يعكس واقع ريادة الأعمال بالمملكة العربية السعودية، اهتمام القيادة الرشيدة بهذا القطاع بما يتماشي مع رؤية 2030، لذا فقد تم إطلاق مجموعة من المبادرات المحفزة والداعمة وزيادة التمويل اللازم، والاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي، والعمل على توفير البنية التحتية والتشريعية المناسبة.
واقع ريادة الأعمال بالمملكة في فعاليات متتالية
وبعد البحث في متطلبات واقع ريادة الأعمال بالمملكة العربية السعودية، وجدنا في “رواد الأعمال” أن التمويل هو الحجر العثر الذي يقف في طريق رائد الأعمال، وغالبًا لا يعرف أهميته أو متى يلجأ إليه، بل إنه يواجه العديد من المشكلات المتمثلة في عدم معرفة الجهات التمويلية، وأهم المميزات التي يمكن أن تمنحها له. ذلك في الوقت الذي تأتي فيه حاضنات الأعمال لتحتضن المشاريع الصغيرة والمتوسطة خاصة للعمل على تطويرها، وتمكين أصحابها من السوق، وهذا ما جعلنا نفكر في ملامح تدريس ريادة الأعمال في الجامعات السعودية، وهل يمكن أن تعزز الدراسة الأكاديمية من معرفة الرواد والرائدات عن السوق، ودعم الابتكار، ومعرفة كيفية التعامل مع العملاء والتسويق لمشاريعهم.
كل هذه الأمور وغيرها، ساهمت في تطوير فكرة الاحتفال بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال من تنظيم شركة “سواحل الجزيرة” الإعلامية تحت إشراف الأستاذة الجوهرة العطيشان؛ رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير مجلة “رواد الأعمال“، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الأمير سعود بن سلطان بن عبدالله آل سعود. واستمرت الفعاليات على مدار 3 أيام افتراضيًا، بمشاركة عدد كبير من المتحدثين من داخل المملكة وخارجها.
تمويل المشاريع وتأسيسها
شارك كل من مشعل العنزي؛ مدير ادارة المنشآت القائمة، عيد الدلبحي؛ مدير ادارة المنشآت الناشئة، ممثلين عن بنك التنمية الاجتماعية في الفعالية الأولى من احتفالية الأسبوع العالمي لريادة الأعمال؛ حيث أوضحا أن البنك يقدم الحلول التمويلية ويبدأ بمنتجات العمل الحر إلى المنشآت الصغيرة، ثم المشاريع الناشئة والمتناهية الصغر، والمشاريع الصغيرة، مفيدًا أن هدفهم دعم رواد الاعمال للوصول إلى مرحلة الشركات.
كما شارك الأستاذ همام هاشم من كفالة؛ حيث أكد أن جميع البرامج التي يطلقها “كفالة” تهدف إلى التماشي مع رؤية المملكة 2030، عبر تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالحصول على تمويل، كاشفًا عن آلية التقدم، سواء عبر حاضنات الاعمال أو بوابة التمويل.
بدوره، شدد الدكتور محمد السريحي؛ رئيس المجلس العربي للابداع والابتكار؛ عضو الاتحاد العربي للتنميه المستدامة والبيئة؛ مؤسس ديوانية السريحي للإبداع، على أهمية اقتصاد المعرفة بالنسبة للوطن العربي حاليًا، وأوضح أن الفترة الحالية تستدعي الاستفادة من ريادة الأعمال واقتصاد المعرفة، مفيدًا أن الاقتصاد في الوطن العربي، يعتمد حاليًا على الصورة غير النمطية وبيع الأفكار، فاقتصاد المعرفة هو المستقبل بالنسبة لرواد الأعمال.
من جهته، سلط الأستاذ إياد مداح؛ نائب الرئيس التنفيذي لشركة سواحل الجزيرة الإعلامية وخبير تأسيس وتمويل المشاريع، الضوء على العديد من الأفكار الاستثنائية والآفاق التي يمكن لريادة الأعمال أن تفتحها للشباب، مؤكدًا أهمية التخلي عن عقلية الموظف، والتمسك بالأفكار الموجودة في كتب التجارة، وغيرها مثل كتاب “الأب الغني الأب الفقير”، موضحًا أن كل شخص يحتاج إلى قدوة ودليل وتجارب يمكنها أن تعطيك نبذة حقيقية عن العمل.
وحرصت مزنة النفیعي؛ مديرة رياديات، على تسليط الضوء على أنواع المستثمرين، الذين يمكنهم دعم مشاريع رواد ورائدات الأعمال، موضحة أن المشاريع الكبيرة تحتاج إلى جولات استثمارية؛ لتحقيق المزيد من الأرباح والتوسع في السوق.
وفي ختام اليوم الأول، قال رائد الأعمال جاك يان إن روح المبادرة هي التي دفعته في الثمانينيات لبدء عملي الخاص، ومن هنا، تم تأسيس Lucire، مجلة الموضة العالمية.
