أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي متخصصة في جميع المجالات؛ بدءًا من الأبحاث القانونية وحتى أتمتة التسويق. وأصبحت هذه التقنيات قادرة على مساعدتك في الربح. وتحسين كفاءتك لدعم أعمالك، وفي النهاية الحصول على أفضل النتائج.
ورغم ذلك لا يوجد ضمان فعلي لتحقيق كل ما سبق. بل قد يكون كل هذا بعيد كل البعد عن أرض الواقع؛ ما يجعلك تطرح السؤال الأكثر إلحاحًا: كيف يمكن لشركتك أن تقرر ما إذا كانت إحدى تقنيات الذكاء الآلي تمثل استثمارًا يستحق العناء؟
أنواع أدوات الذكاء الاصطناعي
هناك أدوات داخل تطبيق الذكاء الاصطناعي تركز في المقام الأول على مهمة محددة. وأدوات أخرى تركز على عمل آخر. على سبيل المثال: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء محتوى مكتوب ومرئي ومسموع من الصفر. بينما تتجه أدوات أخرى نحو الإنتاجية والأتمتة.
لا شك أن هذه الأدوات قدمت لنا الكثير وأتاحت للعمال أداء المزيد من المهام في وقت أقل، ولا يقتصر الأمر على ما سبق فحسب. إذ تم تصميم أدوات تركز على التحليلات، والرؤى لمعالجة البيانات واستخراج المعلومات بشكل أسرع وأفضل من نظيراتها البشرية. ويحاول بعضها الجمع بين أكثر من عنصر لفئة محددة تحت مظلة واحدة قابلة للاستخدام.
على سبيل المثال: يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير العقود التجارية من الصفر؛ وتسريع البحث القانوني. ما يسمح للمحامين وأصحاب الأعمال الذين لديهم احتياجات قانونية بفحص وتحليل مجموعات كبيرة من البيانات دون الانغماس في التفاصيل.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو ظاهريًا -وكأن هذه الأدوات إضافات مثالية يمكنها تحسين الأعمال- فإن هناك الكثير من الفروق الدقيقة التي يجب مراعاتها. فمن المتعارف عليه أن الشركات تبني سمعتها على الدقة، والنزاهة، والاتساق. وأن العديد من أصحاب الأعمال يقدّرون فكرة تحقيق إنتاجية أكبر. أو إكمال مهام عملهم في وقت أقل؛ من خلال الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك قد يؤدي خطأ صغير في الصياغة القانونية إلى عواقب وخيمة. وهو ما جعل العديد من القانونيين وأصحاب الأعمال يترددون في تبني أدوات الذكاء الآلي. وشاركهم العديد من المهنيين في مجالات أخرى تلك المخاوف.
فقاعة الضجيج حول الذكاء الاصطناعي
شهدنا في السنوات القليلة الماضية انفجارًا في الاهتمام العام بالذكاء الاصطناعي لأسباب كثيرة مفهومة. على رأسها: إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي لصناعة محتوى جديد على شكل نص مكتوب، أو صوت، أو صور. وحتى مقاطع الفيديو، وإمكانياته الهائلة في معالجة اللغات الطبيعية.
بالطبع أدى هذا إلى المبالغة في تقدير الإمكانات الهائلة. واعتقد قطاع عريض من الأشخاص بأن الذكاء الاصطناعي قادر على فعل أكثر مما هو عليه في الوقت الراهن. ويثقون أحيانًا في أنه سيفعل أكثر مما يمكنه فعله بالفعل.
وبالفعل تم شراء الكثير من الشركات التي تسعى إلى البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل مبالغ فيه وأموال مبالغ في تقديرها. حيث تطلع الكثيرون إلى اندلاع ثورة كاملة في تقنيات الذكاء الاصطناعي ولكنها لم تحدث حتى الآن بعد.
ولا يعني هذا أن إمكانات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل محدودة أو أننا لن نشهد تقدمًا هائلًا. بل على العكس فهذا يعني ببساطة ضرورة أن نعترف بوجود فجوة بين التصور العام للذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي الفعلي.
