لا توجد طريقة أفضل للتعامل مع سن التقاعد، ولكن هذه المهام التنموية الأربع تقدم بداية جيدة. وسواء كانوا من بين 73 مليون شخص من الجيل الذي بلغ سن التقاعد الكامل أو من الجيل الذي دخل للتو سوق العمل فإن معظم العاملين سوف يتقاعدون في مرحلة ما.
والنهج الأمثل للتقاعد فريد من نوعه لكل شخص، ولكن كتابًا جديدًا، شارك في تأليفه سلون لوتي بايلين؛ الأستاذ الفخري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يقدم الحكمة والحكايات من أكثر من 120 شخصًا ومقابلات مفصلة مع 14 “نجمًا” فيما يتعلق بانتقالهم إلى سن التقاعد.
توفير حياة تناسبك
يدور كتاب “التقاعد: خلق حياة تناسبك” حول مفهوم “بنية الحياة؛ أي الأماكن التي تقضي فيها وقتك. والأنشطة التي تمارسها. والأشخاص الذين تستثمر فيهم طاقاتك”.
في المقتطف التالي تسلط بايلين وزملاؤها المؤلفون – تيريزا إم. أمابيل، ومارسي كراري، ودوجلاس تي. هول، وكاثي إي. كرام – الضوء على درسين كبيرين في التقاعد، وتصف المهام الأربع التي يجب معالجتها كجزء من عملية التقاعد.
التقاعد الجيد
الدرس الكبير الأول هو أنه لا توجد “طريقة واحدة أفضل” للتقاعد. لا يتوفر قالب، ولكن “التقاعد الجيد” هو الذي يناسبك ويظل قابلًا للتطبيق في المستقبل المنظور، بالنظر إلى ظروف حياتك.
وهناك العديد من الجسور إلى حياة التقاعد المرضية والكثير من العناصر الفريدة لكل قصة تقاعد. وهذا مناسب، بالطبع، بالنظر إلى الذات الفريدة لكل شخص وظروف حياته.
كذلك بغض النظر عن الجسر الذي سلكوه أو المدة التي استغرقوها للوصول إلى الجانب الآخر فإن جميع الأشخاص الذين قابلهم المؤلفون ومروا بالتقاعد انتهى بهم الأمر إلى الرضا بشكل معقول -على الأقل- عن حياتهم التقاعدية.
التأهيل والتأهب
الدرس الكبير الثاني. الواضح في كل قصة سمعها المؤلفون. هو “التقاعد عملية تتطلب العمل”. قد يكون هذا العمل ممتعًا لكنه يتطلب الاهتمام والطاقة.
بدلًا من أن يكون حدثًا واحدًا يحدث في يوم التقاعد فهو عملية تتكشف بمرور الوقت. إن النهوض بهذه العملية يتطلب من كل شخص متقاعد أن يتعامل مع المهام التنموية الأربع للانتقال إلى التقاعد، بدءًا من الأفكار الأولى حول ما إذا كان التقاعد ممكنًا، ومتى وكيف، وانتهاءً بتعزيز بنية حياة التقاعد التي تكون مستقرة نسبيًا ومرضية للشخص.
- وفي ظل تفرد قصص المشاركين برز هذا النمط المشترك. إن طول الوقت الذي يستغرقه الناس لإنجاز كل من هذه المهام يختلف على نطاق واسع، وسيعود البعض إلى المهام السابقة، لكن الجميع يواجهونها مرة واحدة على الأقل.
ويتطلب عمل التقاعد اكتشاف أو ابتكار الموارد والفرص لمواجهة مجموعة التحديات التي من المرجح أن تنشأ أثناء كل من هذه المهام الأربع.
لقد لاحظ المؤلفون تفاعلًا مستمرًا، طوال هذه العملية، بين “الذات” ـ-شعور الشخص بذاته في نقطة زمنية معينة- وبنية حياته.
ويؤثر كل منهما في الآخر، وهذا التأثير المتبادل يحرك العملية من مهمة إلى أخرى.
إن التحدي الشامل الذي يواجهك، كما يقول مؤلفو الكتاب، في جميع المهام الأربع هو تقييم بنية حياتك على أساس البعدين الرئيسيين: الملاءمة (بالنسبة لك) والقدرة على الاستمرار (في المستقبل المنظور).
