إن عدم إهدار أي شيء هو أسلوب حياة خالي من النفايات عبر تقليل المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة وتعزيز إعادة الاستخدام.
على الرغم أنه قد يبدو من المستحيل على أغلب الناس تحقيق هذا المستوى للحد من النفايات. فإن الواقع أن تطبيق فلسفة عدم إهدار أي شيء في الحياة اليومية لا يجب أن يكون صعبًا أو مكلفًا. فكل شيء يبدأ بخطوات صغيرة ومدروسة يمكن لأي شخص أن يتخذها.
حياة خالية من النفايات
فيما يلي سبع عادات بسيطة، ولكنها فعّالة يمكن أن تصبح الأساس لحياة مستدامة أو حياة خالية من النفايات.
1. استخدام الحقيبة القابلة لإعادة الاستخدام
إن الأكياس البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة ليست مشكلة بيئية فحسب. بل رمز لنهجنا في الاستهلاك. كل هذا من أجل وقت سريع ولحظي، دون تفكير أعمق في العواقب.
كما ينتج مليارات الأكياس البلاستيكية سنويًا في جميع أنحاء العالم، وينتهي بها المطاف في مكبات النفايات والمحيطات والبيئة. حيث يمكن أن تدوم هناك لمئات السنين.
إن اكتساب عادة حمل حقيبة قابلة لإعادة الاستخدام، الطريق إلى حياة خالية من النفايات. مثل: تلك المصنوعة من القطن، أو المواد المعاد تدويرها. هي إحدى أسهل الطرق للحد من بصمتك البيئية.
ولتسهيل هذا التغيير، يمكنك الاحتفاظ بأكياس عدة في أماكن مختلفة، واحد في سيارتك، وآخر في حقيبة الظهر أو المحفظة. وآخر عند باب منزلك حتى لا تنساها أبدًا.
وبمرور الوقت، ستصبح هذه عادة، وستتوقف تسوقك عن توليد نفايات إضافية. وتذكر أيضًا استخدام أكياس أصغر للفواكه والخضراوات والمخبوزات. التي غالبًا ما تكون معبأة في أكياس بلاستيكية يمكن التخلص منها. والأفضل أن يكون لديك عدد قليل منها في متناول اليد.
2. التخلي عن زجاجات المياه البلاستيكية
بينما تعد الزجاجات البلاستيكية إحدى أكثر النفايات شيوعًا، والتي تنتهي في مكبات النفايات والمحيطات. كما يستهلك أكثر من 480 مليار زجاجة بلاستيكية سنويًا، ويعاد تدوير جزء صغير منها فقط.
وفي الوقت نفسه، يعد الاستثمار في زجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام أحد أفضل الحلول للبيئة ولصحتك. مياه الصنبور، في الكثير من المناطق، ذات جودة ممتازة، ويمكن للمرشحات الإضافية تحسين مذاقها والقضاء على الملوثات. تلك طرق للوصول إلى حياة خالية من النفايات.
كذلك عند اختيار زجاجة قابلة لإعادة الاستخدام، لديك خيارات كثيرة، من الزجاجات خفيفة الوزن المصنوعة بالبلاستيك الصديق للبيئة. إلى الزجاجات المتينة المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ. حتى الزجاجات الزجاجية الممتعة جماليًا والمحايدة صحيًا.
كما أنه من المفيد أن تحملها معك كل يوم في العمل، والجامعة، وفي أثناء التنقل. وتعد الزجاجة القابلة لإعادة الاستخدام فرصة رائعة لتقليل شراء المشروبات المعبأة. التي غالبًا ما تحتوي سكر مضاف ومواد صناعية.
3. شراء المنتجات بكميات كبيرة
بينما يعد الشراء بكميات كبيرة طريقة رائعة للحد ليس فقط من النفايات، ولكن أيضًا للحد من هدر الطعام. ليسهل الوصول إلى حياة خالية من النفايات.
كما تولد المنتجات المعبأة في عبوات يمكن التخلص منها، وخاصة البلاستيك، كميات هائلة من القمامة التي يصعب إعادة تدويرها. كذلك في المتاجر التي لا تنتج نفايات، على نحو متزايد في محلات السوبر ماركت الكبيرة، يمكنك شراء منتجات، مثل: الحبوب، والأرز، والمعكرونة، والتوابل، أو سوائل التنظيف في حاويات تحضر بالمنزل.
إذا كنت ترغب في الاستفادة الكاملة من الشراء بكميات كبيرة، فالأفضل تخزين بعض الجرار الزجاجية أو العلب المعدنية أو الأكياس القماشية. إن هذه الحاويات مثالية لتخزين المنتجات في جميع أنحاء المنزل، والحفاظ عليها طازجة ومنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح لك الشراء بكميات كبيرة التحكم في الكمية التي تحتاجها بالضبط. فأنت تشتري فقط ما تنوي استخدامه؛ ما يقلل خطر التخلص من المنتجات منتهية الصلاحية. وفي نهاية المطاف يوصلنا إلى حياة خالية من النفايات.
