استقرت أسعار النفط، اليوم الأربعاء بعد تراجعها في الجلسة السابقة، وسط ترقب المستثمرين لتطورات جديدة بشأن الحرب في أوكرانيا وتقييمهم للرسوم الجمركية الأمريكية الثقيلة المفروضة على الهند، التي تعد ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم.
وتراجعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 9 سنتات لتسجل 67.13 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:33 بتوقيت جرينتش. بينما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 8 سنتات لتصل إلى 63.17 دولار، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
تأرجح السوق وسط حالة من عدم اليقين
كما كان كلا العقدين خسر أكثر من 2% يوم الثلاثاء، بعد أن بدأ الأسبوع عند أعلى مستوى في أسبوعين. ما يظهر حالة من التقلب وعدم اليقين في الأسواق العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك قالت فاندانا هاري؛ مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” لتحليل أسعار النفط، إن هناك قدرًا كبيرًا من عدم اليقين بشأن كيفية حل الجمود في أوكرانيا. ما ينذر بتقلبات في أسعار الخام ولكن على الأرجح ضمن نطاق ضيق نسبيًا.
مخاوف السلام ومخاطر الإمدادات
في حين أوضحت فاندانا هاري أنه خلال الأسبوع الماضي أو نحوه تم التراجع عن جزء كبير من خصم أسعار النفط المرتبط بآمال السلام في أوكرانيا.
وتابعت: لكن السوق أيضًا غير مستعدة لتسعير علاوة كبيرة لمخاطر الإمدادات، ما يبقي الأسعار ضمن نطاق محدد.
علاوة على ذلك أشار المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف؛ أمس الثلاثاء، إلى أنه سيلتقي ممثلين أوكرانيين في نيويورك هذا الأسبوع.
بينما قال إن واشنطن تجري كذلك محادثات مع روسيا في إطار مساعيها لإنهاء الحرب، ما يضيف بعدًا سياسيًا مؤثرًا في الأسواق.

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية في الهند
بينما دخل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى ما يصل إلى 50% حيز التنفيذ كما كان مقررًا اليوم الأربعاء، وهو ما يعد خطوة تصعيدية.
في حين أوضح ترامب أن هذه الرسوم المرتفعة جاءت بسبب مشتريات الهند من النفط الروسي. والتي زادت بعد غزو موسكو لأوكرانيا، مع اضطرار روسيا إلى تقديم خصومات على صادراتها نتيجة العقوبات الغربية.
جدل حول فاعلية العقوبات
من ناحية أخرى كانت شركات التكرير الهندية قلّصت في البداية وارداتها من الخام الروسي عقب إعلان الرسوم الأمريكية. غير أن شركتي التكرير المملوكتين للدولة “إنديان أويل” و”بهارات بتروليوم” استأنفتا شراء الإمدادات الروسية لشهري سبتمبر وأكتوبر.
كما دفع هذا الأمر بعض المحللين للتشكيك في مدى تأثير الرسوم الأميركية المرتفعة في المشتريات الهندية. وقال وارن باترسون؛ رئيس إستراتيجية السلع في بنك “ING”، إن الرسوم الثانوية لم تكن كافية لوقف الهند عن شراء النفط الروسي.
أوكرانيا تؤثر في الإمدادات الروسية
كما تؤثر حرب أوكرانيا في سوق النفط بطرق أخرى؛ إذ إن هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية على المصافي الروسية تقلّص من طاقتها التشغيلية. ما يجبرها على تصدير الخام غير القابل للتكرير.
في إطار ذلك قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز، أمس الثلاثاء، إن روسيا رفعت خطتها لتصدير النفط الخام من موانئها الغربية بمقدار 200 ألف برميل يوميًا. خلال أغسطس مقارنة بالجدول الأصلي، وذلك بعد الهجمات الأخيرة.


