تسهم العلاقات الوثيقة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز المسارات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
ويأتي انعقاد قمة جدة للأمن والتنمية، خلال زيارة فخامة الرئيس جوزيف بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، التي تجمع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، مع الولايات المتحدة الأمريكية، تأكيدًا على دور المملكة الريادي وثقلها ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، واستشعاراً لثقلها الاقتصادي العالمي، وانطلاقًا من مسؤوليتها الإقليمية والدولية المترتبة على ذلك، ودورها المحوري في أمن واستقرار المنطقة.
كما تأتي تلبية قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لتؤكد الرؤية المشتركة لمنطقة يسودها السلام والاستقرار، وأهمية الالتزام بأمن المنطقة والتعاون الدفاعي والأمني، وحماية ممرات الملاحة البحرية وفقًا لمبادئ الشرعية الدولية.
وتهدف القمة إلى تأكيد الشراكة التاريخية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعميق التعاون المشترك في مختلف المجالات، وتؤكد أهمية تطوير سبل التعاون التكامل فيما بينهم، وبناء مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة، والتصدي الجماعي للتحديات البيئية، ومواجهة التغير المناخي، بما في ذلك مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتان أعلن عنهما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتطوير مصادر متجددة للطاقة، والإشادة باتفاقيات الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون والعراق.
وتؤكد القمة على أهمية التعاون الوثيق والرؤى المشتركة حيال عدد من القضايا والأوضاع في المنطقة، التي منها تأكيد موقف دول المجلس من دعم حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإدانة هجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والأعيان ومنشآت الطاقة، والترحيب بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ودعم الحل التفاوضي بين الحكومة اليمنية والحوثي، والترحيب بالهدنة وتمديدها، وأهمية الالتزام باستمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.
كما تؤكد على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ودعوة إيران إلى العودة لالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع وكالة الطاقة الذرية، واحترام قواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعاون الإيجابي مع دول المنطقة والمجتمع الدولي، بما يحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وكذلك دعم العراق وأمنه واستقراره ورفاهه، ودعم الحلول السياسية لأزمات المنطقة كافة، وفقًا لقرارات ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة، وأهمية استقرار لبنان واستقلال قراره السياسي، ودعم أمن واستقرار أفغانستان وعدم تحولها إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين. وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والسعي لحصول أطياف الشعب الأفغاني كافة على الحقوق الأساسية وفرص التعليم.
كلمة سمو ولي العهد
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس القمة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فعاليات قمة جدة للأمن والتنمية بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر، والأردن، والعراق، والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كلمته الافتتاحية، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، إن المنطقة والعالم أجمع يواجهان تحديات خطيرة تتطلب مزيد من التعاون في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام استقلالها وسلامة أراضيها.
وأعرب سمو ولي العهد، عن أمله في أن تكون قمة جدة للأمن والتنمية بداية لعهد جديد من التعاون المشترك، لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية، لخدمة المصالح المشتركة، وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
وأوضح سمو ولي العهد، أن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخراً بسبب تفشي وباء “كوفيد -19” في جميع أنحاء العالم، تستدعي مزيداً من التعاون وتضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي، وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.
وتطرق سمو ولي العهد إلى قضية تغير المناخ الأكثر إلحاحًا، داعياً إلى عقلية متوازنة من خلال الانتقال التدريجي نحو مصادر الطاقة المستدامة؛ حيث قال: ” إن التحديات البيئية التي يواجهها العالم في الوقت الحالي وعلى رأسها التغير المناخي؛ تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة”.
وتابع: “نمو الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة، وهو ما يُعزز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050م أو ما قبله مع المحافظة على أمن إمدادات الطاقة، ولذلك تبنت المملكة نهجًا متوازنًا للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد مع تطوير التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي “السعودية الخضراء” و “الشرق الأوسط الأخضر” لدعم تلك الجهود محلياً وإقليمياً”.
وأشار إلى أن تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة إلى تضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة.
مُشاركات وحلول في القمة
من ناحيته، قال فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال كلمته، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل شريكاً واعداً وفاعلاً وملتزماً في منطقة الشرق الأوسط، مُشدداً على أهمية رؤية حقوق الإنسان كقوة قوية للتغيير الاقتصادي والاجتماعي، مُشيراً إلى أن المصالح الأمريكية مرتبطة بالنجاحات في منطقة الشرق الأوسط، وتعهد أن الولايات المتحدة ستعمل خلال الفترة القادمة على إقامة علاقات اقتصادية مستدامة في المنطقة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
المنتدى الدولي لتقنيات التشجير.. الجهود البيئية والتنمية المستدامة
هاني حبيشي مؤسس مجموعة حبيشي القابضة: “لؤلؤة باتومي” أحدث مشروعتنا بتكلفة 63 مليون دولار
«آيسف 2022».. إنجاز عالمي جديد لطلاب المملكة
المؤتمر العالمي لريادة الأعمال.. منصة تفاعلية عالمية
يوم التأسيس السعودي.. قصة صعود أمة