يتضمن تنظيم وإدارة الوقت بفعالية عملية مهمة يمكن أن نسميها “نظم غدك اليوم”؛ فهي تعتمد على التخطيط المسبق لـ 24 ساعة، بما فيها من دقائق وثوانٍ.
يعتمد التخطيط الجيد للغد على استراتيجية دقيقة تسعى إلى تحقيق الأولويات الواحدة تلو الأخرى، ومن ثم الوصول إلى أفضل النتائج وبلوغ الأهداف المنشودة، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على حياتك، على الصعيدين الشخصي والعملي.
كتاب “نظم غدك اليوم”
وضع الكثير من الباحثين في تنظيم الوقت عددًا من الدراسات التي تؤكد أهمية كتابة المهام، وتحديد الأهم فالمهم؛ إلا أنه بالتطرق إلى موضوعنا “نظم غدك اليوم” يتحتم علينا أن نسلط الضوء على الكتاب الذي يحمل الاسم ذاته.
اختار كل من توم بارتو وجايسون سيلك وماثيو رودي “نظم غدك اليوم” عنوانًا لكتابهما Organize Tomorrow Today: 8 Ways to Retrain Your Mind to Optimize Performance at Work and in Life، في محاولة منهما للقضاء على أسطورة إدارة الوقت التي تعتمد على عدد من المصطلحات والمقولات غير المجدية.
لم يتناول كتاب “نظم غدك اليوم” عددًا من العوامل والأفكار التي يمكنها أن تساعدك في إدارة وقتك كغيرهما من الكُتّاب في هذا المجال؛ بل إنهما قررا البحث في الأمر ومعرفة أسباب فشل الكثيرين في هذه العملية –أي تنظيم الوقت المسبق– وعلاقتها بتنفيذ المهام.

تعامل كل من بارتو وسيلك ورودي مع نموذج حيوي وفئة مهمة من البشر؛ وهي التي تحاول أن تحقق الكثير من الإنجازات بعد أن تضع عددًا كبيرًا من الأهداف نصب أعينها، وبعد العمل المضني لم تكن النتيجة مرضية بالمرة؛ حيث عانوا من إهدار الوقت، وعدم الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ مهامهم.
أكد مؤلفو كتاب “نظم غدك اليوم” أن التفكير في الكثير من الأشياء التي يجب تغييرها، وإعداد القوائم الطويلة، يمكنه أن يأتي بنتائج عكسية، علمًا بأن دماغ الإنسان يتعامل مع عدد محدد من المفاهيم.
وهذا ما أثبته مسبقًا في الخمسينيات من القرن الماضي “جورج ميلر”؛ عالم النفس الشهير، عندما أوضح أن هناك ظاهرة تُسمى “قدرة القناة”؛ والتي تؤكد أن الإنسان لا يمكنه أداء العديد من المهمات في وقت واحد؛ نظرًا لأنه لا يمكنه الحفاظ على عدد كبير من المعلومات؛ لذا يفشل بالضرورة في أداء مهامه بكفاءة وفاعلية.
واستعان مؤلفو كتاب “نظم غدك اليوم” بنظرية “ميلر” عن تحديد المفاهيم داخل الدماغ البشري؛ والتي تصل من 5 إلى 9 معلومات مختلفة قد تنقسم إلى أجزاء وفقًا لكل مهمة، أو إنجاز جديد، وبالتالي فإن هذا المبدأ ينطبق على محاولة البعض تغيير عدة أمور في الحياة خلال الوقت ذاته؛ ما يتسبب في فشلهم وإصابتهم بالاكتئاب نتيجة لذلك.
ويفيد كتاب “نظم غدك اليوم” بأن محاولة أداء عدة مهام في الوقت نفسه ستؤدي إلى نتائج غير مرضية بالنسبة لك، إما بسبب تشتت الانتباه والتركيز على أكثر من مهمة؛ وذلك بفعل المعلومات التي يمكنك التعاطي معها، أو الإحساس بعدم القدرة على مواصلة العمل على هذه المهمات، ما يعزز من الشعور بقلة الحيلة؛ بسبب توقف عمل الدماغ.
لذا؛ فإن الطريقة المناسبة لإدارة وقتك جيدًا تعتمد على تحديد أولوياتك، مع وضع مهمة واحدة أساسية وربما 3 مهام فرعية، مع الحرص على الانتهاء من الأولى، والبدء بالترتيب في الأقل أهمية؛ وذلك وفقًا لكتاب “نظم غدك اليوم”؛ الذي وضع استراتيجية تعتمد على 8 عوامل مختلفة لخدمة هذه العملية؛ ما جعله المفضل للباحثين عن طريقة لإدارة أوقاتهم.
في الحياة اليومية يمكنك أن تجد مجموعة من الأشخاص يهرعون نحو تأدية المهام، وقد يخدعك النشاط الوهمي الذي يتمتعون به، إلا أن الواقع عكس ذلك تمامًا؛ فهم غير قادرون على تحديد أولوياتهم، كما أنهم يفتقدون مهارة تنظيم الوقت.
وبالتالي فإنه عندما تنظم غدك اليوم تبدأ في زيادة فعالية أدائك؛ وذلك يحسن من إدارتك لجدولك الزمني، وبالتالي ينعكس على حياتك بشكل عام.
خطوات تنظيم الوقت
ومن جهتنا؛ فإننا نؤكد أن هناك عددًا من الخطوات التي يمكنها أن تساعدك لتنظم غدك اليوم بطريقة مختصرة، وفقًا للكتاب الذي يحمل العنوان ذاته، وهي:
• ترتيب أعمال الغد
عندما تبدأ نهارك فإنك ترحب بالشمس التي تطلق معها الساعات النهارية التي يمكنها أن تعزز من أدائك.
ويمكنك بالطبع أن تبدأ باتباع نظرية مؤلفي كتاب “نظم غدك اليوم”؛ عن طريق تقسيم الأعمال إلى واحدة أساسية، و3 فرعية وترتيبها وفقًا للأهمية.
• الاختيار بحكمة
عندما تريد أن تنظم غدك اليوم يجب أن تختار مهامك المراد إنجازها بحكمة عالية؛ حتى لا تؤثر في المهمة الأساسية التي تريد إتمامًا أولًا.
• توسعة الوقت
قد يبدو الأمر مستحيلًا حتى يتم إنجازه بالفعل؛ حيث يمكنك توسعة الوقت عن طريق تقسيم أولوياتك إلى 3 رئيسية، يمكن ترتيبها وفقًا للأولوية.
• لا تنسَ أهمية النجاح
إن استذكارك لأهمية النجاح عند إتمام مهامك يمكنه أن يساعدك في وضع طريقة مثالية حتى تنظم غدك اليوم، مع مراعاة الحديث الدوري مع النفس؛ لتقييم ذاتك باستمرار.
• بحث المشكلات والعوائق
وأخيرًا: فإن بحث المشكلات التي قد تصادفك يوميًا، وقد تقف عائقًا أمامك، يساهم في معرفة كيفية ظهورها من الأساس، فالحلول للمشكلة هي نتيجة بالفعل يجب الوصول إليها، لكن معرفة أسباب ظهور المشكلة من الأصل تمنع حدوثها في المستقبل، وبالتالي ستنجح في تنظيم وقتك بكفاءة.
اقرأ أيضًا:
تنظيم الوقت اليومي.. حالة تعوّد أم أسلوب حياة؟
الإفراط في تنظيم الوقت.. جرس إنذار
الإجازة السنوية في العمل.. فوائد صحية وزيادة إنتاج