ويمكنك الآن مشاهدة اليوم الأول من الفعالية الافتراضية عبر الرابط التالي:
حاضنات الأعمال
كشف الأستاذ هادي الشاخوري؛ مدير برامج حاضنة الأعمال في مركز أرامكو لريادة الأعمال “واعد”، عن شروط الانضمام إلى برامج حاضنة الأعمال، خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني من احتفالية الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، والتي تتمثل في وجود نموذج أولي للشركة، وجود شخص متفرغ من فريق العمل، يكون الفريق التقني من ضمن الفريق المؤسس، ـن يكون المشروع قابل للتوسع والاستثمار، وألا يتجاوز عمر المشروع عامين.
من جانبه، قال الأستاذ مشاري الراجح؛ الخبير الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، إن رواد الأعمال عادة يحتاجون إلى 3 أنواع من الدورات التدريبية، سواء فنية أو تخصصية، أو تحفيزية.
وأضاف الدكتور جون ساندويك؛ الرائد في التمويل الإسلامي، أن جذب المستمر الأجنبي، يعمل على دعم رائد الأعمال من أجل الحصول على المزيد من الأموال.
أما الدكتورة منال الجميل؛ الخبيرة في دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فقد أكدت أن سلاسل الإنتاج والقيمة والصناعات المغذية هو ترس واحد يعمل معه مجموعة تروس كبيرة، لذلك فإن العمل الحر يقلل من نسب البطالة في المجتمع بطرق كثيرة.
وقال المستشار أحمد العمودي؛ المختص في صناعة المحتوي و الاتصال المؤسسي، إن 87% من الشركات الناشئة التي استفادت من برامج الاحتضان، نجحت واستمرت في السوق بالفعل، موضحًا أن هناك ريادة أعمال ثقافية، وسياحية، وغيرها وهو ما تعمل عليه المسرعات والحاضنات لدعمه.
وفي الختام، قال الأستاذ سلمان بت؛ الشريك المؤسس لمنصة “سلة” والمدير التنفيذي للتوسع، إن التقنيين في بداية أعمالهم يمكنهم المساهمة بالكثير من الأفكار التي نود طرحها للتجار، لكن لم نركز على تحليلاتنا الشخصية إنما اعتمدنا على التاجر نفسه، ومتطلباته.
ويمكنك الآن مشاهدة اليوم الثاني من الفعالية الافتراضية عبر الرابط التالي:
ريادة الأعمال في الجامعات السعودية
قال الدكتور إبراهيم الحركان؛ عميد معهد ريادة الأعمال بجامعة الملك سعود، إن هناك قوى متكاملة متمثلة في مراكز الابتكار وغيرها، في دعم مشاريع رواد الأعمال وتأهيلهم، موضحًا أن الجامعات تسعى إلى تثقيف طلابها إلى تعزيز ثقافة العمل الحر، وليس تعزيز فكرة الوظيفة، لكن فكرة إنشاء مشاريع ذاتية موجودة، وتسعى الجامعة لتحفيزها، فرائد الأعمال يمتاز بسمات متعددة من الإصرار والتحدي، وعدة الاستسلام لليأس.
كما أكد عبدالرحمن حريري من كلية الأمير محمد بن سلمان ضرورة إكساب الخريجين الجدد المهارات الابتكارية اللازمة في بيئة العمل، ومقابلة العملاء المحتملين، والبحث التفصيلي وأبحاث السوق، فلا بد من تعزيز قدراتهم على التعامل الفعلي مع الأسواق؛ لذا فإن الكلية تمتلك موجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصصين لدعم الطلاب لتأسيس مشروعهم الخاص.
وأضاف خلال مشاركته بالفعالية الافتراضية للأسبوع العالمي لريادة الأعمال التي نظمتها شركة سواحل الجزيرة الإعلامية، أن أي منظمة خاصة أو حكومية يمكنها أن تطرح خدمات مختلفة، وهنا فإن البرامج التي تطرحها كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، تعمل على تعزيز ثقافة فهم العملاء لدى الطلاب، مع العرض الجيد أمام العميل، فضلًا عن مهارات التسويق الرقمي، لأنها كلها أمور يجب أن يعرفونها لدخول مجال العمل الريادي.
وأكد أنه من المهم التفكير في المهارات والتجارب التي يمكنها أن تاثير في الفرد، وتمكنه من المستقبل. كما يجب أن يكون هناك ما يمسى بقياس الأثر وتحسين البرامج، والتطوير باستمرار وهذا ما تحرص عليه كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال باستمرار.
كما استعرض البرامج الأكاديمية، بداية من الماجستير التنفيذي EMBA بهدف إخراج جيل من قادة الريادة والتغيير، والماجستير في الإدارة MiM لتأهيل الشباب المتخرجين حديثًا لتهيئتهم وتنمية مهاراتهم التشغيلية.
