§ المانع: نسعى لمواكبة التطورات العلمية لتعزيز كفاءة الأداء في الشركات العائلية السعودية
§ الخالدي: الحوكمة هي الطريق الآمن لاستدامة واستمرارية الشركات عبر الأجيال
§ جاين فالس: تطبيق الحوكمة من الجيل الأول لأي شركة عائلية يضمن لها الاستمرارية في الأجيال المقبلة
انطلقت صباح اليوم الأربعاء بمقر الغرفة الرئيس بالدمام. أعمال ملتقى الحوكمة في الشركات العائلية – الذي نظمته غرفة الشرقية تحت رعاية معالي وزير التجارة والاستثمار، الدكتور ماجد القصبي، وبالتعاون مع معهد المديرين بدول مجلس التعاون الخليجي، وجاء تحت عنوان أحدث التوجهات وأفضل الممارسات في حوكمة الشركات العائلية، وذلك بحضور عدد كبير من المسئولين والتنفيذيين والخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين .
وأكد الملتقى على أهمية نشر ثقافة الحوكمة ومأسسة الشركات العائلية بين أوساط مُلاك الأعمال العائلية وبيان ما يحتاجه ذلك من إجراءات قانونية ومواثيق عائلية لضمان استمرار هذه الشركات في عطائها لخدمة الاقتصاد الوطني.
وشهد الملتقى عقد سبع جلسات حوار وعرض لعدد من أوراق العمل، قدمها مجموعة من المتخصصين من داخل وخارج المملكة وتناولت العديد من الجوانب ذات العلاقة بالشركات العائلية ودورها ومستقبلها في المشهد الاقتصادي المحلي.
برامج وخطط حكومية
وفي الجلسة الافتتاحية ونيابة عن معالي وزير التجارة والاستثمار؛ الدكتور ماجد القصبي، استعرض وكيل الوزارة للتجارة الداخلية، عبدالسلام بن عبدالله المانع، جملة البرامج والخطط التي نفذتها الوزارة لتعزيز كفاءة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وقال بأنه في ضوء الأهمية الاقتصادية الكبيرة لقطاع المنشآت العائلية وأثره في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مآلاته المستقبلية، تحرص الوزارة عبر برامجها وخططها الاستراتيجية على مواكبة التطورات العلمية في هذا الشأن وتسخير معطياتها الإيجابية لأجل تعزيز كفاءة المُنشآت العائلية، فاهتمت الوزارة بكل ما من شأنه تعزيز مسيرة هذا القطاع .. فراجعت التجارب على أنواعها واطلعت على العديد من الدراسات المُتخصصة للاستفادة منها في الوصول إلى نموذج يلبي احتياجات مجتمع الأعمال العائلية بالمملكة ويفتح آفاقًا جديدة لتطبيق آليات الحوكمة فيها، لما تنطوي عليه هذه الآليات من مردودات إيجابية في استدامة الأعمال العائلية عبر الأجيال.
ومن الجهود التي قامت بها الوزارة، لدعم الشركات العائلية وتنظيم عملها، وتعزيز مسيرتها، وقال إن الوزارة أصدرت في العام الماضي، الميثاق الاسترشادي للشركات العائلية، وهو وثيقة تُساعد في تنظيم عمل أعضاء العائلة بالجهاز التنفيذي لشركاتهم وتضع تصورًا واضحًا لسياسة توزيع الأرباح وترسم آليات مُحددة لتصَرَّف المساهم في الأسهم وتخارج المساهمين، وذلك لأجل تعزيز قيم العائلة التجارية وتحقيق أهداف الشركات وتنمية أعمالها وفق إطار مؤسسي يدعم توسعها ويزيد من فرص نجاحها..
وفي هذا الصدد، أضاف بأن الوزارة باركت إنشاء مركز المنشآت العائلية، واعتبرته خطوة لها أهميتها تدعم مسارات الوزارة في تعزيز مسيرة قطاع المنشآت العائلية من خلال مختلف الأنشطة التي سيضطلع بها المركز في المستقبل القريب بإذن الله تعالى.. قائلا: (نحن مستمرون في تقديم الدعم والمساندة لأن تستكمل الأجيال القادمة في منشآتنا العائلية ما قام ببنائه الجيل الأول).
ووصف معاليه اجتماع هذه النخبة المُميزة من الخبراء والمختصين في حقول الحوكمة والمأسسة، في هذا الملتقى بأنه بمثابة الفرصة لإدراك المستجدات ومواكبة التطورات حول أفضل مُمارسات حوكمة المنشآت العائلية، وإنني واثق تمام الثقة، بأننا جميعنا نتطلّع للمضي قُدمًا في طريق النهضة والتنمية المُستدامة وفقًا لمعايير الحوكمة الرشيدة، وهو الطريق الذي بدأنا السير فيه منذ انطلاق رؤية2030م.
