الصمت في أفضل حالته هو تلك الحالة التي يندمج فيها العقل والتخيل معًا، وكأنهما شخصان يتحاوران، شكلت ويشكلان مقطوعة إبداعية قد تكون هي الأفضل على الإطلاق. فالصمت أحيانًا يسمح لعقولنا بأن تكون في العالم دون أن تنشغل به، يمنحنا الفرصة لنفكر دون أن نضيع تمامًا داخل أفكارنا، وفي هذا الصدد نطرح سؤالًا مهمًا: ما هو أثر الصمت في الإبداع ككل؟ ربما تكون لاحظت أن لحظة الصمت تُساعدك في تهدئة ذهنك وتُمكنك من تصور الأشياء بشكل أفضل، وهو ما يؤدي بكل تأكيد إلى الإبداع.
يُعتبر الصمت هو الوسيلة الأبرز التي يُمكن اللجوء إليها لتحسين الإبداع، لأنه يُعطي قوة للفرد يُمكن أن تُساعده في دمج أفكاره، وفي هذا الإطار أفادت بعض الدراسات، التي أجريت في مطلع عام 2001، بأن المخ أثناء الصمت يعمل باستمرار على استيعاب المعلومات وتقييمها، وأُطلق على هذه الخاصية اسم «الوضع الافتراضي» للمخ، كما أشار الباحث جوزيف موران؛ عام 2013 في دراسة أخرى، إلى أن الوضع الافتراضي للمخ يعمل بوضوح أثناء فترات التأمل في الذات، فخلال فترات الصمت، يكون المخ حرًا طليقًا لاستكشاف مكانه ضمن عالمك الداخلي والخارجي، وهذا يساعدك في التفكير في الأمور العميقة بطريقة إبداعية.
اقرأ أيضًا: وسائل الإبداع والابتكار.. من أين تبدأ؟
أثر الصمت في الإبداع
بلا شك أن التلوث السمعي يؤثر بالسلب في مستوى أداء المهام المعرفية، فقد وُجد أن الأحاديث الزائدة تضر بالأداء المعرفي في العمل، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحماس وزيادة ارتكاب الأخطاء، لذلك؛ إذا كنت ترغب في أن تكون شخصًا مُبدعًا يُمكنك تقسيم يومك على شكل فترات تبادلية ما بين العمل الشاق وفترات الراحة تلتزم فيها بالصمت المُطلق والابتعاد عن التلوث السمعي، فأكثر أفكار المبدعين تأتي في الوقت الذي يسترخون فيه من العمل؛ فالراحة تسمح لهم بالتفكير بشكل أفضل وأكثر إبداعًا؛ حيث تُشير العديد من البحوث والدراسات إلى أن التفكير في صمت لمدة دقائق يساعد في الإبداع، ويضاعف عدد الأفكار الجديدة، ويتيح التركيز خلال المناقشات.
يُمثل الإبداع أهمية كبيرة وضرورية في إدارة الأعمال والشركات، فمع التطور الكبير الذي تشهده التكنولوجيا، أصبح لا مجال للأداء التقليدي في بيئات الأعمال والمؤسسات التجارية، فاستمرارية الروتين حتمًا ستؤدي إلى الوقوف داخل دائرة مُغلقة وبنسبة كبيرة إلى الفشل، إذن لا مفر من تنمية روح الإبداع، فهناك العديد من الطرق التي يُمكن لأي شخص اتباعها لتحسين الإبداع، وكما ذكرنا سلفًا أن الصمت يُعتبر الوسيلة الأبرز التي تولد الإبداع.
اقرأ أيضًا: في 6 خطوات.. كيف تكون مؤثرًا على لينكد إن؟
أدوات تنمية القدرة على الإبداع
لم تقتصر الأدوات التي تُستخدم في تنمية الإبداع على الصمت، فهناك الكثير من الأدوات الأخرى التي يُمكن الاعتماد عليها في تنمية الإبداع لدى الفرد.
– التخيل
يُعتبر التخيل من الأدوات الفعالة التي تعمل على توليد الأفكار الإبداعية، فإذا أردت أن تعمل على تطوير منتج ما يُمكنك سؤال الجمهور أو العملاء عن أمنياتهم وما يرغبون في إضافته لهذا المنتج وكيف يتصورونه في المستقبل، فكل هذه التخيلات تُساعدك في التطوير وإبداع أشياء جديدة.
– توفير البيئة الإبداعية
بالطبع ليست كل الأماكن تصلح للإبداع، فلا بد من توفير المبيئة المناسبة لتشجيع العقل على الإبداع؛ حيث تُعد البيئة الإبداعية من أبرز الأدوات التي تعمل على توليد الأفكار، ولا ننسى أن هناك الكثير من المؤسسات التي لا توفر المعلومات للموظفين أو العاملين حول ما تقدمه؛ ما يُعرقل عملية الإبداع بداخلها.
– العصف الذهني
عادة ما تُستخدم أداة العصف الذهني في توليد الأفكار لمعالجة موضوع في جو تسوده الحرية والأمان في عملية طرح الأفكار بعيدًا عن التقويم، وهناك الكثير من الشركات التي تشجع الموظفين على السفر والنقاش والاجتماع معًا بطُرق غير منظمة، لتوليد الأفكار المبتكرة غير العادية، خارج بيئة العمل التقليدية، فنحن بحاجة إلى أداة العصف الذهني والجلسات الاستراتيجية.
اقرأ أيضًا:
مستقبل التجارة الإلكترونية.. إلى أين؟