يقدم كتاب “Now…Build a Great Business” لرواد الأعمال الطموحين خريطة طريق واضحة لتحقيق النجاح في عالم الأعمال؛ إذ يسلط الضوء على سبعة مجالات حاسمة لبناء عمل عظيم: القيادة، التخطيط، بناء الفريق، جودة المنتج، التسويق، المبيعات، وخدمة العملاء.
يستعرض المؤلفان، مارك تومسون، وبرايان تريسي، خبرتهما الواسعة في عالم الأعمال من خلال مجموعة نصائح عملية واستراتيجيات مجربة. يعلّم الكتاب القادة كيفية إلهام فرقهم وتحفيزهم، في حين يرشدهم إلى وضع خطط عمل شاملة وقابلة للتنفيذ.
Great Business
يُبرز كتاب “Now…Build a Great Business” الخطوات الأساسية لبناء عمل عظيم:
-
القيادة
يسلط الضوء على أهمية القيادة الملهمة والفعّالة في توجيه مسار العمل نحو النجاح. يقدم الكتاب نصائح عملية لبناء مهارات القيادة وتطويرها، وخلق بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين وتطلق إمكاناتهم.
-
التخطيط
يؤكد الكتاب على ضرورة وضع خطة عمل شاملة تحدد أهداف العمل وتحدد مسار تحقيقه. يقدم إرشادات عملية لكتابة خطة عمل فعّالة تراعي مختلف جوانب العمل، من تحليل السوق إلى العمليات المالية.
-
بناء الفريق
يشدد كتاب “Great Business” على أهمية توظيف الأشخاص المناسبين لبناء فريق عمل قوي ومتكامل. كما يبرز “صيغة البجعة” لانتقاء الموظفين، التي تركز على 4 صفات أساسية: الذكاء، الاجتهاد، الطموح، اللطف.
-
جودة المنتج أو الخدمة
ينصح الكتاب بضرورة تقديم منتج أو خدمة عالية الجودة تلبي احتياجات العملاء وتفوق توقعاتهم. كما يقدم إرشادات لابتكار منتجات وخدمات مميزة تبني سمعة طيبة للعمل وتكسبه ميزة تنافسية.
-
التسويق والمبيعات
يقدم كتاب “Great Business” استراتيجيات فعّالة للتسويق والمبيعات لتعزيز وعي العملاء بالمنتج أو الخدمة وجذبهم للشراء.
كما يؤكد على أهمية بناء علامة تجارية قوية تميز العمل عن منافسيه.
-
خدمة العملاء
يشير الكتاب إلى أهمية تقديم خدمة عملاء استثنائية لبناء علاقات قوية مع العملاء وتحقيق رضاهم. فيما يقدم نصائح عملية لمعالجة شكاوى العملاء وتلبية احتياجاتهم بكفاءة.
-
الإدارة المالية
يوفر الكتاب إرشادات أساسية لإدارة الأموال على نحو فعّال لضمان استقرار العمل ونموّه. يُؤكّد على أهمية التحكّم في النفقات وتحقيق هامش ربح مُناسب.
خطوات استراتيجية لإطلاق وإدارة عمل ناجح
يقدم كتاب “Now…Build a Great Business” خريطة طريق مكونة من 7 خطوات استراتيجية لإطلاق وإدارة عمل ناجح. يرشد الكتاب القراء من خلال مجالات أساسية. مثل: القيادة وتطوير خطة عمل قوية والتسويق والمبيعات وبناء فريق ممتاز وخلق ثقافة من التحسين المستمر.
1- كن قائدًا عظيمًا
في عالم الأعمال كما الحياة، تعد القيادة مهارة جوهرية لضمان النجاح. فدون قائد يتولى زمام الأمور ويحمل المسؤولية، قد تواجه المشاريع التجارية الفشل سريعًا.
يتطلب دور القائد الشجاعة والجسارة، فلا شيء يخيف القائد العظيم، حتى ارتكاب الأخطاء، وتتأسس القيادة الفعّالة على ثلاثة أركان أساسية:
- الهدف: يمثل الهدف بوصلة توجه القائد نحو النجاح؛ حيث تحفز النية المجدية الأفراد على بذل قصارى جهدهم لتحقيق الأهداف المرجوة.
- الشغف: يعد الشغف دافعًا رئيسيًا للقادة العظماء في عالم الأعمال؛ حيث يمارسون أعمالًا تثير حماسهم على نحو متزايد وتشعل فيهم روح الإبداع.
- الأداء: يركز القائد الفعّال على الخطوات الملموسة اللازمة لتحقيق النجاح. بدلًا من التركيز على قياس النجاح فقط. يتطلب ذلك من القائد طرح السؤال التالي: “ما الذي أسعى إلى تحقيقه؟”، ومن ثم تحديد النتائج المرجوة ووضع خطة موثوقة لقياس التقدم. مع الأخذ بعين الاعتبار الخطوات اللازمة للوصول إلى الأهداف المحددة.