4. تجنب منتجات النظافة التي تستخدم لمرة واحدة
لا يدرك الكثير منا عدد منتجات النظافة التي تستخدم لمرة واحدة ونستخدمها يوميًا. من شفرات الحلاقة البلاستيكية إلى أعواد الأذن التي تستخدم لمرة واحدة. يصعب إعادة تدوير معظمها؛ ما يولد كميات كبيرة من التلوث.
إن البدائل القابلة لإعادة الاستخدام ليست صديقة للبيئة فحسب، بل أكثر اقتصادية في الأمد البعيد.
كما إن استبدال ماكينة الحلاقة التي تستخدم لمرة واحدة بأخرى معدنية ذات شفرات قابلة للاستبدال. أو استخدام سدادات أذن من الخيزران، كلها تغييرات يمكن أن تقلل كثيرًا من نفاياتك اليومية.
علاوة على ذلك، فإن الكثير من هذه المنتجات مصنوعة بمواد طبيعية قابلة للتحلل البيولوجي؛ ما يجعل تأثيرها البيئي ضئيلًا.
5. التخطيط للوجبات وتجنب إهدار الطعام
إن إهدار الطعام ليس مشكلة اقتصادية فحسب، بل مشكلة بيئية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.3 مليار طن طعام يتخلص منها سنويًا. ويمثل ما يصل إلى 30% من إجمالي إنتاج الغذاء في العالم.
بينما يعد التخطيط للوجبات إحدى أكثر الطرق فعالية للحد من هدر الطعام، فضلًا عن إدارة أفضل لميزانية أسرتك. كما أنه يسهل الوصول إلى حياة خالية من النفايات تمامًا.
يمكن أن تحاول في بداية الأسبوع إنشاء خطة وجبات للأيام التالية، مع مراعاة المنتجات الموجودة بالفعل في ثلاجتك أو مخزنك. تسوق مستعينًا بقائمة في يدك؛ ما سيساعدك في تجنب المشتريات المفرطة والاندفاعية.
كذلك من الجيد أن تتعلم كيفية استخدام بقايا الطعام بإبداعية، يمكنك صنع حساء من الخضراوات الزائدة. وتحويل الخبز القديم إلى قطع صغيرة من الخبز المحمص. إذا كان لديك بقايا طعام، فيمكنك دائمًا تحويلها إلى سماد بدلًا من رميها في القمامة.
6. التخلص من عبوات الأطعمة الجاهزة
كما أصبح طلب الطعام الجاهز روتينًا يوميًا لكثير من الناس، ولكن الحاويات وأدوات المائدة وأكواب القهوة. التي تستخدم لمرة واحدة تشكل مشكلة بيئية ضخمة.
ومن الصعب إعادة تدوير العبوات البلاستيكية أو البوليسترين أو الأكياس البلاستيكية، وغالبًا ما تذهب مباشرة إلى مكبات النفايات.
إذا كنت تطلب الطعام بانتظام، فاحرص على تخزين مجموعة قابلة لإعادة الاستخدام. حاويات الطعام وأكواب القهوة وأدوات المائدة المعدنية، واحتفظ بها دائمًا في متناول اليد.
كما تقدم الكثير من المقاهي والمطاعم خصومات للعملاء الذين يأتون بأكوابهم أو حاوياتهم. هذا لا يوفر المال فحسب، بل خطوة نحو أسلوب حياة أكثر وعيًا واستدامةً.
7. إصلاح الأشياء وليس التخلص منها
كذلك في عصر الاستهلاك غالبًا ما نختار الحل الأبسط، عندما ينكسر شيء ما، نتخلص منه ونشتري واحدًا جديدًا. بينما يعد إصلاح الملابس أو الأحذية أو الأجهزة المنزلية أو الإلكترونيات طريقة ممتازة للحد من النفايات، فضلًا عن توفير المال.
يمكن إصلاح الكثير من العناصر بسهولة. فإن صناع الأحذية والخياطين وخدمات الأجهزة المحلية على استعداد للمساعدة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون إصلاح العناصر مجزيًا؛ حيث تكتسب الثقة في أن العنصر سوف يستمر معك لمدة أطول، ولن تضطر إلى شراء عنصر آخر. بالإضافة إلى ذلك، فإنك تدعم الحرفيين المحليين؛ ما له أيضًا تأثير إيجابي في الاقتصاد المحلي.
في نهاية المطاف، إن عادة الإصلاح بدلًا من إلقاء النفايات ليست مجرد لفتة بيئية فحسب، بل تعبير عن نهج مسؤول تجاه الموارد المتاحة لنا. كما أنها خطوة على طريق الوصول إلى حياة خالية من النفايات تمامًا.
بقلم/ oliwia
المقال الأصلي (هنــــــــــــــــا).