استعرضنا في المقالين السابقين، العقلية الفذة للمدير التنفيذي التي تؤثر في نجاح التسويق الرقمي، فضلًا عن الأسس السليمة للمضي قدمًا نحو هذا النجاح، وفي السطور التالية نستأنف الحديث عن هذه العملية الشاقة والمهمة.
تنمية القدرات الرقمية – التدريب
كيف يجب استخدام الأدوات المتاحة لك بشكل فعال لتحقيق أهدافك؟
لا يقتصر التحول الرقمي على التغيير التنظيمي فحسب، بل يتعلق أيضًا بالتغيير الشخصي؛ إذ لا يمكنك تطوير المؤسسة بأكملها ما دمت فشلت في تغيير وتطوير مهاراتك ومهارات فريقك.
في الرياضة لا يمكنك التدريب على السرعة من دون أي أساس، إما تولد بتلك المهارة أو لا. بالطبع يمكن للتدريب تحسين السرعة ولكن لا يمكنك جعل الرياضي البطيء سريعًا. هذا ليس هو الحال في الأعمال التجارية.
تسويق الفكر القيادي.. قوة التأثير لجني الأرباح
في يوليو ٢٠١٢ تم تعيين ماريسا ماير رئيسة تنفيذية لشركة “ياهو” بعد الانخفاض المأساوي لإيرادات الشركة السنوية من ٧,٢ مليار دولار أمريكي إلى ٤٫٩ مليار دولار أمريكي خلال أربع سنوات.
كان هدف “ماير” هو نقل شركة ياهو إلى مستوى الأربعة الكبار، وتحقيق نمو سنوي مزدوج الرقم في سياق خمس سنوات، بالإضافة إلى ثمانية أهداف إضافية صعبة للغاية.
ولكن في صيف ٢٠١٦، بعد ٤ سنوات، فشلت “ماير”؛ حيث لم تبق الإيرادات عند حوالي ٤٫٩ مليار دولار أمريكي فقط، بل إن الشركة أبلغت عن خسارة ٤٫٤ مليار دولار أمريكي.
كان الخطأ الرئيسي الذي ارتكبته ماريسا ماير هو تجاهل القدرات والموارد الضعيفة لفريق ياهو الذي سبب الانخفاض المأساوي، بالإضافة إلى وضعها أهدافًا يصعب تحقيقها.
هذا كله يدل على أهمية تطوير قدرات الموارد البشرية للشركات، وذلك السبب الرئيسي وراء جعل “التدريب” الركيزة الثالثة لعمليات التسويق الرقمي، ونعني بالتدريب: تطوير القدرات التي تحتاجها العلامات التجارية لتحويل الاستراتيجية الموضوعة إلى واقع ملموس.
يتميز عصر المعلومات الرائع الآن، والمعروف أيضًا باسم “العصر الرقمي”، بقدرة الأفراد على نقل المعلومات وتوصيلها بحرية عبر جميع المنصات الرقمية، ويتميز بذلك عن الاتصال وجهًا لوجه. فأنتَ بحاجة إلى معرفة أساسيات استخدام هذه الأدوات الضرورية لتمرير رسائل شركتك بشكل فعال عبر الأدوات الرقمية المطلوبة.
ويجب أن يكون برنامج التدريب عبارة عن عملية مستمرة تعتمد على اكتساب المعرفة، وتطبيقها، وتحديثها باستمرار. لكن بالطبع لا يمكن أن يوصِل التدريب إلى النتائج المطلوبة بمفرده، فهناك عوامل أخرى مطلوبة من أصحاب الشركات بعد أي تدريب؛ إذ يجب عليهم تشجيع وتعزيز ومكافأة موظفيهم على المعرفة والمهارات المكتسبة التي يطبقونها في وظائفهم.
والغاية الرئيسية هنا هي تشجيع المزيد من المدراء لدعم برنامج التدريب، والمزيد من المتدربين لتطبيق ما تعلموه من أجل الحصول على نتائج ملموسة وقيّمة.
قياس أداء عملياتك الإلكترونية – التعقب
أين يجب عليك أن تبحث لتتبّع الطريق نحو هدفك النهائي؟
يُنسب إلى جون واناميكر (١٨٣٨-١٩٢٢) القول “نصف المال الذي قد أُنفقه على الإعلان سيضيع، ولكن المشكلة هي أنني لا أعرف أي نصف“. في حين كان هذا القول مقبولًا قبل قرن عندما قيل لأول مرة، فإنه اليوم يُعد جريمة. إن عدم قياس مصدر العملاء المحتملين والمبيعات وعدم تتبع عائد الاستثمار في التسويق الرقمي يعتبر عملًا للهواة. ما يمكنك قياسه يمكنك إدارته.
هذا ما دفعني إلى التفكير في مفهوم “التعقب” باعتباره الركيزة الرابعة لمفهوم الأسس الأربعة لعمليات التسويق الرقمي، والتي ستدعم عملك عبر قياس النتائج، وتعديل إجراءاتك المستقبلية لتحقيق الأهداف بسلاسة.
عند التفكير في تعقب التسويق الرقمي فإن أول ما يتبادر إلى أذهان المسوقين هو تتبع أداء أدوات وحملات التسويق الرقمي، مثلًا: زوار مواقع الويب، أو مشاركة الوسائط الاجتماعية، أوتنزيلات التطبيقات، ما يفتقدونه هنا هو الجزء الحيوي من التعقب الذي يعني تتبع الأهداف والغايات الاستراتيجية، وتقييم قدرات مواردهم.
دليل رواد الأعمال إلى التسويق الناجح
ما يثير السخرية هو أن بعض المسوقين يتحمسون لما يعرف بـ ”إباحية التغيير”؛ حيث يتجاهلون التاريخ باعتباره دون صلة، ويعتبرون أن أي شيء لا يحصلون في الوقت الحالي قد مات.
للحصول على عملية تعقب فعالة يجب عليك أولًا تحديد أهدافك الاستراتيجية وتعيين الجوانب القابلة لقياس نجاحها خلال طريقك نحو النتيجة المرجوة، ثم تحديد الأدوات الرقمية التي تتناسب مع الأرقام المستهدفة لك.
أخيرًا عليك أن تحدد التدابير التقييمية لبرنامجك التدريبي؛ للحفاظ على القدرات والموارد اللازمة، وتطويرها لتحقيق أهدافك.
اقرأ أيضًا:
الأسس الأربعة لعمليات التسويق الرقمي (1-3)
الأسس الأربعة لعمليات التسويق الرقمي (2-3)
95% من المستهلكين في المملكة تحوّلوا إلى التجارة الإلكترونية