في خضمّ مشاغل العمل اليومية، يواجه الأفراد تحديات متكررة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة، ولِتبسيط هذه العملية، تأتي مصفوفة القرار كأداة فعّالة تُساعد على اتخاذ خيارات مدروسة تُحقق النتائج المرجوة.
تقدم أداة مصفوفة القرار إطارًا تنظيميًا يمكّن من تقييم مختلف الخيارات المتاحة بشكل موضوعي، فعلى غرار الجدول، تتيح المصفوفة مقارنة كل خيار بناءً على معايير محددة، موضحة نقاط القوة والضعف لكل منها.
وبفضل هذه المزايا، تساهم أداة مصفوفة القرار في اتخاذ قرارات مستنيرة تراعي في الأساس جميع الجوانب، وهو ما يعزز من كفاءة العمل وتحقيق المزيد من الأهداف المرجوة.
ما هي أداة مصفوفة القرار؟
تعد مصفوفة اتخاذ القرار أداة تحليلية في المقام الأول، تساعد الأفراد وفرق العمل على اتخاذ المزيد من القرارات المستنيرة وفعالة؛ فهي عبارة عن جدول يُستخدم لتقييم ومقارنة مختلف الخيارات المتاحة، وذلك من خلال تحليلها بناءً على معايير محددة ذات أهمية للقرار.
وتتميز هذه المصفوفة ببساطتها وسهولة استخدامها؛ حيث تتطلّب الخطوات الأساسية لتطبيقها تحديد الخيارات المتاحة وتحديد معايير التقييم ذات الأولوية، بعد ذلك، يتم تقييم كل خيار بناء على كل معيار من معايير التقييم، مستخدمًا نظامًا محددًا للتقييم مثل: التقييم العددي أو التصنيف حسب الفئات.
في النهاية، يتم احتساب النتيجة الإجمالية لكل خيار من خلال جمع درجاته على جميع المعايير، وعادة ما يعد الخيار الذي يحصل على أعلى نتيجة هو الخيار الأفضل، وذلك لما يمثله من تلبية متفوقة لمعايير التقييم المحددة.
متى تستخدم مصفوفة اتخاذ القرار؟
تقدم مصفوفة اتخاذ القرار في الأساس أداة تحليلية قيمة لمساعدة الأفراد والفرق على اتخاذ قرارات مستنيرة في مختلف المواقف، بدءًا من اختيار منتجات جديدة وصولًا إلى حل مشكلات معقدة.
وتتميز هذه المصفوفة بقدرتها على تقييم خيارات متعددة بناء على معايير محددة؛ ما يساهم في إضفاء الطابع الموضوعي على عملية اتخاذ القرار وتقليل الاعتماد على العوامل العاطفية أو التفضيلات الشخصية.
فعالية مصفوفة اتخاذ القرار في مختلف المجالات:
تبرز مصفوفة اتخاذ القرار كأداة تحليلية قيمة في السياقات التجارية التي تتطلّب تحليلات كمية واتخاذ قرارات مستندة إلى الأدلة، وتعد هذه المصفوفة حلًّا مثاليًا لمقارنة الخيارات المتاحة بناء على معايير محددة ودقيقة، ونذكر من بين تطبيقاتها الشائعة:
- اختيار منتج أو خدمة جديدة للتطوير: تساعد المصفوفة في تقييم جدوى مختلف الأفكار وتحديد المنتج أو الخدمة الأكثر ملاءمة لاحتياجات السوق وأهداف الشركة.
- تحديد موقعٍ جديد للمكتب: تتيح المصفوفة مقارنة مواقع مختلفة بناء على معايير مثل: التكلفة وسهولة الوصول والقرب من المرافق ومساحة المكتب.
- اختيار مورد جديد: تساعد المصفوفة في تقييم موردين أو أكثر بناءً على معايير مثل: الجودة والسعر وموثوقية التوصيل وخدمات ما بعد البيع.
- اتخاذ قرار بشأن إجراء تشغيلي جديد: تتيح المصفوفة مقارنة خيارات مختلفة لإجراء تشغيلي ما، مثل: إعادة تصميم سير العمل أو استخدام تقنية جديدة.
- شراء برامج أو أدوات جديدة: تساعد المصفوفة في تقييم برامج أو أدوات مختلفة بناء على معايير مثل: الميزات وسهولة الاستخدام والتكلفة ودعم العملاء.
