منذ أكثر من ثلاثة عقود بدأ نادر سامي الكريع رحلته في عالم المصارف بخطى ثابتة وعزم لا يلين، ليتحول إلى أحد أبرز القيادات في القطاع المالي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي عام 2024 تم اختياره ضمن قائمة “فوربس” لأقوى الرؤساء التنفيذيين في المنطقة.
وهو اليوم يقود بنك الرياض كرئيس تنفيذي؛ حيث أشرف على تحول جذري في أداء الخزينة والاستثمارات. ما أدى إلى تحسين مستمر في مستوى الأرباح بفضل خبرته الواسعة وإدارته الحكيمة.
ولم تكن هذه المحطة هي الأولى في مسيرة “الكريع” الحافلة بالإنجازات. فقبل انضمامه إلى بنك الرياض عام 2013 قضى ما يزيد على عقدين من الزمان في مجموعة سامبا المالية؛ حيث تدرج في المناصب القيادية حتى وصل إلى منصب رئيس سوق المال والدخل الثابت.
هذه الخبرة الواسعة في القطاع المالي، إلى جانب دراسته في جامعة كاليفورنيا وحصوله على شهادات في القيادة من مؤسسات عالمية. شكلت له قاعدة صلبة من المعرفة والمهارات التي مكنته من تحقيق هذا النجاح الباهر.
البدايات الأولى
ولد نادر سامي الكريع في المملكة العربية السعودية؛ حيث استمد قيمه الأساسية من بيئة عائلية غرست فيه حب التعلم والعمل الجاد. وكان لهذه البيئة الأثر الكبير في تشكيل شخصيته، وجعله يُدرك منذ صغره أهمية التعلم وكسب العديد من الخبرات في مختلف المجالات، إضافة إلى المساهمة في بناء وطنه.
الحياة الأكاديمية
بدأت مسيرة نادر سامي الكريع التعليمية بدراسة الهندسة المدنية؛ حيث حصل على درجة البكالوريوس في هذا التخصص من جامعة ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1987م. ومع ذلك لم يكتفِ بهذا الإنجاز لكنه واصل طموحه نحو آفاق أوسع، فالتحق ببرنامج دراسات عليا في إدارة الأعمال عام 1989م. ما زوده بالمهارات والمعارف اللازمة للانتقال من عالم الهندسة إلى عالم الإدارة.
وليس هذا فحسب بل أكمل العديد من البرامج التدريبية والقيادية في مؤسسات عالمية مرموقة. مثل: كلية هارفارد للأعمال؛ ما جعله مؤهلًا تمامًا لتولي المناصب القيادية في المؤسسات المالية الكبرى.
المسار المهني
في مطلع الربع الثالث من عام 2013 انضم “الكريع” إلى بنك الرياض؛ إذ بدأ مسيرته المصرفية في هذا الصرح المالي الكبير. وكان اختياره لتولي منصب أمين الخزانة في البداية بمثابة انطلاقة قوية. وأظهر كفاءة عالية في إدارة المخاطر المالية وحماية أصول البنك.
ولم يمض وقت طويل حتى برزت قدراته الإدارية والقيادية، وهذا دفعه إلى تولي مناصب قيادية أكثر مسؤولية. ففي مطلع الربع الثاني من عام 2014 تم تعيينه رئيسًا لقسم الخزانة؛ حيث كان مسؤولًا عن إدارة جميع عمليات الخزانة في البنك. ثم ارتقى بعد ذلك سلم الوظائف ليصبح نائب الرئيس التنفيذي للخزينة والاستثمار بين عامي 2019 و2020. قبل أن يتولى في النهاية منصب الرئيس الأول للخزينة والاستثمار.
