نائبًا لرئيس إنتاج وحقن الماء، وبعدها بـ3 أعوام أصبح نائبًا لرئيس أعمال الزيت في الشركة.
وفي عام 1984 أصبح رئيسًا للشركة، وهو أول سعودي يصل إلى هذا المنصب، وإلى جانب هذا فقد كان في تلك الفترة من أكبر إداريي الشركة التنفيذيين. ثم عمل رئيسًا وكبيرًا للإداريين التنفيذيين بين 1988 و1995.
ونظرًا للتقدم الكبير الذي شهدته شركة أرامكو في عهده صدر قرار ملكي بتعيينه وزيرًا البترول والثروة المعدنية، وبقي في منصبه وفي الوزارة أكثر من 15 عامًا، كما أنّه رئيس لمجلس الأمناء في جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية.
اقرأ أيضًا: التغلب على الفشل في 15 خطوة
-
سليمان الراجحي
كيف يمكن الحديث عن أشهر 5 قصص نجاح بالمملكة من دون التطرق إلى سليمان الراجحي؛ الذي ولد في “البكيرية” إحدى محافظات القصيم بالمملكة العربية السعودية، عام 1920 في عائلة فقيرة، وكان الثالث بين أشقائه.
انتقل إلى الرياض ليلتحق بالدراسة لكن حبه للتجارة كان طاغيًا عليه، وكان همه التعلم المستمر من التجارب الحياتية، فلم يكمل تعليمه كإخوته بل كان يتغيب عن المدرسة كثيرًا، ولم يكن يرغب في استكمال التعليم؛ لشغفه بعالم التجارة؛ ما جعله يتوقف عن التعليم حتى السنة الثانية الابتدائية.
تنقل الشيخ سليمان الراجحي بين عدة مهن أكسبته معرفة وخبرة جيدة بأحوال السوق؛ إذ عمل حمالًا وحارس بضائع في السوق، وكان يتتبع الإبل لتجميع ما يسقط منها من أحطاب، كما عمل في البناء.
دفعه حبه للتجارة وحاجته لزيادة دخله إلى العمل في التجارة بأوقات فراغه؛ فعمل في تجارة الأقفال، والأقمشة، ومواد البناء. وعندما بدأت الأعمال تزداد والأرباح تتضاعف، وقرر استئجار محل صغير لأعمال الصرافة شاركه فيه أخوه لاحقًا؛ ليكون أول عمل رسمي لسليمان الراجحي؛ إذ كان يبيع ويشتري العملات للحجاج.
وكانت انطلاقته في عالم الاقتصاد عندما عينه أخوه صالح الراجحي موظفًا معه براتب 1000 ريال، وفي عام 1972 بدأ العمل تحت اسم “مؤسسة عبد العزيز الراجحي”، ثم افتتح عددًا كبيرًا من الفروع في جدة وغيرها؛ حيث اقترن نجاحه المصرفي بنجاحه في مجال العقارات الذي حقق فيه نجاحات مبهرة، واكتسب سمعة حسنة.
ومن هنا انطلقت الجذوة الحقيقية لقصة نجاح هذا الراجل التي نعدها واحدة من أشهر عدة قصص نجاح بالمملكة.
اقرأ أيضًا: كيف تهيمن على الحوار؟
-
سليمان العليان
وُلد سليمان عليان بمدنية عنيزة في القصيم عام ١٩١٨م، وقد عانى كثيرًا؛ إذ كان والده يعمل في مجال تجارة التوابل، ويتخذ من المدينة المنورة مركزًا له، لكنه أُرغم على العودة إلى عنيزة، فتاجر في المواد الغذائية في الأحساء والبحرين.
أرسل الأب ابنه الأكبر محمد إلى البحرين؛ ليعمل هناك ثم اضطر إلى العودة بعد وفاته مصطحبًا شقيقه سليمان ذا الأربعة أعوام آنذاك بعد فقد والديه. وفي البحرين درس سليمان في المدرسة الأمريكية، ثم مدرسة الهداية الخليفية، ومنها إلى المدرسة الجعفرية، لكنه لم يستكمل تعليمه الثانوي فترك المدرسة ليخوض مجال العمل مبكرًا.
وعلى الرغم من وجود عشرات العائلات الثرية بالعالم العربي تبقى مسيرة العليان واحدة من أشهر قصص نجاح بالمملكة التي تُلهم رواد الأعمال حول العالم.
وقد صَنَفَت مجلة فوربس الأمريكية في عام ٢٠٠٢ سليمان بن صالح العليان كواحد من أغنى الأثرياء في العالم، ثم حلّت عائلته في عام ٢٠١٦ في المرتبة الأولى ضمن لائحة فوربس لأغنى العائلات العربية بثروة قُدرت بـ ٨ مليارات دولار.
اقرأ أيضًا:
فوائد التغيير الإيجابي.. هل أنت على استعداد؟
لماذا أنت مفلس ماديًا رغم عملك؟.. تجنب الأسباب
التفكير باختلاف.. الطريق إلى ميلاد عقل ثانٍ
إمكانية تطوير الذات.. لن يفوت الأوان أبدًا