يعد وارن بافيت أحد أنجح المستثمرين في التاريخ. حيث يمتلك ثروة هائلة تقدر بقيمة 150.2 مليار دولار، ويعد ضمن أغنى شخص في العالم.
وجدير بالذكر أن أهم ما يميز بافيت ليس الحظ أو المجازفة. بل الانضباط، الصبر، والرؤية طويلة الأمد المبنية على قواعد مالية بسيطة لكنها قوية. حيث لا تعتمد إستراتيجية بافيت على المضاربات أو التوقعات اللحظية، بل تستند إلى تراكم الثروة بمرور الزمن من خلال قرارات ذكية ومتسقة.
فيما يلي نستعرض أبرز ركائز إستراتيجيات وارن بافيت التي يمكنها مساعدتك على بناء ثروة مستدامة.
تحويل العائد التراكمي تعمل إلى المصالح الشخصية
يكمن سر إستراتيجية بافيت الحقيقي في التوقيت الحقيقي للسوق، بل في البقاء في السوق لفترة طويلة.
كذلك، قال بافت في أحد تقاريره السنوية “عندما نمتلك أسهمًا في شركات ممتازة بإدارة متميزة، فإن فترة احتفاظنا المفضلة بها هي: إلى الأبد”.
كما يهدف العائد التراكمي إلى تضاعف الأموال ذاتيا عامًا بعد عام. مثلما تتضخم مثل كرة ثلج مع الوقت. ولكن يتم ذلك من خلال البدء مبكرًا، والادخار المنتظم، والتفكير على المدى الطويل.
كذلك، استهل وارن بافيت رحلته الاستثمارية في سن 11 عامًا عندما اشترى 3 أسهم من شركة Cities Service بسعر 38 دولارًا للسهم. وباعها عند 40 دولارًا. ومع ذلك، أدرك أن لو صبر قليلًا لأصبح ربحه أضعافًا. الأمر الذي جعله يغير مسار حياته.
أما الآن يمكن تطبيق نفس المبدأ بسهولة من خلال منصات استثمارية مثل Acorns. والتي تقوم بتقريب قيمة مشترياتك لأقرب دولار واستثمار الفارق تلقائيًا في محفظة متنوعة.
فعلى سبيل المثال، إذا اشتريت قهوتك بـ9.22 دولار، فيتم استثمار الـ0.78 المتبقية دون أي جهد منك. لتتراكم استثماراتك يومًا بعد يوم.
الاستثمار في صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة (S&P 500)
أيضًا ينصح بافيت المستثمرين بشراء أسهم في صناديق مؤشر S&P 500. حيث تعتبر الخيار الأمثل لمعظم الناس. كما تتيح إمكانية التنوع الواسع عبر أكبر الشركات الأمريكية. وتخفض المخاطر مع عائدات قوية على المدى الطويل.
وقال وارن بافيت “أعتقد أن الاستثمار في S&P 500 هو الخيار الأفضل في جميع الأوقات. لذا استمر في شرائه في الأوقات الجيدة والسيئة. وخاصة في الأوقات الصعبة”.
وبالتالي، سجل المؤشر عوائد سنوية بقيمة 26.29% في 2023 و25.02% في 2024 و14.47% حتى الآن في 2025.
حتى كبار المستثمرين نادرًا ما يتفوقون عليه باستمرار.
أيضًا، كما يمكن الاستثمار المنتظم في صندوق S&P 500 عبر حساب تداول ذاتي مثل SoFi Invest. ذلك دون فرض عمولات، وبمكافآت تصل إلى 1000 دولار من الأسهم المجانية عند فتح حساب جديد.
الاحتفاظ بالاحتياطي النقدي
وعلى الرغم من إدراج وارن بافيت ضمن أشهر المستثمرين، فإنه لا يتجاهل قيمة السيولة النقدية. حيث دائمًا ما يحتفظ بمبالغ ضخمة جاهزة للاستثمار عندما تظهر الفرص أو لتجنب بيع الأصول بخسارة في أوقات الأزمات.
كذلك، قال بافيت “نحتفظ دائمًا بما لا يقل عن 20 مليار دولار وغالبًا أكثر من الأصول النقدية المكافئة”.
أما على صعيد المستثمر العادي، يجب الاحتفاظ بصندوق طوارئ قوي في حساب ادخار أو حساب جاري بفائدة مرتفعة. حيث يوفر الاحتياطي النقدي المرونة والأمان المالي. والذي يسمح لك بالتحرك بسرعة عندما تتاح فرص استثمارية جديدة.
الاستثمار في مجال التخصص
تسعى هذه القاعدة إلى تجنب التخمين والمضاربة العشوائية. بالإضافة إلى التركيز على الاستثمارات التي يمكن تحليلها وفهمها بوضوح. حيث يمنحك الفهم الحقيقي لطبيعة عمل الثقة والقدرة على اتخاذ قرارات منطقية.
أيضًا، يشير وارن بافيت إلى أن الوضوح هو سر نجاح الإستراتيجيات الاستثمارية. حيث لم يستطع شرح كيفية تحقيق الشركة للأرباح أو تحديد ما يميزها عن منافسيها. ما يعني أنه يتجنب الاستثمار فيها مهما بدت الفرصة مغرية.
التكيف مع الإمكانيات المادية المتاحة
وعلى الرغم من أن بافيت يعد واحدًا من أغنى رجال العالم بثروة تتجاوز 150 مليار دولار، لا يزال وارن بافيت يعيش في نفس المنزل المتواضع الذي اشتراه في أوماها عام 1958. كما يقود سيارة بسيطة بعيدة عن مظاهر الثراء.
وقال وارن بافيت “ليس المهم كم تكسب، بل كم تحتفظ به وتستثمره بذكاء”.
وإذا حللنا نظريات وارن بافيت، سنجد أن الثراء الحقيقي لا يأتي من المخاطرة المفرطة أو التنبؤات القصيرة الأجل، بل من الانضباط والاستمرارية والقرارات الذكية البسيطة. لذا ابدأ صغيرًا، استثمر بانتظام، واحتفظ بما يكفي من السيولة لحماية نفسك من التقلبات.
المقال الأصلي: من هنـا


