الاسم: محمود العربي
الميلاد: 1932م
الجنسية: مصري
الأبناء: 8
المهنة: مؤسس مجموعة توشيبا العربي
الثروة: مليار و500 مليون دولار
بدأ رحلته في عالم التجارة وهو صبي صغير، بشراء منتجات وإعادة بيعها أمام منزل الأسرة؛ حيث كان دخله حينها 40 قرشًا فقط؛ ليصبح من أبرز رجال الأعمال في التجارة والصناعة في مصر؛ حتى أصبح رئيسًا لاتحاد الغرف التجارية، ولقب بشهبندر تجار مصر، فكيف كانت قصة محمود العربي؛ مؤسس مجموعة العربي، ووكيل توشيبا، وشارب، وسيكو، وألبا، وسوني، وإن إي سي، وهيتاشي؛ حتى وصلت مبيعات شركاته إلى أكثر من 400 منتج في 22 دولة، وشبكة توزيع وخدمات من 2800 مركز بيع وأكثر من 180 مركز خدمات ما بعد البيع؟
بداية مُبكرة
ولد محمود العربي في عام 1932، بمركز أشمون، بمحافظة المنوفية، في أسرة فقيرة؛ حيث أرسله والده- الذي كان يعمل في مجال الزراعة- إلى «الكُتَّاب» وهو في الثالثة من عمره لحفظ القرآن الكريم، ثم ساءت الظروف الاقتصادية لعائلته؛ فلم يتلقَ تعليمًا مدرسيًا.
أبدى محمود العربي اهتمامه بالتجارة، فعندما بلغ العاشرة من عمره، بدأ يبيع ألعاب الأطفال أمام منزله، ثم اشترى ألعابًا نارية وبالونات وغيرها من منتجات الأطفال بكميات معقولة، ويبيعها بسعر رخيص؛ فكانت أرباحه 40 قرشًا، يُنفق منها 10 قروش ويدخر 30 قرشًا.
التاجر الصغير
تعلم العربي جميع الحيل من خلال عمله، واستفاد من جميع الفرص التي سنحت له على أفضل وجه. وبعد وفاة والده، انتقل العربي إلى القاهرة للعمل في محل تجاري بحي الموسكي، براتب شهري 120 قرشًا، وظل على هذا الحال حتى وصل راتبه إلى 320 قرشًا. وفي مطلع الربع الثالث من عام 1949، انتقل إلى العمل في محل جملة براتب 4 جنيهات شهريًا، واستمر فيه حتى وصل راتبه إلى 27 جنيهًا.
من خلال عمله في مجال البيع والشراء، بدأ العربي يُعبر عن حبه للتجارة؛ ففي مطلع الربع الثاني من عام 1963، سعى للاستقلال في عالم التجارة ولكن كان ينقصه رأس المال، فاقترح على أحد زملائه البحث عن شخص يمول مشروعهما، فتكون مشاركته بالمال، مقابل مشاركتهما بالمجهود.
إطلاق مشروعه الأول
بعد رحلة بحث شاقة، بدأ العربي- بالاشتراك مع زميله- مشروعه الأول في عالم التجارة، بحي الموسكى غرب القاهرة، بميزانية لا تتجاوز 5 آلاف جنيه، واستمر في توسيع نطاق عمله ليشمل مجموعة متنوعة من السلع؛ حتى نمت تجارته سريعًا؛ ليحقق أرباحًا طائلة. وبعد عامين من تأسيس المشروع، أصبح لدى العربي وشريكه محلان آخران؛ حيث جلب إلى محلاته كل أقاربه للعمل بها، ثم أخذت تجارته في التوسع تدريجيًا.
تحديات
بعد خمسة أعوام من العمل في مجال بيع الأدوات المكتبية والمدرسية بحي الموسكي، أصدرت الحكومة المصرية قرارًا بصرف المستلزمات المدرسية للتلاميذ مجانًا؛ ما تسبب في تراجع عملية النمو في المسيرة التجارية للعربي، لكنه سرعان ما انخرط في تجارة الأجهزة الكهربائية؛ مثل: التلفزيون والراديو والمُسجِّل.
رحلته مع توكيلات توشيبا
لم تقف طموحات محمود العربي التجارية عند هذا الحد، فمع الانفتاح الاقتصادي في أوائل السبعينيات، سعى للحصول على توكيل شركة عالمية رائدة في صناعة الأجهزة الكهربائية، فتعرف في منتصف السبعينيات على ياباني يدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كان دائم التردد على محلاته، ولحسن الحظ، كان هذا الشخص يعمل بشركة توشيبا اليابانية الرائدة في صناعة التكنولوجيا.
في خطوة هي الأكثر حظًا، كتب الياباني الذي تعرف عليه العربي تقريرًا مفصلًا لشركته، بأن محمود العربي المصري أفضل من يمثل شركة توشيبا في مصر؛ فوافقت توشيبا على منحه توكيلها بمصر، ثم سافر العربي في مطلع الربع الثاني من عام 1975، إلى اليابان في زيارة رسمية؛ ليتفقد مصانع الشركة.
تأسيس توشيبا العربي
وخلال زيارته لعدة أيام لمصانع توشيبا اليابانية، طلب العربي من مسؤولي الشركة إنشاء مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية في مصر؛ فوافقت توشيبا، ثم جرى توقيع اتفاقية بينهما تنص على أن يكون المكون المحلي من الإنتاج 40 % زادت لاحقًا إلى 60 % ثم 65 % حتى وصلت إلى 95 %.