2- بناء خطة عمل استراتيجية
إن التقدم في أي مجال يتطلب وجود استراتيجية وخطة مدروسة، ويقدم لنا التاريخ مثالًا استثنائيًا على ذلك من خلال معركة أربيل عام 331 قبل الميلاد؛ حيث واجه جيش الإسكندر الأكبر جيش داريوس الفارسي، الذي كان يفوقه عدديًا بخمسة أضعاف، وبفضل “سبعة مبادئ عسكرية استراتيجية” نجح الإسكندر في تحقيق النصر:
- الهدف: أدرك الإسكندر أن تماسك الجيش الفارسي يعتمد أساسًا على شخصية “داريوس”؛ حيث ربط الولاء للجنود المختلفين. وبناء عليه أمر الإسكندر قادته بتركيز هجومهم على داريوس، ما أدى إلى انهيار الجيش الفارسي، بعد فرار قائده.
- المبادرة: فرض الإسكندر المقدوني سيطرته على مجريات معركة جرانيكوس التاريخية من خلال مبادرة هجومية ذكية وتركيز استراتيجي محكم على هدف محدد. ففي خطوة حاسمة، شن الإسكندر هجومًا مفاجئًا على قلب الجيش الفارسي بقيادة داريوس الثالث، ما أثار حالة من الارتباك والفوضى في صفوف العدو.
- التركيز: تميزت استراتيجية الإسكندر بتركيزه على هدف واحد محدد، وهو تدمير جيش “داريوس” الرئيس. وبفضل هذا التركيز، تمكن الإسكندر من حشد قواته بكفاءة عالية وتوجيهها نحو نقطة الضعف في صفوف العدو.
- الاقتصاد: أظهرت معركة جرانيكوس عبقرية الإسكندر في التخطيط العسكري؛ حيث تمكن من تحقيق النصر بأقل الخسائر الممكنة في الأرواح والتكاليف. فبفضل التخطيط المحكم وتوزيع القوات بدقة، نجح الإسكندر في تقليل عدد الضحايا من جانبه. بينما ألحق خسائر فادحة بالجيش الفارسي.
- المرونة: على عكس داريوس الذي تمسك بأوامر صارمة، منح الإسكندر ضباطه حرية التصرف والتكيف مع مجريات المعركة. سمحت هذه المرونة القيادية للجنود بالرد بسرعة على التطورات المفاجئة في ساحة المعركة؛ ما عزز من فعالية الهجوم وسرع من حسم النتيجة.
- المفاجأة: بعد فرار “داريوس” من ساحة المعركة، استغل الإسكندر حالة الانهيار في صفوف الجيش الفارسي واستخدم زخم قواته لتحقيق نصر حاسم. فبفضل هذا الاستغلال الذكي، تمكن الإسكندر من تحويل هزيمة داريوس إلى انتصار ساحق عزز من مكانته كقائد عسكري عبقري.
- الزخم: تعد معركة جرانيكوس نموذجًا استراتيجيًا فريدًا يجمع بين المبادرة الهجومية والتركيز المحكم والمرونة القيادية. لقد أثبتت هذه المعركة عبقرية الإسكندر المقدوني كقائد عسكري استثنائي. ومهدت الطريق لانتصاراته المذهلة في حملاته اللاحقة.
3- توظيف أفضل المواهب
يعد اختيار الموظفين المناسبين، بمثابة حجر الأساس لبناء أي عمل ناجح، فالموظفون الموهوبون يمكّنون المؤسسات من تحقيق أهدافها والارتقاء إلى آفاق جديدة. إليك بعض النصائح التي تضمن لك توظيف أفضل المواهب والانضمام إلى كبار أصحاب العمل:
- مقابلات معمقة: لا تقتصر عملية التقييم على مقابلة واحدة تقليدية، بل اجعل من مقابلاتك رحلة تفاعلية لفهم المرشح على نحو أفضل. حدد 3 مقابلات على الأقل في أماكن متنوعة، مثل: مقر الشركة أو عبر الإنترنت؛ لتتيح للمرشح فرصة إظهار مهاراته والتفاعل مع بيئات مختلفة.
- شركاء فاعلون من داخل الفريق: لا تهمل آراء موظفيك الحاليين، فإشراكهم في عملية التوظيف يتيح لك الاستفادة من خبراتهم وفهمهم لثقافة العمل. اطلب من أعضاء الفريق مقابلة المرشحين وإبداء آرائهم حول مدى ملاءمتهم للوظيفة والفريق.
- صفات أساسية لبناء فريق قوي: إلى جانب المهارات التقنية والخبرات العملية، تأكد من أن المرشح يتمتع بصفات شخصية أساسية تضمن نجاحه واستمراره في العمل. ابحث عن المرشحين الذين يتمتعون بذكاء عالٍ ومثابرة وطموح ورغبة في التعلم، مع الحرص على أن يكونوا أشخاصًا لطفاء وسهلي التعاون.
- توظيف من أجل النمو والتطور: لا تبحث فقط عن موظفين ذوي مهارات جاهزة، بل ابحث عن مواهب شابة شغوفة بالتطور والتعلم واكتساب خبرات جديدة، فالموظفون الذين يتمتعون بدافعية ذاتية هم من سيُحركون عجلة التقدم والإبداع داخل مؤسستك.
