تتميز المملكة العربية السعودية بعوامل جذب طبيعية، تجعلها من أهم الوجهات السياحية في المنطقة العربية؛ حيث تشكّلت طبيعتها الاستثنائية على مر العصور، بمزيج من الجبال، البحار، والسهول، والصحاري؛ ما جعل من المملكة غاية يسعى إليها محبو السياحة والسفر؛ الأمر الذي دفع القيادة الرشيدة إلى تكثيف جهودها من أجل دعم القطاع، وأحدثها نظام التأشيرات الجديد، الذي سيسهل زيارة الأماكن السياحية بالمملكة.
نظام التأشيرات الجديد
ومن المقرر أن تتجه المملكة نحو إدخال تعديلات جديدة على نظام التأشيرات، الأمر الذي يتوقع له أن يتسبب بقفزة في أعداد الزائرين، والتي سيتأثر بها قطاع السياحة برمته، ليصبح واحدًا من أهم الموارد المالية والاقتصادية المهمة.
وأفادت تقارير عالمية بأن المملكة تمتلك خطة لتسهيل نظام التأشيرات الجديد والذي يعمل على تسهيل منحها الزيارة لمواطني 50 بلدًا في أنحاء العالم؛ وذلك من أجل تنشيط السياحة، ورفع أعداد الأجانب الذين يقصدونها؛ سعيًا لقضاء العطلات، والإجازات السنوية.
ومن المنتظر أن يبصر القرار النور، أواخر الشهر الجاري، علمًا بأنه يتم الآن الانتهاء من وضع قائمة الدول المستهدفة بشكل نهائي، على أن يتمتع حاملو تلك الجنسيات بالقدرة على دخول أراضي المملكة؛ بغرض الزيارة أو السياحة بموجب تأشيرات دخول يتم التقدم لها على الإنترنت، أو يتم الحصول عليها بشكل فوري بمجرد الوصول إلى أي من المطارات السعودية.
وتجري الحكومة السعودية دراسة على القرار بشأن رسوم الحصول على تأشيرة الزيارة؛ وفقًا لِما أعلنته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
السياحة وفق رؤية 2030
وكانت المملكة قد فتحت الباب لأول مرة العام الماضي أمام الأجانب من أجل التقدٌم عبر الإنترنت؛ للحصول على تأشيرات دخول إلى أراضيها، وذلك من أجل المشاركة في مؤتمرات أو حضور فعاليات خاصة تُقام داخل البلاد.
وتعتبر المشروعات السياحية التي بدأت المملكة بإنجازها، خطوة مهمة لتعزيز نمو الاقتصاد بالتوامن مع إطلاق الرؤية الطموحة 2030؛ حيث تتضمن تحويل الساحل الطويل للبحر الأحمر، إلى منطقة جاذبة للسائحين، وصانعي العطلات، فضلاً عن إنشاء مدينة ترفيهية قرب العاصمة “الرياض”؛ وذلك بعد سنوات عديدة اقتصرت خلالها السياحة في السعودية على تأدية مناسك الحج، والعمرة، أو العمل، أو لم شمل العائلات.
وأكدت رؤية المملكة 2030 أهمية العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًا على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.
رفع الحظر على تنقٌل المعتمرين
وكان مجلس الوزراء، أصدر في يونيو الماضي، قرارًا برفع الحظر المفروض على تنقل المعتمرين خارج حدود مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والسماح لهم بزيارة كل مناطق البلاد، في خطوة ستجلب للمملكة مزيدًا من العوائد الاقتصادية.
نص قرار مجلس الوزراء على استثناء القادمين للعمرة وزيارة المسجد النبوي من حكم حظر التنقل خارج نطاق مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، الوارد في الفقرة (أ) من المادة (3) من تنظيم معاملة القادمين للمملكة بتأشيرات دخول للحج أو العمرة وغيرها.
وبهذا القرار، سيستفيد ملايين المعتمرين الذين ستُتاح لهم زيارة مختلف المدن السعودية خلال مدة التأشيرة الممنوحة لهم، بعد أن كان ذلك محظورًا عليهم.
ويحصل المعتمر القادم للسعودية على تأشيرة مدتها 30 يومًا، فيما لا تتجاوز أيام أداء مناسك العمرة في أطول حالاتها أسبوعين؛ ما يضطر المعتمرين لمغادرة المملكة قبل انتهاء تاريخ تأشيراتهم؛ لعدم قدرتهم على زيارة مدن جديدة غير مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.
انتعاش قطاع السياحة في المملكة
وتعيش المملكة انتعاشة سياحية ملحوظة، فى ظل العديد من الأنشطة والحفلات التى تبنتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية أن المملكة استقبلت نحو 50 مليون رحلة سياحية وافدة خلال آخر 3 أعوام.
من جهتها، كشفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطنى السعودية، عن أن إجمالى الإنفاق بلغ 285 مليار ريال، بواقع 93.5 مليار ريال فى عام 2016، و97.8 مليار ريال بالعام 2017، ثم 93.4 مليار ريال في عام 2018، علمًا بأن 2016 كان العام الأعلى فى عدد الرحلات الوافدة بواقع 18 مليون رحلة، مقابل 15.3 مليون رحلة فقط العام الماضي.
اقرأ أيضًا: