يعد الإبداع والابتكار محركات أساسية وحيوية لجميع تخصصات الأعمال والأنشطة التكنولوجية على مستوى الفرد والفريق والمستوى التنظيمي. أصبح الإبداع والابتكار في أي منظمة أحد محددات الأداء التنظيمي والنجاح والبقاء على المدى الطويل، سوى أن هذا لا ينفي الفرق بين الإبداع والابتكار فهما مترابطان لكنهما ليسا مترادفان.
إن الإبتكار هو تنفيذ الإبداع، قد يكون هذا إيضاح مختصر لذاك الفرق القائم بينهما لكنه لا يوضح الأمور على النحو الكافي؛ لذا سنتولى في «رواد الأعمال» الإشارة إلى الفرق بين الإبداع والابتكار وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: أنظمة المبردات الذكية السحابية ودعم التحول الرقمي
الخيال مرتبط بالإبداع
ذاك أول وأبرز الفروقات الموجودة بين الإبداع والابتكار؛ فالإبداع قائم أساسًا على الخيال، أي استخدام التخيل للإتيان بفكرة جديدة تمامًا قد لا يكون لها وجود سابق، أما الابتكار فهو متعلق بالتنفيذ، بتنفيذ هذه الفكرة الإبداعية وتطبيقها على أرض الواقع.
لا نفقات في الإبداع
إذا كان الإبداع متربطًا حصرًا بالخيال، وإذا كنا في طور البحث عن الفكرة، فهذا معناه أننا في المرحلة السابقة على الإنفاق المالي؛ إذ بعد العثور على الفكرة والتأكد من جدواها سندخل في مرحلة أخرى هي مرحلة التطبيق والتنفيذ، وساعتئذ سنبدأ في الإنفاق عليها.
الإبداع تفكير والابتكار تنفيذ
صحيح أن الابتكار يفكر في أنسب وأفضل الطرق لتنفيذ وتطبيق هذه الفكرة الإبداعية أو تلك، إلا أن الملمح الغالب عليه هو أنه عملي، أما الإبداع فهو عملية تفكّرية، مكرسة للمفاهيم والمصطلحات واختبار الأفكار، والتفكير الذهني المجرد في الكثير في الرؤى والتصورات المختلفة.
اقرأ أيضًا: ابتكار الأفكار الجديدة في خطوات بسيطة
الابتكار مخاطرة
ولعله بان مما فات أن الإبداع أبعد ما يكون عن المخاطرة؛ فنحن نعمل على الصعيد الذهني المجرد، ومن ثم ما من شيء نخسره هنا، أما الابتكار فهو، وبحكم طابعه العملي، معرّض للخسارة؛ إذ هو يخاطر باستخدام طريقة ما قد لا تكون مناسبة لتنفيذ الأفكار الإبداعية، وعندئذ ستكون كل الأموال التي أنفقت في هذه الطريقة معرضة للزوال.
الإبداع محدود المصادر
يتطلب الابتكار العديد والعديد من المصادر أما الإبداع فمصادره جد محدودة؛ إذ هي قاصرة على مجموعة من السمات الشخصية والقدرات التي قد لا تكون متوفرة في كل الأشخاص، فليس الجميع مبدعًا بالضرورة.
يتطلب الابتكار الإبداع وليس العكس
لن يكون ممكنًا الحديث عن ابتكار من دون الحديث عن الإبداع؛ بمعنى أنه لا سبيل إلى تنفيذ فكرة إبداعية ما لم تكن هذه الفكرة موجودة من الأساس. لكن، الحق يقال، يجب أن يكون الإبداع معتمدًا على الابتكار هو الآخر، فكل فكرة رائدة يجب أن تجد طريقها إلى العالم الواقعي، سوى أن المبدع لا يهمه التنفيذ قدر ما يهمه العثور على الفكرة الجيدة ذاتها.
ولعلنا استنتجنا من العرض السابق أن الفرق بين الإبداع والابتكار يكمن في أن الأول يشير إلى توليد فكرة أو خطة جديدة وجديدة، بينما يشير الثاني إلى بدء خدمة أو منتج أو اختراع جديد في السوق، كلاهما مرتبط بالآخر ومبني عليه، لكنهما لا يحملان المعنى ذاته.
اقرأ أيضًا:
معوقات التفكير الإبداعي وكيفية التغلب عليها
مكتبة ذكاء الرقمية ودعم رواد الأعمال
الريادة في العالم الرقمي وتعزيز الإبداع