الحدود المحتملة للمصفوفة
على الرغم من فائدتها، لا تعد مصفوفة اتخاذ القرار أداة مثالية لجميع أنواع القرارات، فعلى سبيل المثال، قد لا تكون فعالة في الحالات المعقدة التي تتطلب تقييم عوامل غير قابلة للقياس بدقة، مثل: شخصية المرشح لوظيفة جديدة أو ملاءمته لبيئة العمل، في مثل هذه الحالات، قد تكون الأدوات التحليلية الأخرى أو التقييمات الشخصية أكثر ملاءمة.
كيفية إنشاء مصفوفة قرار فعّالة
- حدد الخيارات: ابدأ بتحديد جميع الخيارات المتاحة أمامك، لا تغفل أي خيار. مهما بدا غير محتمل، كلما زادت الخيارات المتاحة، زادت دقة تحليلك.
- ضع معايير التقييم: حدد العوامل الأكثر أهمية في قرارك، تأكد من أن هذه المعايير قابلة للقياس والمقارنة. على سبيل المثال، قد تشمل معايير شراء هاتف ذكي السعر، وسرعة المعالج. وعمر البطارية، وحجم الشاشة، و جودة الكاميرا.
- قيّم كل خيار: قيّم كل خيار بناء على كل معيار من معايير التقييم، استخدم مقياسًا محددًا. مثل: نظام من النقاط من 1 إلى 5، لضمان التقييم الموضوعي.
- وزن المعايير: ليس كل معيار مهم بنفس القدر، حدد وزنًا نسبيًا لكل معيار يعكس أهميته في قرارك. على سبيل المثال، قد يكون السعر أكثر أهمية من جودة الكاميرا بالنسبة لشخص ما.
- احسب النقاط المرجحة: اضرب قيمة كل خيار في كل معيار بالوزن المخصص لذلك المعيار. تعطيك هذه النقاط المرجحة صورة أوضح لكيفية أداء كل خيار مقابل معاييرك.
- حدد الخيار الأفضل: جمع النقاط المرجحة لكل خيار. الخيار الذي يحصل على أعلى عدد من النقاط هو الخيار الأفضل بشكل عام.
- اتخذ القرار: تذكر أن مصفوفة القرار هي أداة مساعدة، والقرار النهائي بيدك. خذ بعين الاعتبار جميع العوامل، بما في ذلك حدسك الشخصي، قبل اتخاذ القرار النهائي.
مصفوفات بديلة لتحليل القرار
على الرغم من فاعلية مصفوفة القرار، إلا أنها ليست الأداة الوحيدة المتاحة لصنع القرار. تتوفر العديد من الأدوات البديلة التي تقدم مزايا وخصائص فريدة تناسب احتياجات مختلفة. إليك بعض من أهم هذه الأدوات:
-
تحليل SWOT
يعد تحليل SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) أداة بسيطة وفعّالة لتقييم العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على القرار.
ويساعد هذا التحليل على فهم نقاط القوة والضعف في المنظمة. بالإضافة إلى الفرص المتاحة والتهديدات المحتملة.
-
تحليل المجال القسري
يستخدم تحليل المجال القسري لتحديد الأسباب الجذرية للمشكلات. خاصةً تلك المتعلقة بسير العمل أو العمليات.
ويساعد هذا التحليل على فهم العوامل الدافعة والمعوقة التي تؤثر على المشكلة. ما يتيح تصميم حلول فعّالة.
-
تحليل باريتو
يعرف تحليل باريتو باسم “قاعدة 80/20″، وهو يستخدم لتحديد المشكلات ذات التأثير الأكبر على المنظمة.
ويساعد هذا التحليل على تركيز الجهود على حلّ المشكلات الأكثر أهمية. ما يؤدي إلى تحسين الكفاءة والربحية.
رسم بياني إيشيكاوا
يستخدم رسم بياني إيشيكاوا، المعروف أيضًا باسم “شجرة السبب والنتيجة”. لتحديد الأسباب الجذرية للمشكلات في صناعات التصنيع وتطوير المنتجات.
ويساعد هذا الرسم على تحليل العوامل المترابطة التي تؤثر على المشكلة. ما يتيح تصميم حلول مستدامة.
في نهاية هذا التقرير نؤكد أن مهارات تحليل القرار هي بمثابة حجر الأساس في رحلة النجاح والتميز. وبفضل أدوات تحليل القرار المتاحة. نستطيع المضي قدمًا بثقة وإيمان بقدرتنا على اتخاذ قرارات صائبة تساهم في تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا.