ليس الهدف من طرح سؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ التبكيت، أو إشعارك بأن زمام أمورك فالت من يدك، أو أن حياتك تخبط خبط عشواء، وإنما مرادنا عكس ذلك تمامًا؛ إذ نبغي أن نعينك على الشعور بنوع من الرضا _أو الارتياح على الأقل_ عن كل ما لا يمكنك السيطرة عليه.
وبعيدًا عن السؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ فلك أن تتأمل: ما هي الأشياء التي تحكم قبضتك عليك، أو تتحكم فيها بشكل كامل؟! والحق أنه إذا كنت موضوعيًا فستجد أنك لا تملك، في الغالب، من أمرك شيئًا، فقليلة هي الأشياء التي يمكنك السيطرة عليها بشكل تام.
هذا يعني أننا خاضعون لقوى كبرى تُسيّر حياتنا وتدير دفتها، وأن وظيفتنا هنا لا تعدو كونها إتقان التعامل مع هذه الأحداث والوقائع والصدف التي لا دخل لنا غالبًا في حدوثها. إن مهارة الإنسان، في هذا العصر كما في كل العصور، تتمثل في القدرة على التكيف مع لا دخل له بحدوثه؛ لذلك كان «ديستويفسكي» محقًا حينما قال:
«الإنسان كائن يعتاد».
فالاعتياد هو المهارة الأساسية التي يتوجب على الإنسان إتقانها إن هو أراد العبور من المخاطر والمدلهمات التي لا بد حادثة له، شاء ذلك أم أبى.
اقرأ أيضًا: مهارات لتطوير الذات في 2022
سيكولوجية الخطر
لكن ثمة مسألة أحرى بنا أن نشير إليها وهي تلك المتلعقة بانفلات الأمور من بين أيدينا، وهي إحدى المسائل المحتفة بسؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ وهي تلك التي المسألة التي نتناولها تحت مسمى «سيكولوجية الخطر».
فعندما تدرك أن الإجابة عن سؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ بـ «لا» فوقتها ستكون أمام أحد احتمالين، الأول أن تكون متخاذلًا، كسولًا، لا هدف لك ولا غاية، وستكون أشبه بمن يتلقى الصفعات دونما أي رد فعل.
أما الاحتمال الثاني فأن تكون أهدأ على المستوى النفسي، مطمئنًا، وبدلًا من أن تنزعج أو تتبرم بكل ما لا يمكنك التحكم فيه فإنك تركز على اختيار أفضل السبل والمنهجيات للتعامل مع هذه الأحداث الخارجة عن إرادتك أساسًا.
اقرأ أيضًا: الادخار قبل الاستقالة.. خطة استباقية للأزمات
هل تتحكم في أمور حياتك؟
ويحاول «رواد الأعمال» رصد بعض الأمور التي تؤكد أن الإجابة عن سؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ لا يمكن أن تكون إلا بـ «لا»، ومن ضمن ما لا يمكنك التحكم فيه ما يلي..
-
الماضي
الماضي، وكل ما فات عمومًا، أحد تلك الأشياء التي تثبت أن الإجابة عن سؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ لا بد أن تكون بالنفي، فالماضي هو الماضي لا يمكنك تغييره، وكذلك كل ما هو حادث خارج عن إرادتك.
لكنك يمكنك صنع ذكريات يمكنك أن تتزود بها في المستقبل؛ إذ يمكنك التمسك بلحظاتك المفضلة من الماضي، والسماح لها بتغذية شغفك في المستقبل.
-
المستقبل
كما أنه لا يمكنك التحكم في الماضي فإن المستقبل كله خارج إرادتك تمامًا، فالمستقبل إمكان لم يقع بعد، فكيف تتحكم به أو تسيطر عليه؟!
وفي كل مرة تحاول أن تعثر فيها على يقين موضوعي حول السؤال: هل تتحكم في أمور حياتك؟ تأمل في المستقبل، فيما قد يقع مستقبلًا، وكل واقع هذا المستقبل لا علاقة لك به، إنه يحدث وكأنما في فضاء مستقل، لا يمكن التدخل في حدوثه من عدمه، كل ما هنالك أنه يمكنك فقط التأقلم مع هذا المستقبل.
اقرأ أيضًا: الرعاية الذاتية.. 10 نصائح لعملك بشكل أفضل
-
عقول وآراء الآخرين
هل تتحكم في أمور حياتك؟ المؤكد لا، ودونك هذا السبب الوجيه: وهو كونك لا يمكنك التحكم في آراء الآخرين عنك، كما لا يمكنك السيطرة على ما يظنونه بك، فتلك أمور خارجة عن إرادتك وسيطرتك تمامًا.
ربما حاولت إقناع البعض لساعات برؤية الأشياء بشكل مختلف، لكن ذلك خارج عن إرادتك تمامًا. ما يتوجب عليه فعله في مثل هذه الأحوال أن تتعلم التخلي عن الأمر وتركز على كيفية رد فعلك في هذه المواقف بدلًا من ذلك.
اقرأ أيضًا:
- كيف تخطط لحياتك بعد سن الثلاثين؟
- كيف تحافظ على تركيزك؟
- كيف تتحرر من الضغوط؟
- تنمية الإبداع بداخلك.. حيل سيكولوجية
- كيف يمكن تحقيق الاستقلال المالي للمرأة خلال أزمة كورونا؟