وتحت قيادة “الكريّع” شهدت محفظة استثمارات بنك الرياض نموًا ملحوظًا؛ إذ بلغت قيمتها 60 مليار ريال. ولعب دورًا محوريًا في اتخاذ القرارات الاستثمارية الاستراتيجية التي ساهمت في تحقيق عوائد مجزية للمساهمين. كما أنه قاد فريقًا من الخبراء الماليين الذين عملوا على تطوير استراتيجيات استثمارية مبتكرة. تواكب التطورات المتسارعة في الأسواق المالية العالمية.
تحولات جذرية في أداء بنك الرياض
شهدت فترة تولي نادر سامي الكريع مناصب قيادية في بنك الرياض تطورات ملحوظة بالأداء المالي للبنك. فمن خلال قيادته لتحولات جذرية في مختلف القطاعات. لا سيما قطاع الخزينة، تمكن من تحقيق تحسن مستمر في مستوى الأرباح. كما ساهم في تعزيز مكانة البنك في السوق، وزيادة حصته السوقية.
علاوة على ذلك لم يقتصر دوره على إدارة الخزينة فقط. بل شمل أيضًا المشاركة في صنع القرارات الاستراتيجية على مستوى مجلس الإدارة. ما ساهم في تعزيز مرونة البنك وقدرته على مواجهة التحديات.
وبفضل خبرته الطويلة التي تجاوزت ثلاثة عقود في القطاع المصرفي يعد “الكريّع” من الشخصيات القيادية البارزة في المملكة العربية السعودية. فمن خلال مسيرته المهنية الحافلة في بنك الرياض ومجموعة سامبا المالية أثبت قدرته على تولي مسؤوليات كبيرة والتأقلم مع بيئات العمل المتغيرة. كما يتمتع بمهارات قيادية متميزة، وقدرة على بناء فرق عمل متماسكة، وتحفيز الموظفين لتحقيق الأهداف المرجوة.
تنوع في المناصب وتوسيع دائرة التأثير
ولا يقتصر اهتمام نادر سامي الكريع على القطاع المصرفي فحسب، لكن يتعداه إلى مجالات أخرى. فبالإضافة إلى منصبه في بنك الرياض يشغل منصب رئيس مجلس إدارة “شركة 1957 فنتشرز”. ما يدل على تنوع اهتماماته وقدرته على قيادة مشاريع ريادية. هذا التنوع في المناصب يساهم في توسيع دائرة تأثيره. كما يساعده في اكتساب رؤى جديدة حول التطورات الاقتصادية في المملكة والعالم.
ومع توليه منصب الرئيس التنفيذي لبنك الرياض يتطلع “الكريّع” إلى تحقيق رؤية مستقبلية طموحة للبنك. تتمثل في تعزيز مكانته كرائد في القطاع المصرفي السعودي.
وعبر التركيز على الابتكار في الخدمات المصرفية الرقمية، وتبني أحدث التقنيات. يحرص على تلبية احتياجات العملاء المتطورة، وتحقيق نمو مستدام للبنك. كما يهدف إلى تعزيز مكانة البنك على المستوى الإقليمي والعالمي، من خلال التوسع في الأسواق الخارجية. وعقد شراكات استراتيجية مع مؤسسات مالية عالمية.
تصدّر قائمة فوربس
في إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازاته الحافل. تم اختيار نادر بن سامي الكريّع؛ الرئيس التنفيذي لبنك الرياض، ضمن قائمة فوربس لأقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لعام 2024. هذا التكريم العالمي يأتي تتويجًا لمسيرة حافلة بالإنجازات والابتكارات؛ حيث تمكن “الكريّع” من قيادة تحول جذري في بنك الرياض. وتحويله إلى إحدى أبرز المؤسسات المالية في المنطقة والعالم.
في النهاية تمثل قصة نجاح نادر بن سامي الكريّع نموذجًا يحتذى به للشباب السعودي الطموح؛ حيث أثبت أن بالإمكان تحقيق النجاح في مجال الأعمال من خلال العمل الجاد والمثابرة والتفاني. كما أنه يساهم بشكل فعال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بالمملكة. من خلال قيادته لواحدة من أهم المؤسسات المالية في البلاد.