سمعنا جميعًا وقرأنا عن أهمية قضاء بعض أوقات فراغنا وأمسياتنا بعد الانتهاء من ساعات العمل اليومية بعيدًا عنه. وفائدة التركيز على الأنشطة المتجددة بدلًا من ذلك. سواء كانت هذه الأنشطة تشمل الاسترخاء أو التواصل مع الأصدقاء والأقارب. أو قضاء بعض الوقت في ممارسة الهوايات أو اللياقة البدنية.
إن الهدف من ذلك هو قضاء وقت فراغنا بطريقة تساعدنا في استعادة طاقتنا وقوة دماغنا؛ لنتمكن من أداء مهامنا في اليوم التالي على أكمل وجه.
ولكن مع ذلك في بعض الأحيان قد تجعلنا أعباء العمل المكثفة والمشاريع الصعبة مجبرين على عدم التوقف. حيث يصبح من الصعب إيقاف العمل حتى بعد الانتهاء من الساعات المحددة للعمل. أحيانًا نشعر بالرضا عن النفس بسبب قدرتنا على إكمال بعض المهام الإضافية. أو حل مشكلة معقدة لن نتمكن من حلها أثناء النهار بسبب ضيق الوقت.
مثل هذه الأمور يمكن أن تشجعنا وتدفعنا للجلوس مرة أخرى خلف جهاز الكمبيوتر. إن مقاومة إغراء العمل في الليل تجعلنا مضطرين لأداء كل هذه الأشياء في ذروة الأداء باليوم التالي. على الرغم من أن هذا الأمر يتعارض مع التصرف البديهي، لكن هو الأفضل.
توقف عن التفكير بالعمل
من المفيد أن أشارك معكم في السطور التالية نتائج دراسة جديدة تم عرضها في مقالة “هارفارد بيزنس ريفيو”؛ والتي من شأنها المساعدة في تحفيزك. وهي: هل تريد أن تكون قائدًا أفضل؟ توقف عن التفكير في العمل بعد ساعات العمل.
نشرت هذه الدراسة بواسطة فريق مؤلف من ثلاثة أساتذة في مجلة علم النفس التطبيقي. حيث استكشف الباحثون مدى فعالية القادة استنادًا على الطريقة التي يقضون فيها أمسياتهم وأوقات فراغهم بعيدًا عن العمل.
تثبت هذه النظرية أنه بالفعل عندما نتوقف عن العمل أثناء الليل بعد انتهاء ساعات العمل فإن أداءنا أثناء النهار يصبح أفضل. دائمًا أشعر بالسعادة عندما تخرج دراسات تثبت، بالأدلة، أشياء نتمناها ونعرفها نوعًا ما في داخلنا وربما حتى اختبرناها بأنفسنا.
جدير بالذكر أن هذه الدراسة كان أجراها فريق من الأساتذة في جامعة بيرديو وجامعة فلوريدا وجامعة ولاية فلوريدا.
فوائد التوقف عن العمل أثناء الليل
تم إجراء الدراسة على 73 مديرًا واثنين من المرؤوسين المباشرين لكل منهم. حيث كان المديرون ولمدة 10 أيام يبلغون عما إذا كانوا يقضون المساء وهم يفكرون في العمل أو منفصلين عن أجواء العمل حقًا، ويستمتعون بوقت فراغهم وكيف يشعرون في الصباح.
وكانت النتائج أن المديرين الذين التزموا بالانفصال عن التفكير بالعمل في المساء شعروا بمزيد من الطاقة، وأنهم أكثر ارتباطًا بدورهم القيادي. أما المديرون الذين كانوا يقضون أمسيتهم يفكرون في العمل أو تأمل مشاكل العمل. فكانوا يذهبون إليه في الصباح التالي وهم يشعرون بالاستنزاف وبأنهم أقل ارتباطًا وتحفيزًا ليكونوا في منصب قيادي خلال النهار.
وأجرى الباحثون بعد ذلك مقابلات مع المرؤوسين المباشرين لكل من هؤلاء المديرين في نهاية كل يوم؛ حيث سألوهم عن أداء ذلك القائد.
بالنسبة للمديرين الذين قالوا إنهم توقفوا عن العمل في الليلة السابقة. وجد مرؤوسوهم المباشرون أنهم أصبحوا أكثر إلهامًا وقوة طوال اليوم. أما المرؤوسون المباشرون للقادة الذين لم يتوقفوا عن التفكير في العمل خلال المساء. فقالوا إن قادتهم كانوا أقل إلهامًا وأقل فعالية في اليوم التالي.
إن ظهور مثل هذه الدراسات التي تثبت، بالأدلة، أشياء نعرفها وجربناها بأنفسنا يبعث الشعور بالسعادة. لذا أتمنى أن تأخذ مثل هذه الأمور على محمل الجد. فإن قيمة التوقف عن العمل بعد انتهاء ساعات العمل ليلًا. وتوجيه التركيز الحقيقي إلى أنشطة تساعدك في التجديد يجعلان أداءك أفضل، سواء كنت مديرًا أو مساهمًا فرديًا أو رائد أعمال. فعندما تقضي أمسياتك منفصلًا حقًا عن العمل يصبح الأخير أكثر أهمية ومتعة بالنسبة لك.
الخلاصة
إذا كنت طمست هذه الحدود فاعمل على استرجاعها بأسرع وقت. تستطيع فعل ذلك عن طريق التخطيط لأمسياتك جيدًا حتى تكون لديك أنشطة ممتعة وجذابة. وأيضًا نسق مع فريقك ورئيسك بشأن التواصل بعد ساعات العمل؛ حتى تشعر بمزيد من الثقة بأنك لن تكون مضطرًا للتحقق من البريد الإلكتروني. وعليك إجراء عملية انتقال واعية عند إنهائك ليوم عملك، واختم يومك ثم استمتع بأمسية رائعة. هذا بكل تأكيد يجعلك من أصحاب الأداء الأفضل.
المقال الأصلي: هنا