يتطلب بناء الشخصية الريادية التزامًا كبيرًا، وكذلك رغبة جادة في أن تغير وتطور من ذاتك، ناهيك عن أن المسألة تتطلب تغيرًا في الذهنية التي تنظر بها إلى العالم والأشياء؛ فرواد الأعمال والقادة العظام لم يولدوا كما هم، وإنما صقلوا مهاراتهم، وطوروا من أنفسهم حتى أصبحوا ما هم عليه.
أضف إلى ذلك أنك ستحتاج، عند تطوير الشخصية الريادية، إلى مزيج حقيقي من المهارات الشخصية والعملية، ليس عليك أن تولد بمهارات ريادية ولكن يمكنك تعلمها، فعلى سبيل المثال: يعتقد كثيرون أن القيادة غريزية، ولكنها في الواقع تنبع من الشغف والانضباط، ويمكنك بطبيعة الحال اكتشاف شغفك، وممارسة الانضباط الذاتي كذلك.
طرق بناء الشخصية الريادية
ونوضح في «رواد الأعمال» طرق بناء الشخصية الريادية، وذلك على النحو التالي..
-
صقل المهارات الشخصية
الخطوة الأولى على طريق بناء الشخصية الريادية هو البدء بصقل مهاراتك الشخصية الموجودة لديك بالفعل، وركز على أن تكون واثقًا وودودًا، ومارس هذه الأمور يوميًا حتى تصبح عادة ثابتة لديك.
بالطبع قد تشعر في بعض الأحيان بالملل، أو عدم القدرة على ممارسة ذلك، ولكن كن حريصًا على العودة إلى الجادة الصحيحة كلما لزم الأمر.
اقرأ أيضًا: الشخصية القيادية.. وقود الشركة الذي لا ينضب
-
تواصل مع رواد الأعمال الآخرين
لا سبيل إلى بناء الشخصية الريادية من دون التواصل مع رواد الأعمال أنفسهم، والاقتراب منهم عن كثب، وثمة منصات تساعدك في ذلك، مثل منصة تويتر، فهي مكان مثالي يمكنك من خلاله قراءة أفكار وعقول الآخرين.
وأيضًا ركز على متابعة رواد الأعمال الذين تعجبك طرق تفكيرهم، واحرص على التعلم منهم، وعدم تفويت أي فرصة للافتراب والاستفادة منهم. ولا تغفل كذلك الانضمام إلى منظمات رواد الأعمال والانخراط في مجتمعاتهم، فالملاحظة والمحاكاة من أفضل طرق التعلم.
-
قائمة كتب للقراءة
من ضمن الطرق التي تساعد في بناء الشخصية الريادية قراءة الكتب الخاصة بالمجال، هناك العديد من الكتب الرائعة التي يذكرها الناس في محادثة عابرة. يمكن لأي شيء تسمعه من خلال الزملاء ومحادثات Ted والنقاشات والمؤتمرات أن يعزز مهاراتك في تنظيم المشاريع.
حضّر قائمة القراءة الخاصة بك، ثم ابدأ في القراءة الواعية لهذه المؤلفات، وكن حريصًا على سبر أغوار هذه المؤلفات، والتعلم من مؤلفيها، واطرح الأسئلة على أصدقائك وناقشهم فيما تقرأ، سوف يساعدك هذا كثيرًا.
اقرأ أيضًا: غضبك الصامت.. معركة الثبات الانفعالي
-
التدرب على المرونة
الريادة مرونة، وبناء الشخصية الريادية لن يكون إلا عبر إتقان هذه المهارة بالذات، قف أمام التحديات لا يائسًا وإنما راغبًا في التعلم، وإذا لم تسر الأمور كما خططت فلزامًا عليك أن تعرف الأسباب حتى لا تفشل مرتين، وتعلم من فشلك طبعًا.
واعمد أيضًا إلى الاسترجاع المنتظم؛ حيث يمكنك إلقاء نظرة على الأشياء التي سارت بشكل جيد وما لم يتم بشكل جيد، كما يمكن أن تساعد الحلول في توثيق المخاطر والتخفيف من حدتها. عليك أن تكون قادرًا على الوقوف من جديد، وأن تنفض الغبار عن نفسك والمحاولة مرة أخرى.
-
البحث عن تحديات جديدة
أهم مهارة يمكن أن يمتلكها رائد الأعمال هي حل المشكلات، فأنت بحاجة إلى تعلم كيفية التفكير بسرعة، ودراسة المواقف من زوايا مختلفة، وابتكار حلول إبداعية لم يجربها أحد من قبل.
ولتطوير هذه المهارات ستحتاج إلى البحث عن المواقف الصعبة التي تساعد في توجيه عقلك للتفكير النقدي. على سبيل المثال: سيتعين عليك تعلم قبول الملاحظات والنقد، والاستماع بجدية إلى أفكار وآراء الآخرين واختيار التركيز على النتائج والحلول، هكذا يمكنك بناء الشخصية الريادية.
اقرأ أيضًا: الأقنعة الوظيفية ووهم الكمال الاجتماعي
-
مارس الانضباط الذاتي
يتطلب كونك رجل أعمال ناجحًا أن تكون منضبطًا، وعليك أن تكون حريصًا بشأن إضاعة الوقت في حياتك المهنية والشخصية. قلل من الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وتأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم وتناول وجبات متوازنة، وتحديد وقت لممارسة الرياضة والقراءة، وتقليل مصادر التشتيت.
واحدة من أفضل الطرق للبقاء منظمًا ومنضبطًا هي كتابة يومياتك؛ يجد العديد من رواد الأعمال أن هذه التسلية منتجة ومبدعة، وسوف تساعدك هذه الطريقة كثيرًا في بناء الشخصية الريادية.
اقرأ أيضًا:
مهارة الإنصات للآخرين وتنمية القدرات العقلية
إدارة عقلك.. مهارات للياقة الذهنية
تدريب على السعادة.. 7 مبادئ أساسية من علم النفس الإيجابي