لعل اللافت في كتاب Common Sense on Mutual Funds لمؤلفه جون بوجل ليس كونه كتابًا كلاسيكيًا من الطراز الرفيع، ولا أن كاتبه صاحب قدم راسخة في المجال الذي انتدب نفسه للكتابة فيه، وإنما اللافت في هذا الكتاب عن حق كون المؤلف قرر مخالفة المألوف، وأدار ظهره لكل الرؤى السائدة والمتعارف عليها.
فهو _كما سيبين «رواد الأعمال» بعد قليل_ يرى أن الاستثمار على المدى الطويل أمر جيد لكنه لا يضمن للمستثمر تجنب الخسارة، كما أنه يرى أن فكرة الاستثمارات الدولية، وبالأحرى خارج الولايات المتحدة، لن تكون ذات نفع كبير.
ومن الواضح أن مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds يخالف الجميع لا سيما بهذا الرأي الأخير، لكنه لا يطرح أفكارًا دون إقامة الدليل عليها، وهو ما سوف نبسطه في حينه.
اقرأ أيضًا: كتاب Selling the Invisible.. أصول بيع ما لا تراه
أطروحات كتاب Common Sense on Mutual Funds
ويرصد «رواد الأعمال» أهم أطروحات كتاب Common Sense on Mutual Funds وذلك على النحو التالي..
العائد والمخاطر
يقول مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds إن:
«الاستثمار هو فعل إيماني، رغبة في تأجيل الاستهلاك الحالي والادخار للمستقبل».
ومن ثم فهو يرى أنه يجب أن يكون المبدأ التوجيهي الخاص بالمستثمر تقديرًا للمدى الطويل. وسواء كنت تضع أموالك في أسهم أو سندات أو استثمارات بديلة فأنت دائمًا ما تخاطر بقدر من المخاطرة.
وكمستثمر يجب أن تحافظ على توازن مقبول بين المخاطرة والعائد، ونظرًا لأن كل شخص لديه درجة تحمل مختلفة للمخاطر وشهية مختلفة للتراجع؛ فإن هذا التوازن دائمًا ما يكون فرديًا إن لم يكن أكثر خصوصية.
وعلى ذلك فهو لا ينسى تذكيرك بأن المخاطرة هي العامل الوحيد الأكثر أهمية في أي استراتيجية استثمار.
ومن ثم يجب على المستثمر أن يقرر كيفية الموازنة بين المخاطر والعائد؛ فالعوائد المرتفعة تعني دائمًا مخاطر عالية، كما أن المخاطر المنخفضة تعني دائمًا عوائد منخفضة.
يمكنك كمستثمر _حسب مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds_ الاحتفاظ بأصول محفوفة بالمخاطر في محفظتك طالما أنك تمتلك أيضًا أصولًا أخرى تعوض المخاطر.
أما إذا تحركت أسواق الأسهم والسندات في اتجاهات مختلفة فيمكنك تقليل المخاطر مع تحسين عوائد محفظتك الإجمالية؛ من خلال الاحتفاظ بكل من الأسهم والسندات.
وقد يعرضك امتلاك السندات فقط لخطر سوق السندات غير المواتي، كما أن الاحتفاظ بالأسهم فقط من شأنه أن يعرضك لخطر سوق الأسهم الهابطة. يمنحك الاحتفاظ بكليهما فرصة للمشاركة في الجانب الصعودي لكل سوق، بينما يعزلك عن الجانب السلبي لكليهما.
اقرأ أيضًا: كتاب Total Money Makeover.. كيف تصبح مليونيرًا؟
تخصيص الأصول
يذهب مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds إلى أن أهم قرار استثماري ستتخذه هو كيفية تخصيص أصولك؛ حيث يُعزى معظم العائد من أي محفظة استثمارية إلى تخصيص الأصول؛ أي اختيارك لفئات الأصول التي تستثمر فيها، ونسبة محفظتك التي تستثمرها في كل فئة.
ويبسط جون بوجل؛ مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds، حجته مبنيًا أن اتباع نهج منظم لتخصيص الأصول مع مراقبة المدى الطويل سوف يحسّن بشكل كبير فرصك في تحقيق أهدافك الاستثمارية.
