أتت الرؤية السعودية 2030 متوافقة مع الثورة التكنولوجية والتوهج التقني والتحول الرقمي الذي أصبح واقعًا نعيشه بعد أن كانت “الكتابة البدائية” هي الوسيلة للتعبير عما يريد الإنسان قوله، فمن خلالها كان يتم حفظ العديد من الأشياء التي تنقل حدثًا أو مجموعة أحداث عن تاريخ معين.
وتشهد المملكة العربية السعودية تغيرات متسارعة ونقلة نوعية في مختلف الجوانب، تزامنًا مع ما يشهده العالم أجمع من تطورات، وتحولات كبيرة، ويسعى الجميع إلى تسخير الإمكانيات البشرية في الابتكار، وصناعة الأفكار الريادية، وإلهام العقول، وتمكين واكتشاف المواهب.
ويُعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) أيقونة هذا التطور والتحول؛ إذ يستند إلى بنية أساسية متينة، وهي التركيز على الإمكانيات البشرية التي تُشكل المصدر الرئيس للتغير الإيجابي.
وأعلن المركز، مؤخرًا، عن تدشين “مبادرة إثراء المحتوى الرقمي”؛ ليسابق العالم في صناعة المحتوى كلاعب أكبر في تسويق المملكة العربية السعودية وإبراز جهودها في التغير للأفضل.
من جهته، صرح الدكتور عبد اللطيف المبارك؛ المشرف على المبادرة، بأن مبادرة “إثراء المحتوى الرقمي” هي استكمال لمسيرة “إثراء” في إنجاح المحتوى الإبداعي بجميع أشكاله؛ المقروء والمسموع والمكتوب، مضيفًا “اشتغلنا على دعم الأفلام والبودكاست، وكثير من الأمور”.
وقال “ما يميز هذه المبادرة هو استهداف أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ونراهن على أن السوق السعودي مستعد لذلك حال توافر الدعم الكافي، وكذلك الدعم الفني وتطوير الأفكار؛ إذ نحتاج إلى حاضنة للوصول إلى المنتجات ذات القيمة العالمية، فهذه المبادرة هي محاولة للرهان على الإنسان السعودي وتمكين الصانع السعودي، ومتأكد -بإذن الله- أن رهاننا لن يخيب”.
فرصة للشباب
من جانبه، أكد المهندس خالد عبد الله الراشد؛ رئيس برنامج “إثراء”، أن المبادرة أتاحت الفرصة للشباب والشابات والمبدعين والمبدعات للمشاركة في التغير للأفضل؛ باستخدام برنامج التحول الوطني الرقمي.
وأضاف: مبادرة “إثراء المحتوى الرقمي” هي الأكبر، فالتسجيل والتقديم مفتوح من الآن ومتاح من خلال موقع إثراء، ويوجد لدينا فريق عمل مختص، وتستطيع الشركة المسجلة أن تقدم محتواها وتنتظر الفرز ومرحلة التقييم لكل المشاركات والمشاريع المقدمة.
وكشف عن التخطيط لاستضافة 100 ألف مشاركة على مدار 3 سنوات؛ من أجل العمل على تمكين الشركات وأصحابها ومن يعمل معهم.
وأكد “الراشد”؛ لمجلة رواد الأعمال، قائلًا: “هذه المبادرة تُحاكي رؤية المملكة العربية السعودية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد، الذي يتطلع بالشباب السعودي إلى الأفق وبلا حدود، وكذلك من خلال محتوى سعودي يليق، والذي نعتبره كشباب سعودي، هو المحرك الأساسي”.
ولفت إلى أن المبادرة برنامج وطني لإثراء المحتوى الثقافي والإبداعي يستهدف المنشآت الصغيرة والمتوسطة المهتمة بالمحتوى؛ للمشاركة في رحلة الوصول إلى محتوى عربي بمواصفات عالمية.
مواصفات المشاريع
وأوضح “الراشد” أن مواصفات المشاريع المشاركة في المبادرة كالتالي:
-الرقمي أو المطبوع القابل للمشاركة في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والثقافي والفني، أو التاريخي والذي يتناول محتوى بمختلف الخصائص الحضارية والعلمية والإبداعية والثقافية.
-فئات الدعم؛ وتشمل المشاريع الكبيرة ولمتوسطة والصغيرة، خاصة التي يكون محتواها جاهزًا للتنفيذ، وأن يكون المنتج بصورته النهائية وجاهزًا للعرض والتقديم.
وأكد أن التسجيل يستمر حتى 8 مارس، لتأتي بعده مرحلة المراجعة والتدقيق وتستمر حتى 18 أبريل، والمرحلة الأخيرة “النشر والتوزيع” كنتيجة نهائية في 31 ديسمبر.
إشادة إعلامية
وقال محمد الموسى؛ كاتب محتوى وإعلامي، إن صناعة المحتوى أصبحت صناعة كبيرة وتستحق أن يستثمر فيها الفرد وقته وجهده وإبداعه، ففي السابق كانت جهودًا فردية فقط، والآن بدأت تتشكل المؤسسات والشركات المتخصصة في صناعة المحتوى الإبداعي والثقافي، وأعتقد أنه أصبح عندنا فرص كثيرة لتطوير المحتوى وصُناعه، وأتمنى أن نرى ذلك خلال فترة قصيرة.
وأكد الإعلامي عبد الله البندر أن هذه المبادرة، التي يقدمها “إثراء”، مهمة جدًا فهي تجمع الكيانات الصغيرة والمتوسطة للتسجيل في البرنامج وتقديم مشاريع للمحتوى، وأنها غاية في الأهمية لعملية صناعة المحتوى.
من جانبه، قال الإعلامي علي العلياني؛ مقدم برنامج “معالي المواطن” على قناة “mbc”، إن الكيانات الإعلامية لها دور كبير في صناعة المحتوى، مشيدًا بجهود مجلة “رواد الأعمال” في نشر وترسيخ مفهوم ريادة الأعمال في مجتمعنا، خاصة أن رواد الأعمال هم بذرة أساسية مهمة تُفيد المجتمعات وتُعزز وجود الطبقة الوسطى وتُوفر وظائف كثيرة.
وأكد نايف مدخلي؛ الناشط الاجتماعي وصانع المحتوى، أن ميزانية صناعة المحتوى في عام 2020 لبعض الشركات تتجاوز مليارات الدولارات.
وبحسب تغريدته على حسابه المشهور بـ” نايفكو”، فإن ميزانية صناعة المحتوى في بعض الشركات جاءت كالتالي:-
شركة نتفلكس: 18.5 مليار دولار .
شركة أمازون: 8.5 مليار دولار .
شركة هولو: 4.5 ملياو دولار .
شركة ديزني: 2.5 مليار دولار.
تغطية – أحمد الزيلعي
تصوير – آدم حبيب