وفي إطار جهود كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، لتعزيز الفرص أمام الطلاب، ودعمهم لتأسيس مشاريعهم الخاصة، وسد الفجوة بين مهاراتهم ومتطلبات سوق العمل، يأتي ماجستير EMBA متضمنًا برنامج Signature learning experience، وهو برنامج عملي بالدرجة الأولى يهدف إلى تطوير مهارات وقدرات رواد الأعمال، كما يوفر لهم ممارسة ريادة الأعمال في بيئة تعليمية محفزة وآمنة، وهناك 3 مسارات ضمن البرنامج وهم: مسار الشركات الناشئة أو المشاريع الجديدة، ومسار للنمو وهو موجه للطلاب الذين لديهم مشاريع بالفعل، ومسار الريادة في المنظمات.
وبالنسبة للمسار الأول “مسار الشركات الناشئة” تبدأ كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، معهم بـ SLE1، لتوليد الأفكار وتطويرها، وتكوين فرق العمل وعمل أبحاث في السوق، وإيجاد الحلول للمشاكل التي يمكن أن تواجههم. ثم يتم الانتقال إلى SLE2، وهنا يتم مقابلات شخصية مع عملاء محتملين واختبار الأفكار بشكل فعلي، وبناء تطبيقات وأنظمة أولية، وفي النهاية يتم الانتقال إلى SLE3، لتطوير نموذج العمل، وتطوير التجربة الأولية، وجمع المزيد من الانطباعات والأرقام، إضافة إلى التسويق الرقمي، والتجهيز لدخول السوق.
أما الماجستير في الإدارة MiM، فهو يعني بإكساب الخريجين الجدد المهارات والتجارب اللازمة ليصبحوا مبتكرين في بيئات العمل، ويعتمد على عدة برامج هي: Integrated innovation project 1 لفهم المشكلة وإيجاد الحلول الإبداعية والبحث التفصيلي وأبحاث السوق، إلى جانب معرفة القيمة المضافة ومقابلة العملاء المحتملين، وIntegrated innovation project 2 المعني بتطوير النموذج الأولي ومعرفة العميل والتسويق الرقمي واختبار وفهم السوق، بما يتفق مع أساسيات دخول عالم ريادة الأعمال، وIntegrated Management challenge وهو مشروع مع شريك الابتكار Innovation Partner ممتد لعدة أشهر، وهذه السنة يعملون مع “نيوم”، ويكون الطلاب فريق استشاري للبحث في التحديات الحالية وإيجاد الحلول العملية لها.
وبالأخير، فإن الكلية تقدم العديد من البرامج القيمة التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وتنمية المجتمع، وبناء الشراكات والعلاقات لمشاركة التجارب وتعظيم الأثر، إضافة إلى تقديم برامج متخصصة وورش عمل.
وسلط الأستاذ محمد المغلوث؛ قائد فريق تعزيز ثقافة ريادة الأعمال بمبادرة الشركات الناشئة الجامعية التابعة للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، الضوء على البرامج والمعسكرات التي تقوم بها الهيئة لدعم رواد الأعمال بالجامعات السعودية.
وقال الدكتور رامي فتني؛ عميد معهد الابتكار وريادة الأعمال بجامعة أم القرى، إن المعد تم تأسيسه منذ 10 سنوات، والكثير من الجامعات كانت مبادرة في إنشاء معاهد ومراكز في ريادة الأعمال، موضحًا أن رؤية المعهد تتمثل في تعزيز الفكر الريادي، ويهدف إلى نشر الثقافة، وبناء وتطوير منظومة متكاملة من الابتكار، إضافة إلى توفير بيئة لاحتضان الأفكار والمشاريع، والتعاون مع القطاعين العام والخاص لدعم وتأهيل الشركات الناشئة، ونشر ثقافة حماية الملكية الفكرية وتسجيل براءات الاختراع.
وأكد الدكتور ديمتري خنين من جامعة الفيصل أن المملكة العربية السعودية تحقق نجاحًا مميزًا في مجال ريادة الأعمال، علمًا بان الحكومة بالمملكة تعمل على دعم رواد الأعمال وتمكين رائدات الأعمال أيضًا، كما تعمل الجامعة على تمكينهن أيضًا، مؤكدًا أن رؤية المملكة 2030 حرصت على خلق مجتمع فعّال من الشباب، وحرصت على تشجيع عدد من الأفكار الاستثنائية.
من جهته، قال الدكتور روبرت زكا؛ الأستاذ المساعد بالإدارة في جامعة الفيصل، أن ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية، تحظى بدعم كامل من القيادة الرشيدة، وهي من أهم مستهدفات رؤية 2030؛ حيث تعمل على دعم الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة أيضًا، وبالتالي تنويع الدخل والاعتماد على الاقتصاد المعرفي.
كما يمكنك مشاهدة اليوم الثالث من الفعالية الافتراضية على الرابط التالي:
اقرأ أيضًا:
- تدريس ريادة الأعمال.. كيف تؤثر في تأسيس مشروعك؟
- كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال.. وتأهيل الشباب لمتطلبات سوق العمل
- واقع ريادة الأعمال في المملكة.. طموح وتحديات
- مؤشر ريادة الأعمال.. قفزات سعودية لا تعرف مثيلًا
- اهتمام الجامعات السعودية بتدريس ريادة الأعمال.. جهود تُسابق الزمن