سجلت أسعار النفط تراجعًا اليوم الخميس، بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة؛ إذ وازن المستثمرون بين توقعات انخفاض الطلب على الوقود في الولايات المتحدة مع اقتراب نهاية موسم الطلب الصيفي، وبين ترقب رد الهند على الرسوم العقابية الأمريكية.
وانخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 50 سنتًا، أو ما يعادل 0.73%، لتسجل 67.55 دولارًا للبرميل. كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 51 سنتًا، أو ما يعادل 0.80%، لتصل إلى 63.64 دولارًا، وفقًا لبيانات وكالة رويترز.
تراجع بعد مكاسب مؤقتة
كما كان الخامان قد سجلا مكاسب في الجلسة السابقة. بعد أن أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن مخزونات الخام في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 1.9 مليون برميل فقط.
في حين قالت بريانكا ساشديفا؛ كبيرة محللي الأسواق في شركة “فيليب نوفا”، إن أسعار النفط تشهد تراجعًا هذا الصباح. مع إعادة المتداولين تقييم الارتفاع الذي تحقق بالأمس بدعم من تقرير إدارة معلومات الطاقة. ما حدّ من الزخم الصعودي.
نهاية موسم الطلب الصيفي
كذلك، أشار المحلل في أسواق IG، توني سيكامور، إلى أن التراجع الأخير يعكس قوة الطلب قبيل عطلة “عيد العمال” الطويلة في الولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، تعد هذه الفترة غالبًا النهاية غير الرسمية لموسم القيادة الصيفي. ما يمثل بداية انخفاض الطلب الأمريكي على الوقود. ما يلقي بظلاله على الأسعار ويعزز من الاتجاه الهبوطي.
تداعيات الرسوم الأمريكية
وبالإضافة إلى ذلك، يراقب المتعاملون رد نيودلهي على ضغوط واشنطن لوقف شراء النفط الروسي. بعدما ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء الرسوم الجمركية على الواردات من الهند لتصل إلى 50%.
من ناحية أخرى، توقع سيكامور أن تواصل الهند شراء الخام الروسي على الأقل في المدى القصير. ما يحد من تأثير الرسوم الجديدة على الإمدادات العالمية.
تأثير الحرب على الإمدادات
بينما يضغط على السوق أيضًا ارتفاع الإمدادات بعد أن ألغى بعض كبار المنتجين تخفيضات طوعية. ما عوض جزئيًا عوامل الدعم الأخرى. ومن بينها تكثيف روسيا وأوكرانيا هجماتهما على البنية التحتية للطاقة لدى الطرف الآخر.
كما شنت روسيا هجومًا ضخمًا بالطائرات المسيرة استهدف البنية التحتية للطاقة ونقل الغاز في ست مناطق أوكرانية ليل الثلاثاء الماضي. ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص، وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيون يوم الأربعاء.
دور السياسة النقدية في دعم الأسعار
في حين تلقى سوق النفط دعمًا من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في الأجل القريب. إذ من شأن ذلك أن يعزز النشاط الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط.
كذلك، قال جون ويليامز؛ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، يوم الأربعاء، إن من المرجح أن تنخفض أسعار الفائدة في وقت ما. لكن صانعي السياسات بحاجة إلى الاطلاع على البيانات الاقتصادية القادمة قبل اتخاذ قرار بشأن خفض محتمل في اجتماع الفيدرالي المقبل.