كما أن هذه هي السمات المميزة لما قد يجعل حياة التقاعد مرضية ومناسبة لك. هل تريد إجراء تغييرات في أي سياق من سياقات بنية حياتك -أنشطتك، أو علاقاتك، أو أماكنك، أو مجموعاتك، أو منظماتك- لجعلها أكثر ملاءمة لهويتك، واحتياجاتك، وتفضيلاتك؟ أو لجعلها أكثر قابلية للاستمرار في المستقبل المنظور، بالنظر إلى ظروفك؟ هل تريد إجراء تغييرات في نفسك؟
المهمة الأولى: قرار التقاعد
الآن بعد أن تعرفت على التفاعل المستمر بين الذات وبنية الحياة الذي يعمل كقوة ديناميكية تحرك انتقالك إلى سن التقاعد من مهمة إلى أخرى، يمكنك أن تفكر بشكل أكثر وعيًا في كيفية تطبيقه عليك.
فكر: من أنت الآن، وفي كل مرحلة من انتقالك إلى التقاعد، فكر في مدى ملاءمة بنية حياتك وقابليتها للاستمرار. ثم فكر فيما إذا كانت بنية حياة مختلفة -أو نسخة مختلفة من نفسك- قد تعمل بشكل أفضل.
إن التحديات الرئيسية للمهمة الأولى، اتخاذ قرار التقاعد، لا تشمل فقط “عامل البوابة” المتمثل في الاستعداد المالي ولكن في بعض الحالات الصحة.
المهمة الثانية: الانفصال عن العمل
ومع ذلك فإن ما تبين أنه نقطة خلاف أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين تحدث إليهم المؤلفون لم يكن الصحة ولا الثروة ولكن الاستعداد النفسي.
أحد أهم أبعاد هذا الاستعداد هو الهوية، خاصة الدرجة التي يكون فيها العمل أو المهنة جزءًا لا يتجزأ من شعور الشخص بذاته. ولكن توجد أبعاد أخرى أيضًا، مثل الإحجام عن ترك العمل الهادف أو الممتع، والمكانة والتقدير الذي قد يأتي مع شغل منصب في منظمة معينة، والرفقة المستمرة لزملاء العمل والأصدقاء.
إن المهمة الثانية. وهي الانفصال عن العمل. تفرض تحديات من مجموعة معقدة من القوى. بما في ذلك الهوية والعلاقات. فكر في الكيفية التي قد تساعدك بها الأنشطة. والاهتمامات الجديدة. أو الاستثمار الإضافي في الأنشطة. والاهتمامات القائمة على الانفصال عن العمل.
المهمة الثالثة: هيكل حياة التقاعد
إن التحديات والفرص التي تنطوي عليها المهمة الثالثة وهي استكشاف وتجربة وبناء هيكل حياة تقاعدية مؤقتة تميل إلى إشراك أشخاص آخرين على نطاق واسع.
بطبيعة الحال ليس كل شخص يحتاج إلى تعاون الآخرين لأداء هذه المهمة. فكر في كيفية التعامل مع مهمة بناء حياة تقاعدية مؤقتة، بمزيج جيد من الاستكشاف والتجريب والتأمل في كيفية عمل كل شيء.
المهمة الرابعة: الاستقرار النسبي
خلال المهمة الرابعة. وهي تعزيز هيكل حياة تقاعدية مستقر نسبيًا. يمكن أن تأتي تحديات عديدة من مصادر غير متوقعة. إذا كنت تستكشف وتجرب في حياة التقاعد لبعض الوقت. ففكر فيما إذا كنت اكتسبت معلومات كافية حول ما ينجح وما لا ينجح.
في نهاية المطاف يمكن من خلال إكمال هذه المهام الأربع أن يستطيع الأشخاص الذين بلغوا سن التقاعد إنشاء هياكل حياة جديدة ومستقرة نسبيًا تتوافق بشكل جيد مع هوياتهم واحتياجاتهم وتفضيلاتهم الحالية وتبدو مستدامة في الوقت الحالي.
بقلم/ تيريزا م. أمابيل.
المقال الأصلي (هنــــــــــــــا).