- التوافق مع ثقافة العمل: تأكد من أن المرشح يتوافق مع ثقافة عملك وقيمها، فبيئة العمل الإيجابية والشاملة هي التي تجذب وتحافظ على أفضل المواهب. قيم مهارات التواصل والعمل الجماعي لدى المرشح، وتأكد من أنه يتمتع بشخصية إيجابية تُثري بيئة العمل وتعزز روح التعاون بين أعضاء الفريق.
4- فصل الموظفين غير المناسبين
يشكل بناء فريق عمل متميز مسؤولية جسيمة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة، من أهمها التمييز بين الموظفين المنتجين والمساهمين في نجاح المؤسسة، وبين أولئك الذين يعيقون التقدم ويسببون الاضطرابات.
وإذ يدرك أصحاب العمل صعوبة اتخاذ قرار فصل الموظفين، إلا أنهم يعون أيضًا أن التمسك بموظف غير مناسب يشكل ضررًا جسيمًا على باقي أعضاء الفريق وبيئة العمل كليًا. فالموظف السلبي يعيق سير العمل ويقلل الإنتاجية، بل قد يؤثر سلبًا على معنويات زملائه ويخلق بيئة عمل مسمومة.
لذا، لا ينبغي التردد في اتخاذ قرار فصل الموظفين غير المناسبين، حتى لو كان ذلك صعبًا، لضمان بيئة عمل صحية وإيجابية تحفز الإنتاجية وتساهم في تحقيق أهداف المؤسسة.
5- منتج أو خدمة استثنائية
في عالم الأعمال المنافس، لا يكفي تقديم منتج أو خدمة تقليدية لتلبية احتياجات العملاء. بل يجب على المؤسسات أن تسعى جاهدة لتقديم منتجات وخدمات استثنائية تلبي احتياجات العملاء وتتجاوز توقعاتهم.
وتحقيق ذلك يتطلب التركيز على الابتكار المستمر وتقديم قيمة مضافة تميز المؤسسة عن منافسيها، من خلال التركيز على البحث والتطوير وجودة التصنيع وخدمة العملاء المميزة والسعر المنافس.
6- ابتكر خطة تسويقية فعالة
يعد التسويق حجر الزاوية لجذب العملاء وتحقيق المبيعات. ولضمان نجاحه، لا بد من اتباع خطة محكمة تراعي مختلف العوامل وتحقق الأهداف المرجوة.
- فهم احتياجات العملاء: تبدأ رحلة التسويق الفعّال بفهم عميق لاحتياجات العملاء ورغباتهم، من خلال دراسة السوق المستهدف بدقة. يمكن للشركات تحديد الفئة العمرية والموقع الجغرافي والاهتمامات والسلوكيات الشرائية للعملاء المحتملين.
- عروض قيمة تميز عن المنافسين: في سوق مشبّع بالمنتجات والخدمات، لا يكفي الاعتماد على الميزات الأساسية لجذب العملاء. بل يجب على الشركات التركيز على نقاط قوتها الفريدة وتطوير عروض قيّمة تميّزها عن المنافسين.
- بناء علامة تجارية قوية تلهم الثقة: تعد العلامة التجارية القوية بمثابة وعد يقدمه للعملاء يعبر عن قيم الشركة ومبادئها. من خلال الاستثمار في بناء علامة تجارية متناسقة ومقنعة. تعزز الشركات من ثقة العملاء وتحفز الولاء على المدى الطويل.
- حملات تسويقية مبتكرة تجذب وتقنع: للوصول إلى الجمهور المستهدف بأكبر فاعلية، يجب على الشركات تنويع قنواتها التسويقية واستخدام مزيج متوازن من الوسائل المختلفة. تشمل خيارات التسويق الفعّال وسائل التواصل الاجتماعي، والمحتوى التسويقي المفيد، والبريد الإلكتروني، والإعلانات المستهدفة، والعلاقات العامة.
- قياس النتائج وتحسينها باستمرار: لا ينتهي التسويق عند إطلاق حملة إعلانية أو تصميم موقع إلكتروني. بل يجب على الشركات متابعة وتحليل نتائج جهودها التسويقية دوريًا. تتيح البيانات المجمعة للشركات تقييم فاعلية حملاتها وتحديد نقاط القوة والضعف، ما يساعد على تحسين الأداء وتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل.
7- أتقن عملية بيع رائعة
لا شك أن التركيز على العملاء المحتملين الذين يظهرون اهتمامًا حقيقيًا بالمنتج أو الخدمة، هو الخطوة الأولى نحو إتمام عملية بيع ناجحة. فمن خلال تخصيص الجهود لفهم احتياجاتهم وتقديم حلول ملائمة، يمكن كسب ثقتهم وعواطفهم؛ ما يؤدي بدوره إلى زيادة فرص الشراء.
ولا تقتصر عملية البيع على مجرد عرض المنتج، بل تتطلب مهارات تواصل فعّالة لفهم احتياجات كل عميل. فمن خلال طرح أسئلة مدروسة، يمكن للبائع التعرف على التحديات التي تواجه العميل، ما يساعده على تقديم حلول مخصصة تلبي احتياجاته بدقة.