فعائداتك تعتمد على قرارات تخصيص الأصول الخاصة بك، ومن ثم يجب عليك القيام بتخصيص أصولك في ضوء أهدافك طويلة المدى، وتذكر أنه بمجرد أن تقرر كيفية تخصيص أصولك يجب عليك إعادة موازنة محفظتك بشكل دوري مع تحرك السوق صعودًا أو هبوطًا.
اقرأ أيضًا: كتاب Crushing It.. التغلب على الخوف من ريادة الأعمال
التراجع الحتمي
يعتبر مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds أن تراجع الأسواق حتميًا؛ فالأداء السابق لا يضمن نتائج مستقبلية مماثلة؛ في الواقع لا يضمن الأداء السابق المتميز غالبًا نتائج مستقبلية أفضل من المتوسط أو حتى الضعيفة.
ويبين أن هذا لا علاقة له بمديري الصناديق وكل ما له علاقة بالإحصاءات. فبمرور الوقت يتراجع الأداء إلى المتوسط؛ لذلك فإن الصندوق الذي يتمتع بعوائد عالية بشكل استثنائي غالبًا ما يتراجع إلى المتوسط فقط بعد فترة مؤلمة من العوائد المنخفضة.
يقول مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds:
«تمثل العودة إلى المتوسط نوعًا من “قانون الجاذبية” في سوق الأوراق المالية، والتي من خلالها يبدو أن العوائد في ظروف غامضة تنجذب إلى معايير من نوع أو آخر بمرور الوقت».
وأظهر الاقتصاديون _حسبما يُسوّق مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds_ بشكل مقنع أن مديري الأسهم يجدون صعوبة في التغلب على السوق على المدى الطويل. فأولئك الذين يربحون على السوق لمدة عام غالبًا ما يخسرون ضده في العام التالي.
علاوة على ذلك فعادة ما يدفع المستثمرون الذين يعهدون بأموالهم إلى مديري اختيار الأسهم النشطين ثمنًا باهظًا مقابل الأداء المشكوك فيه، كما تؤثر تكاليف المعاملات أيضًا في عوائد المستثمرين.
اقرأ أيضًا: كتاب The Project Book.. كيف تنجح المشاريع الناشئة؟
تنويع المحافظ
وهنا يبدو مؤلف كتاب Common Sense on Mutual Funds مخالفًا للمألوف تمامًا؛ فعلى الرغم من أن الحكمة التقليدية التي اتبعتها المؤسسات الكبرى تشير إلى أنه يجب على المستثمرين التنويع على مستوى العالم، فهو يرى العكس وينصح به أيضًا.
فالأساس المنطقي لهذا التنويع _حسب المؤلف_ هو أن الأسواق الدولية لا ترتبط بالأسواق الأمريكية _ولنلاحظ أنه يوجه كتابه إلى المستثمرين الأمريكيين في المقام الأول_ فمن الناحية النظرية يجب أن يؤدي تضمين مثل هذه الأسواق غير المرتبطة في المحفظة الاستثمارية إلى تقليل تقلباتها الإجمالية وزيادة عوائدك المعدلة حسب المخاطر.
ومع ذلك، في هذا المجال، توجد أسئلة جادة حول ما إذا كانت هذه الفكرة _التي تبدو صحيحة من الناحية النظرية_ صحيحة في الممارسة.
علاوة على ذلك فإن الاستثمار الدولي يعني المخاطرة بالعملة. في الواقع قد تكون مخاطر العملة مسؤولة عن العوائد المرتفعة على ما يبدو التي يكسبها المستثمرون الدوليون على المدى القصير. ومع ذلك بمرور الوقت تتضاءل مخاطر العملة؛ ما يمحو أي ميزة استثمارية.
اقرأ أيضًا:
كتاب The Simple Path to Wealth.. ذكاء إدارة الأموال
كتاب «اعترافات رجل إعلانات».. نصائح من خبير
كتاب Permission Marketing.. اختراق فوضى الإعلانات