وبعد مسيرة حافلة من التطور والإنتاج، أسس محمود العربي شركة «توشيبا العربي» في عام 1978م.
وكان العربي حريصًا على زيادة عدد موظفيه، فقام بتوسيع نشاطه إلى جزيرة بدران بشبرا، وبورسعيد وأسس مصانع في بنها ، ثم المنطقة الصناعية بقويسنا بمحافظة المنوفية ، ثم بنى سويف، ثم أسيوط، كما أسس شركة بهونج كونج، وأخرى بجنوب أفريقيا، وأخرى تجميع بالسودان.
وفي مطلع الربع الثالث من عام 1980م، انتخب العربي عضوًا بمجلس إدارة غرفة القاهرة، كما اختير أمينًا للصندوق، وفي عام 1995، انتخب رئيسًا لاتحاد الغرف التجارية.
عزوفه عن العمل السياسي
لم يكن العربي مُحبًا للعمل السياسي؛ فكان يرى دائمًا أن الدخول في العمل السياسي مضيعة للوقت، فكان يقول العربي: «أنا في الأصل تاجر، ودخلت الصناعة من باب التجارة الذي أفهم فيه. وفى الثمانينيات ألح عليَّ محافظ القاهرة آنذاك أن أرشح نفسي لعضوية مجلس الشعب، ولكن إلحاحه باء بالفشل، ثم طلب مني المحافظ التالي نفس الأمر، وبعد طول إلحاح منه، وافقت والتحقت بمجلس النواب لدورة واحدة، لكنني رأيت أن هذه العضوية كانت مضيعة للوقت بالنسبة لي، فكان مصنعي ومتجري أولى بي؛ أما السياسة فلها رجالها، وأنا لست منهم».
بدأ العربي الذي لقبه اتحاد الغرف بـ «شهبندر التجار»، تجارته بعامل واحد وبعد مسيرة حافلة مليئة بالنجاح أصبح اليوم لديه أكثر من 40 ألف عامل، وكان يطمح في أن يصل هذا الرقم إلى 200 ألف عامل؛ إذ أكد في كثير من لقاءاته أن موظفي شركاته يحصلون على رواتب مجزية تتفاوت حسب الكفاءة والمؤهل والخبرة، كما كان يرفض أن يعمل في شركاته أي شخص مدخن، ويُعد ذلك شرطًا أساسيًا من شروط التعيين.
رحلته مع العمل الخيري
لم يكن كفاح العربي مقتصرًا على العمل التجاري فقط، بل كان للعمل الخيري نصيب هائل في مسيرته؛ حيث كان يعتبره من أسرار نجاحه؛ حيث بنى مسجد “الرحمن الرحيم”؛ أحد أكبر المساجد في القاهرة، كما أنشأ مؤسسة للعمل الخيري بمحافظة المنوفية بميزانية بلغت 250 مليون جنيه، كما أقام مجموعة مشاريع خيرية، تنوعت ما بين مدارس ومعاهد متخصصة لتحفيظ القرآن الكريم.
ونجح العربي في إعداد موظفين مهرة كما في اليابان مع حرصه على التقاليد الإسلامية التي تحض على إعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وكان يعامل موظفيه على أنهم شركاؤه وليس أُجراء، وجعل لهم بوليصة تأمين بكامل الأجر وليس بربعه؛ وذلك حتى يجد من يتقاعد للمعاش معاشًا يعينه على الحياة، وكان يُقرض موظفيه حالة احتياجهم.
الجوائز
في مطلع الربع الثاني من عام 2009، حصل محمود العربي على «وسام الشمس المشرقة»؛ أرفع وسام في اليابان؛ لدوره الفعال في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية.
وفاة شهبندر التجار
بعد مسيرة حافلة بالإنجازات في الصناعة والتجارة والعمل الخيري، فارق محمود العربي الحياة في يوم الخميس 9 سبتمبر 2021 عن عمر ناهز 89 عامًا.
الدروس المستفادة:
1- حب العمل: حب العمل والشغف مهم للغاية لرواد الأعمال؛ لأنه يساعد على بناء الثقة مع فريق العمل، والثقة إحدى اللبنات الأساسية لتطوير الأعمال التجارية وكسب ثقة العملاء.
2- المثابرة: تُظهر المثابرة الرغبة في المضي قدمًا رغم العقبات التي قد تقف في الطريق؛ فتلك هي الوسيلة لتحقيق النجاح.
3- احترام وتقدير فريق العمل: عندما يشعر الموظفون باحترام وتقدير صاحب العمل، فإنهم يظهرون ابتكاراتهم وإبداعاتهم في المهام الموكلة إليهم.
4. المسؤولية الاجتماعية: ينبغي على رائد الأعمال أن يجعل للمسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري نصيبًا كبيرًا؛ فذلك أحد أسباب البركة في الرزق.
اقرأ أيضًا:
- يوسف علي.. مؤسس مجموعة اللولو
- سوزان وجسيكي.. الرئيسة التنفيذية لـ YouTube
- تيم بيرنرز لي.. مخترع شبكة الويب العالمية
- يوسف الطوخي.. مبتكر Y Coin
- تاداشي ياناي.. أسطورة تجارة التجزئة