وفي ختام كلمته قدم الشكر والامتنان لغرفة الشرقية على ما تُقدّمه لأجل الاقتصاد الوطني وحرصها الدؤوب على نشر ثقافة المأسسة والحوكمة بين مختلف الشركات (العائلية منها وغير العائلية)، خاصًا قيادة الغرفة بالشكر الجزيل على روحها التعاونية، قائلا: (أنا على ثقة بأن هذه الروح هي ما نحتاجه اليوم لنصل إلى مستهدفاتنا وتطلعاتنا المستقبلية).
المعايير العالمية
من جانبها تحدثت الرئيس التنفيذي لمعهد مجلس مدير مجلس التعاون الخليجي، جاين فالس، واستعرضت الخدمات التي يقدمها المعهد وهو معهد غير ربحي، يعمل مع العديد من الشركات الكبيرة مثل: شركة أرامكو السعودية والشركة السعودية للصناعات الأساسية(سابك)، وغيرهما وكان لهما دور كبير في تأسيس المعهد في العام2007م، مؤكدةً حرصها على رفع مستوى الوعي بموضوع الحوكمة لدى الشركات على أنواعها، وعرض شتى الطرق والوسائل لتطبيق الحوكمة بداخلها.
وأضافت فالس، بأن المعهد متواجد في دول مجلس التعاون الخليجي، ويُنفذ العديد من الندوات وورش العمل ويسعى للتواصل مع الخبرات المحلية لمساعدة الشركات على تطبيق الحوكمة.
وقالت فالس، إن الشركات العائلية قطاع كبير، وتواجهه جملة من المشاكل والتحديات، وكل ما نأمله ونسعى إليه هو تطبيق الحوكمة من الجيل الأول لأي شركة عائلية فهذا يضمن لها الاستمرارية في الأجيال المقبلة، لافتةً إلى أن عالمية الاقتصاد السعودي تحتم على عناصره من أصحاب الشركات تطبق كافة مبادئ الحوكمة وفق المعايير العالمية.
نشر ثقافة الحوكمة
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي، بأن الحل الأمثل لاستدامة الأعمال العائلية وانتقالها السلس عبر الأجيال يكّمن في الأخذ بإجراءات الحوكمة، التي تُحقق التوازن بين الإدارة والملكية وتأخذ الشركات مهما بلغ حجمها وعدد مُلاكها إلى التقدم والنجاح.
وأضاف الخالدي: إنه أمام التغيرات المُتلاحقة في الاقتصاد الوطني، التي أحدثتها رؤية المملكة 2030م حيث زيادة الاعتماد على القطاع الخاص باعتباره ركيزة أساسية من ركائز النمو والتنمية، ولأن الشركات العائلية تُعد مكونًا رئيسيًا للقطاع الخاص، يأتي مُلتقى اليوم لأجل تعريف مُلاك الأعمال العائلية بأحدث التوجهات وأفضل الممارسات في حوكمة الشركات العائلية وبكل ما من شأنه المُحافظة على استمرارية أعمالهم على اختلاف أنواعها .. فهو بمثابة رسالة تؤكدها باستمرار غرفة الشرقية، مفادها: (أن الحوكمة هي الطريق الآمن لاستدامة واستمرارية الشركات عبر الأجيال).
واستعرض الخالدي، جملة الإيجابيات التي تنطوي عليها ثقافة الحوكمة واتخاذ إجراءاتها على الشركات العائلية وعلى الاقتصاد الوطني، قائلا: إن غرفة الشرقية قد اتخذت من نشر ثقافة الحوكمة بين الشركات العائلية هدفًا لها، وأن هذا المُلتقى وغيره مما تُقدمه الغرفة من برامج ومبادرات ونشرات توعوية، تأتي جميعها لأجل تحقيق هدفها بأن يتجه أصحاب الأعمال العائلية إلى الأخذ بإجراءات الحوكمة لما فيها من منافع كُبرى تعود على الشركة العائلية والاقتصاد الوطني سواء من ناحية زيادة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي أو من ناحية استيعابها للآلاف من قوى العمل الوطنية.
وفي ختام كلمته ثمن الخالدي للحكومة الرشيدة مُمثلة في وزارة التجارة والاستثمار الجهود الكبيرة التي تبذلها لأجل تحفيز وتشجيع قطاع الأعمال على الاتجاه إلى مأسسة الأعمال.
وغداة الجلسة الافتتاحية تم تكريم كافة الرعاة والداعمين والمتحدثين في الملتقى.
—