أسئلة لتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي
كيف يمكنك معرفة ما إذا كانت أداة الذكاء الآلي مناسبة لشركتك أم لا؟ الإجابة: المعياران اللذان يجب أن تستند إليهما هما “الملاءمة” و”العائد على الاستثمار”.
وفيما يتعلق بالمعيار الأول “الملاءمة”. يجب عليك التفكير إذا ما كانت الأداة المعينة التي تستخدمها شركتك مناسبة وعملية. أما الثاني “العائد على الاستثمار” فعليك أن تفكر فيما إذا كانت تكاليف هذه الأداة ستؤتي ثمارها بفوائد قابلة للقياس. وللمزيد من الدعم حول تحديد المعيارين السابقين اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
-
ما المشكلة المتوقع أن تحلها هذه الأداة؟
حدد أولًا ما إذا كانت هذه الأداة سوف تحل مشكلة معينة. وما هي تلك المشكلة، وإذا لم تتمكن من تحديد ما تفعله هذه الأداة بالفعل فاستغنِ عنها.
-
هل تستطيع هذه الأداة أن تفعل ما تدعيه بالفعل؟
في حين أنه يتم التسويق لمعظم أدوات الذكاء الآلي باعتبارها تطبيقات رائدة ومبتكرة وثورية. ولكن لا يفي جميعها بتلك الوعود. لذا لا تصدق الدعاية التسويقية، وجرِّب بنفسك الأداة ولاحظ ما إذا كانت تفي بتوقعاتك.
-
كم من الوقت توفره هذه الأداة؟
احسب الأرقام بنفسك، وحدد الوقت الذي توفره لك هذه الأداة بالضبط. ولا تكتفِ بتصديق ما تخبرك به الإعلانات الترويجية على المواقع الإلكترونية.
-
ما مقدار القيمة التي تضيفها الأداة؟
بخلاف توفير الوقت ما مقدار القيمة التي تضيفها هذه الأداة إلى شركتك؟ هل تتمكن بالفعل من تقديم منتجات وخدمات جديدة لعملائك؟ هل لديك مسار لتوليد إيرادات جديدة؟
-
كم تكلفة الأداة؟
من المفترض أيضًا أن تفكر في تكلفة الأداة. وفي حين يتمتع العديد من أدوات الذكاء الآلي بالقدرة على مساعدتك في تحقيق نتائج أفضل. ولكن إذا كانت باهظة الثمن فقد لا تستحق الاستثمار فيها.
-
كم من الوقت الذي يستغرقه تعميم هذه الأداة؟
من السهل حساب مقدار المال ولكن كم من الوقت يستغرقه ذلك؟ هل تحتاج إلى تدريب الأشخاص على كيفية استخدامها؟ هل تحتاج أنت أيضًا إلى التدرب على استكشاف الأخطاء وإصلاحها وإعادة التدريب بشكل دوري؟ ما مدى معاناتك إذا توقفت هذه الأداة عن العمل في شركتك؟
-
كم عدد الأدوات الأخرى التي تستخدمها حاليًا؟
تواجه الشركات الآن مشكلة التكدس بأدوات الذكاء الآلي. لذا إن وجود عدد كبير جدًا من الأدوات التكنولوجية المتنافسة في نفس البيئة قد يكون مكلفًا ومرهقًا للمستخدمين، ومن الأفضل لمعظم الشركات تقنين أدواتها والاحتفاظ بالأكثر قيمة منها. والحفاظ على الحد الأدنى من الأمور وتبسيطها مع تمكين المزيد من الإنتاجية وتحقيق نتائج أفضل في نفس الوقت.
وأخيرًا من خلال التحليل النقدي لإجاباتك عن الأسئلة سالفة الذكر. يمكنك تحديد ما إذا كانت أداة الذكاء الاصطناعي التي ترغب في اقتنائها تستحق الشراء لجعل عملك أسهل.
وبغض النظر عما إذا كنت تعتقد بأن الذكاء الآلي أو الاصطناعي مبالغ في تقديره أو أقل من قيمته الحقيقية أو شيء من هذا القبيل. فمن المهم التعامل مع كل عملية شراء أداة تكنولوجية جديدة بعناية واهتمام.
بقلم / بيتر دايزيم
المقال الأصلي: هنا