قبل نحو يومين، ألقيت الضوء في افتتاحية مقالي السابق وكان عن “التغييرات المهنية في منتصف العمر“، على منشور أحد طلابي عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي سعدت كثيرًا بقراءته، وقد تناول المنشور تجربته معي ومدى التأثير والتفاهم والتعاطف- حسبما قال- الذي استطعتُ تقديمه له مقارنةً بالمدربين الآخرين”.
واليوم، ازدادت سعادتي عندما أعاد “كريج هامبلتون” ما قام به زميله صاحب عبارات الثناء الرقيقة التي أشرتُ إليها عبر سطوري السابقة، حين وصف تجربته الكاملة التي خاضها معي في مقالِ له كُنت قد قرأته قبل ساعات قليلة على إحدى المدونات، وإليك مقتطفات من بعض ما كتبه في هذا المقال.
بدأ “هامبلتون” حديثه عني قائلاً: “إن عملية الحصول على وظيفة الأحلام هي أكثر بكثير من مجرد بحث عن وظيفة، لقد ساعدني حقًا في تحديد هويتي، وما أريده في الحياة، وأين أريد أن أذهب”.
وطرح “هامبلتون” أسئلته على قرائه وكانت كالآتي، ما مدى واقعية الصمود للحصول على وظيفة أحلامك في اقتصاد اليوم؟ هل القبول براتب قليل في حياتك المهنية هو مجرد شر لا بد منه الآن؟ كيف تجد وظيفة تحبها عندما يكون الاقتصاد في حالة ركود؟
وأشار إلى جملتي الشهيرة التي طالما ناشدت طلابي بتطبيقها “أبقِ الحلم حيًا”، ثم قدم نبذة تعريفية عن شركتي التي أعمل بها Dream Job Coaching، وهي شركة استشارية مقرها “أوكلاند”، بولاية كاليفورنيا متخصصة في تحقيق الإنجازات الشخصية والمهنية.
واستكمل “هامبلتون” حديثه عني قائلاً: “على الرغم من التحديات التي يواجهها اقتصادنا الحالي، لا يزال [جارفينكل] يدرب عملاءه على البحث عن وظيفة توفر لهم الرضا الوظيفي بما يتجاوز الراتب والأمن، ولكن، قد يكون من الصعب تبني هذا المفهوم عندما يبحث الكثير منا عن وظيفة لدفع الفواتير فحسب”.
وفسر “هامبلتون” وجهة نظري مشيرًا إلى أنني أجد العديد من عملائي يخفضون سقف توقعاتهم بشأن ما يمكن أن تقدمه المناصب الجديدة لهم، أو يتسامحون مع الوظائف التي لا تقدم سوى القليل من المكافآت بخلاف الراتب الثابت، وهو ما دفعني إلى سؤال طلابي آنذاك، كيف يمكنك معرفة ما إذا كان الخوف من فقدان وظيفتك سيجعلك تستقر في وظيفة أخرى لفترة كافية؟ الإجابة وببساطة، ستعرف عندما تسيطر عليك التصرفات التالية:
* لن تخاطر بطلب زيادة أو ترقية مُستحقة.
* السماح لزملائك في العمل أو رئيسك في العمل باستغلالك، أو معاملتك بطريقة غير عادلة.
* اللجوء إلى التصرف بطريقة آمنة من خلال عدم التعبير عن آراء مهنية مخالفة.
* المشاركة في الدردشات أو السياسات المكتبية لتأمين وظيفتك.
* التنافس مع زملاء العمل بدلًا من التعاون معهم.
* عدم تقبل فكرة الذهاب إلى العمل.
لا شك أن فكرة فقدان وظيفتك قد تبدو مخيفة، ومن السهل أن ترى كيف يمكن لردود الفعل هذه أن تتسلل بخبثٍ إلى شخص محترف مثلك، ورغم أن هذه السلوكيات قد تنقذ وظيفتك مؤقتًا، إلا أن تأثيرها سيظل يلاحقك ويؤثر على نفسيتك سلبًا طيلة حياتك المهنية والشخصية.
أغلب الظن أن اقتصاد اليوم يفرض عليك عدم التوجه إلى مكتب رئيسك في العمل لإبلاغه أن إنجازك الوظيفي يقع بعيدًا جدًا عن منصبك الحالي، بالطبع، يعد ذلك بمثابة خطوة مهنية ذكية، لأن الخوف من فقدان وظيفتك يمكن أن يرسخ لديك قناعة بأن الوظيفة الأفضل هي مجرد رفاهية أكثر.
كيفية العثور على وظيفة الأحلام
* ابحث عن وظيفة تستفيد من قدراتك الفطرية، إذا كُنت جيدًا في التدريس، فإن وظيفتك تتضمن تعليم الآخرين؛ وإذا كُنت ماهرًا في البيع، فهذه ستكون مسؤوليتك الأساسية، مهما كانت مهاراتك الكامنة فإن منصبك يستخدمها.
* وظيفة تنشطك بدلًا من أن تستنزفك، وفي نهاية اليوم، أنت متحمس للتحديات التي تنتظرك غدًا.
* تتيح لك أن تكون نفسك الحقيقية طوال الوقت أو معظمه، أي أن الوظيفة يجب أن تتوافق بشكل جيد مع قيمك وشخصيتك، فلا تشعر أنك يجب أن تكون شخصًا آخر في الوظيفة.
* تُلبي رغباتك بدلًا من احتياجاتك، يجب أن تكون محاسبًا لأنك جيد في التعامل مع الأرقام.
* فكر في استخدام سوق العمل اليوم كنداء للعمل من أجل حياتك المهنية.
واختتم “هامبلتون” مقاله موجهًا متابعيه بضرورة اتباع نصائحي سالفة الذكر التي سبق وخلصت إليها أثناء المحاضرات التي ألقيتها خلال فترة تدربه التي قضيناها معًا.
وأخيرًا، أؤكد مجددًا إن قيامك بهز القارب والمخاطرة بما تريده أمر خطير ومخيف حقًا، ولكن عدم اختبار المياه مطلقًا لمجرد البقاء طافيًا هو بديل مخيف أيضًا، لذا؛ لا تستخدم الاقتصاد السيئ كذريعة لتحقيق أهدافك المهنية، وابحث عن الوظيفة التي تحبها.