تعيش الأسواق المالية في حالة من التقلب وعدم اليقين. قد يسبب ذلك تأثيرًا سلبيًا في محفظتك الاستثمارية ويعرضها لمخاطر مالية كبيرة. إلا أن هناك استراتيجية مالية تساعدك في حماية محفظتك وتقليل المخاطر المحتملة، وهي التحوط المالي.
يعني التحوط المالي استخدام أدوات مالية تساعد في تعزيز استقرار محفظتك وتقليل التأثيرات السلبية للتقلبات السوقية. ويهدف إلى خفض المخاطر المالية التي يمكن أن تترتب على تغيرات في أسعار الأصول المالية أو أسعار العملات؛ أو أسعار السلع.
أدوات التحوط المالي
نستعرض في «رواد الأعمال» بعض أداوت التحوط المالي وذلك على النحو التالي:
-
العقود الآجلة (Futures)
تعتبر العقود الآجلة وسيلة شائعة للتحوط المالي. تسمح لك هذه العقود بشراء أو بيع أصل مالي محدد خلال موعد محدد في المستقبل بسعر محدد مسبقًا. بفضل العقود الآجلة تحمي محفظتك من تقلبات الأسعار وتحديد سعر محدد للصفقة.
-
الخيارات (Options)
تعتبر الخيارات وسيلة أخرى فعالة للتحوط المالي. وهي تتيح لك حق شراء أو بيع أصل مالي في موعد محدد بسعر محدد، ولكن بدون الالتزام بذلك. بمعنى آخر: يمكنك استخدام الخيارات للتحوط من التقلبات السلبية في الأسعار والحفاظ على مرونة محفظتك.
-
صناديق التحوط (Hedge Funds)
تعتبر صناديق التحوط من أدوات التحوط المالي المتقدمة. تدير هذه الصناديق أموال المستثمرين وتستخدم استراتيجيات متنوعة لتحقيق عوائد مستقرة وتقليل المخاطر المحتملة. يعتمد أداء صناديق التحوط على كفاءة الإدارة وتنوع استثماراتها.
اقرأ أيضًا: تآكل الأصول المالية للشركات.. أسبابه وكيفية التصدي له
الاستثمار التقليدي
من الجدير بالذكر أن التحوط المالي ليس بديلًا عن الاستثمار التقليدي، وإنما يعمل كأداة إضافية لحماية محفظتك. تذكر أن التحوط ينطوي على تكاليف إضافية، مثل: الرسوم والعمولات؛ لذا يجب تقييم الفوائد المتوقعة والتكاليف المحتملة قبل اتخاذ قرار التحوط.
بالإضافة إلى ذلك لا بد أن تكون على دراية بالمخاطر المرتبطة بأدوات التحوط وفهم كيفية استخدامها بشكل صحيح. قد يتطلب التحوط المالي خبرة ومعرفة متعمقة بالأسواق المالية؛ لذلك قد يكون من الأفضل الاستعانة بخبير مالي للحصول على نصيحة مهنية.
في النهاية يمكن القول إن التحوط المالي يمكن أن يصبح أداة قوية لحماية محفظتك من المخاطر المالية. وهو يساعدك في تقليل التعرض للتقلبات السوقية والحفاظ على استقرار أو حتى زيادة قيمة محفظتك. ومع ذلك يجب أن تكون حذرًا وتقيّم الفوائد والتكاليف والمخاطر المرتبطة بكل استراتيجية تحوط قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
اقرأ أيضًا: أهمية إدارة رؤوس أموال الشركات الناشئة
التحوط والاستثمارات طويلة الأجل
التحوط له أهمية كبيرة للمستثمرين الذين يمتلكون استثمارات طويلة الأجل. ولكن هناك بعض الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار منها ما يلي:
-
تقليل المخاطر
يهدف التحوط في الاستثمارات طويلة الأجل إلى تقليل المخاطر المحتملة التي قد تؤثر في الأداء المالي للمحفظة على المدى الطويل. يتضمن ذلك: التحوط ضد تقلبات السوق، والتغيرات الهيكلية في الاقتصاد، والتضخم، أو حتى المخاطر الجيوسياسية.
-
الحماية من التراجعات الكبيرة
بينما قد تحقق الاستثمارات طويلة الأجل عائدًا عاليًا على المدى الطويل فإنها قد تتعرض لتقلبات وتراجعات كبيرة في السوق خلال الفترات الزمنية القصيرة. من خلال استخدام استراتيجيات التحوط المالي يمكن للمستثمرين تقليل التأثير السلبي لهذه التراجعات والحفاظ على رأس المال.
-
الاستفادة من الفرص
بالإضافة إلى حماية المحفظة من المخاطر يمكن للتحوط المالي أيضًا أن يتيح للمستثمرين استغلال الفرص الاستثمارية على المدى الطويل. عندما يصبح المستثمرون محميين من المخاطر المحتملة يستطيعون التركيز على استغلال الفرص الناشئة في الأسواق دون القلق الزائد بشأن الخسائر الكبيرة.
-
الاستدامة المالية
من خلال التحوط المالي في الاستثمارات طويلة الأجل يحقق المستثمرون الاستدامة المالية على المدى الطويل. وبالحفاظ على الاستقرار والتحكم في المخاطر يمكنهم الاستمرار في تنمية رأس المال وتحقيق أهدافهم المالية على المدى البعيد.
مع ذلك يجب أن يتم اتخاذ قرارات التحوط بناءً على الأهداف الشخصية والظروف المالية لكل مستثمر بشكل فردي. قد يكون من الأفضل استشارة مستشار مالي محترف للحصول على نصيحة مخصصة تتناسب مع الظروف الفردية وأهداف الاستثمار طويلة الأجل.
اقرأ أيضًا: