تشرف أماندا ريتشاردسون؛ رئيسة قسم البيانات والاستراتيجية في شركة “هوتيل تو نايت”، ونائبة رئيس المنتجات السابقة، على ما بين 400 إلى 500 حدث بيانات لتطبيق يضم ملايين المستخدمين شهريًا، ويسجل فريقها مئات الأحداث.
وتعد “ريتشاردسون” متمرسة في عالم تحليل البيانات، وهي مراقبة حريصة على كيفية استفادة الشركات الأخرى على نحو متزايد من تحليل بيانات السوق لاتخاذ القرارات. ولكن ما تراه هو عدد من الاتجاهات والأساليب في التعامل مع البيانات، التي لا تعد غير نشطة فحسب. بل إنها أيضًا غير فعالة ومضللة وتكلف الشركات الكثير من الفرص.
وقد أشارت “ريتشاردسون” في إحدى المقابلات إلى أربعة من الأخطاء التي يجب على فرق البيانات في جميع أنحاء الشركات الانتباه إليها. وكيف يمكن للقادة أن يبتعدوا عن هذه المجموعة لخدمة أفضل لأهدافهم الاستراتيجية.
الخطأ رقم 1: البدء بالمقاييس بدلًا من الهدف
أصبح تحليل بيانات السوق متاحًا أكثر من أي وقت مضى. وصار جمع البيانات وتخزينها وتحليلها من الممارسات القياسية بمعظم الشركات. ولكن في كثير من الأحيان، تضل الشركات وسط خضم المنافسة عن التحليلات في الوقت الفعلي. أو وضع خطة محكمة ومباشرة لبحر البيانات التي استحوذت عليه وما يجب فعله بها. ويرجع ذلك إلى ما رأته “ريتشاردسون” داخل الكثير من الفرق التي تبحث بلا هدف ودون وجهة نظر واضحة في كومة من البيانات.
وتؤكد “ريتشاردسون” أنه دون هدف واضح ومتفق عليه، فإنك تخاطر بحرق نفسك وأنت في انتظار نتائج تحليل بيانات السوق. على سبيل المثال، الميزة المفضلة في شركة “هوتيل تو نايت” التي تسمح للمستخدمين بتفضيل الفنادق التي يريدون الاتصال بها أولًا في أثناء عمليات البحث. إن مفتاح استخدام البيانات بفاعلية هو تحديد ما تحاول إنجازه بوضوح حتى تصل إلى النجاح.
الخطأ رقم 2: التخصيص المفرط
يعد التخصيص السمة المميزة بالنسبة للكثير من الشركات الناشئة، مثل: تخصيص شاشة رئيسة للمستخدم. أو تقديم توصيات، مثل: إبداء الحلول لمن يبحث عن حل لمشكلة. وقد كانت سمة شركات كثيرة ناجحة للغاية مثل “أمازون” ومربعها الغني عن التعريف “المنتجات الموصى بها”. و”فيسبوك” و”موجز الأخبار المنسق”، لذا من المنطقي أن يكون التخصيص أمرًا جيدًا، أليس كذلك؟
على كلٍ ليس بالضرورة أن يكون كذلك، وبالتأكيد في الوقت الراهن، وكما هو الحال مع كل قرار يتخذه القادة الأوائل. عليك أن تفكر في تكلفة الفرصة، وبالنسبة لبعض الشركات الناشئة. قد يكون التخصيص مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالمهمة، ويجب أن يأتي مبكرًا، وبالنسبة للآخرين، قد لا يستحق الاستثمار على الإطلاق.
الخطأ رقم 3: تعيين عالم بيانات متخصص
يعتقد بعض قادة الأعمال أن مهمة تحليل بيانات شركاتهم يجب إسنادها لموظف متخصص يحمل لقب “عالم بيانات”. ومع ذلك، تنصح “ريتشاردسون” في التفكير على نطاق أوسع، وتقول: “علم البيانات والتحليل والاستراتيجية هو مجموعة من المهارات، وليس وظيفة. لذا يجب أن يكون كل فرد في فريقك المبكر استراتيجيًا، ويجب أن يكون الجميع قادرين على إجراء التحليل”.
الخطأ رقم 4: ملاحقة أحدث مجموعة أدوات
رغم ظهور أدوات جديدة طوال الوقت، فإنها في نهاية المطاف، لا يمكنها أن تجعل استراتيجية البيانات الخاصة بك خالية من الأخطاء أو مثالية. وفيما يتعلق بذلك تقول “ريتشاردسون”: “يمكن للأداة استيعاب أي أحداث تريد إرسالها إليها. ولكن عليك تحديد ماهية هذه الأحداث وما تعنيه، في حين عليك التأكد من عدم تغير هذه الأحداث”.
من المؤكد أنه لا يوجد بديل للوضوح والاتساق، ولا يمكن لأداة تكرار وجهة نظر واضحة. وحتى أبسط الأدوات يمكن أن تكون وسيلة فعالة لإدارة البيانات إذا طبقت الدقة المناسبة. لذا يجب على الشركات في المرحلة المبكرة التي لديها معدل استهلاك أدوات مرتفع أن تنتبه إلى ذلك.
لماذا يجب علينا إدارة البيانات كما ندير المنتجات؟
وفي نهاية المقابلة، أكدت “ريتشاردسون” أنها لا تستطيع التنبؤ بالاتجاه القادم للبيانات. لكنها وجدت طريقة للتأكد من عدم تشتيت انتباه فريقها بأحدث الأدوات اللامعة. فهي تدير عمليات البيانات في شركتها مثل إدارة المنتجات.
وحول السبب الجوهري الذي جعلها تفعل ذلك. عادت “ريتشاردسون” بذاكرتها للوراء وأشارت إلى أنها بعد نحو ثلاث سنوات من توليها منصب نائب الرئيس للمنتجات في الشركة. طلب منها سام شانك؛ المؤسس المشارك بالشركة، تولي رئاسة قسم البيانات بها. وقالت: “لقد وصلنا إلى نقطة أصبح من الواضح فيها أن الجميع لا يتفقون على ما مقاييسنا الأساسية، وأردت إصلاح ذلك”.
وأضافت “ريتشاردسون” قائلة: “ما رأيته عقب تولي المنصب على الفور هو المشكلة نفسها التي كانت تواجهها في قسم المنتجات. وهي الكثير من أصحاب المصلحة، مع آراء المختلفة كثيرة حول ما الأكثر أهمية”.
إذا كانت شركتك لا تزال ناشئة أو صغيرة على نحو لا يصدق، فلا يزال بإمكانك تلافي تلك الأخطاء السابقة. ومتابعة استراتيجية البحث عن مهندس بيانات قوي يهتم بالعمل وإثبات القيمة والتعامل مع تحليلات بيانات السوق. ثم ادفعه ليعطي الأولوية لما يجب أن يسعى إليه، قد يتعين عليه ارتداء قبعات مختلفة وتولي مسؤوليات تطوير أو تحليل أخرى لتبرير توظيفه. ولكن يجب تشجيعه على التفكير مثل مدير المشروع ليتعلم هذه المهارات في أثناء العمل.
المقال الاصلي: هنا