هناك قصص نجاح وإنجازات عديدة تستحق الإشادة، في ذكرى احتفال المملكة العربية السعودية، باليوم الوطني السعودي 94، الذي تحققت فيه إنجازات عظيمة ثمرة جهود أبنائها المخلصين ورؤية قيادتها الحكيمة.
وفي هذا المقال نستعرض بعض قصص النجاح التي تشهد على تقدم المملكة وتطورها. كما تعتبر خير دليل على التطور الذي تشهده المملكة في مسيرتها نحو تحقيق أهداف الرؤية.
5 قصص نجاح سعودية
في إطار الاحتفالات باليوم الوطني السعودي، نسلط الضوء على 5 قصص نجاح سعودية استثنائية، تبرز دور أبناء وبنات المملكة في بناء الوطن والمضي به قدمًا.
1- سليمان الراجحي: رحلة كفاح ملهمة
تعد رحلة سليمان الراجحي من طفل فقير إلى عملاق مصرفي، واحدة من أشهر قصص النجاح في المملكة. وتلهم الكثيرين للسعي والاجتهاد لتحقيق أحلامهم، مهما كانت البدايات متواضعة.
كما يأتي سليمان الراجحي ضمن أبرز قصص نجاح المملكة، إذ ولد في كنف أسرة بسيطة بمدينة البكيرية في القصيم عام 1920. ورغم انتقاله إلى الرياض للدراسة، إلا أن شغفه بالتجارة كان أقوى، فترك مقاعد الدراسة في الصف الثاني الابتدائي. مفضلًا التعلم من التجارب الحياتية.
لم تكن البدايات سهلة، فقد تنقل الراجحي بين مهن مختلفة كالحمال وحارس البضائع. حتى عمل في البناء، وكلها تجارب زادت من خبرته بالسوق.
وفي أوقات فراغه، كان يمارس التجارة في الأقفال والأقمشة ومواد البناء، حتى استطاع استئجار محل صغير للصرافة، ليبدأ أول عمل رسمي له.
من موظف إلى مؤسس إمبراطورية مصرفية
كانت نقطة التحول الكبرى عندما انضم إلى مؤسسة أخيه صالح، ثم أسس “مؤسسة عبد العزيز الراجحي” عام 1972، ليفتتح بعدها فروعًا عديدة في جدة ومناطق أخرى.
كما لم يقتصر نجاحه على القطاع المصرفي، بل حقق نجاحات مبهرة في مجال العقارات. واكتسب سمعة حسنة في الأوساط الاقتصادية.
2- علي النعيمي: رحلة كفاح مبهرة
تعد قصة علي النعيمي واحدة من أبرز قصص النجاح في المملكة العربية السعودية. حيث انطلق من قرية صغيرة في الشرق إلى قمة قطاع النفط العالمي. ولد النعيمي عام 1935 في قرية “الراكة”.
كما تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب. واجه تحديات مبكرة في حياته، حيث انفصل والداه قبل ولادته، وكان عليه تحمل مسؤولية إعالة أسرته في سن مبكرة.
انضم النعيمي إلى شركة أرامكو في سن العاشرة كموظف عادي. ثم عمل مراسلاً للشركة في سن الثانية عشرة. ومع ذلك، فقد وظيفته بعد فترة وجيزة بسبب قوانين العمل الجديدة التي منعت تشغيل الأطفال. كما واجه صعوبات في العثور على عمل آخر، حيث تم طرده من أربع وظائف في غضون أربعة أشهر.
العودة إلى أرامكو والارتقاء السريع
كما عاد النعيمي إلى أرامكو بعد بضع سنوات، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته الجامعية. بعد عودته، رفض عرضًا براتب مغرٍ في وزارة الزراعة. مفضلًا البقاء في أرامكو. تدرج النعيمي في المناصب القيادية في الشركة، ليصبح أول سعودي يتولى رئاسة أرامكو عام 1984.
وفي عام 1995، تم تعيين النعيمي وزيرًا للبترول والثروة المعدنية، وهو المنصب الذي شغله لأكثر من 15 عامًا. قاد النعيمي قطاع النفط السعودي خلال فترة تحولات كبيرة.
وعزز مكانة المملكة كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي. كما ساهم في تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، حيث شغل منصب رئيس مجلس الأمناء.
كما تعتبر قصة علي النعيمي مصدر إلهام للعديد من الشباب السعودي، حيث تجسد قيم المثابرة والعمل الجاد والطموح. لقد أثبت أن بإمكان أي شخص تحقيق أحلامه. بغض النظر عن خلفيته أو ظروفه. إن إرث النعيمي سيبقى محفورًا في تاريخ المملكة العربية السعودية وقطاع الطاقة العالمي.
3- نورة الشيخ: من جامعة الملك سعود إلى منصات عالمية للأزياء
تعتبر نورة الشيخ، اسم لامع في عالم الموضة السعودية والعربية. وضمن أبرز قصص نجاح السعودية، حيث تمكنت من حفر اسمها بأحرف من ذهب في سجلات صناعة الأزياء العالمية.
كما بدأت رحلتها في عالم الموضة بعد حصولها على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود. لتقرر تحويل شغفها بالأزياء إلى واقع ملموس. التحقت بمعهد الفنون والمهارات بالرياض، حيث تلقت التدريب اللازم لتنفيذ رؤيتها الإبداعية.
كانت انطلاقتها الأولى مميزة، حيث قدمت أول مجموعة من العبايات الشتوية مزينة بالكريستال. لتلفت الأنظار إلى موهبتها الفنية.
كما أنه بعد سنوات من العمل الجاد والإبداع، أطلقت نورة الشيخ خطها الخاص للأزياء الراقية عام 2012. والذي لاقى نجاحًا باهرًا. وقدمت مجموعاتها في أهم عروض الأزياء العالمية، مثل أسبوع الموضة العربي، حيث أبهرت الحضور بتصاميمها الفريدة التي تمزج بين الأصالة والحداثة.
تجاوز نجاح نورة الشيخ حدود المملكة العربية السعودية، حيث ارتدت العديد من المشاهير العالميين تصاميمها. مثل جوليا مايكلز، وفيرجي، ودوف كاميرون. وكانت طموحات نورة الشيخ لا تتوقف عند هذا الحد، فهي تسعى إلى بناء منصة للتجارة الإلكترونية تتيح لها الوصول إلى جمهور أوسع حول العالم.
كما كانت قصة نورة الشيخ هي قصة نجاح مبهرة لشابة سعودية. تمكنت من تحقيق حلمها وتثبت للعالم أن الموضة السعودية قادرة على المنافسة على المستوى العالمي.
4- سلطان العذل: قصة إصرار وعزيمة في وجه الصعاب
يعد سلطان العذل، اسم لامع في سجلات رجال الأعمال السعوديين. إذ تعتبر قصة حياته حافلة بالتحديات والإنجازات التي تلهم الأجيال.
كما بدأ مسيرته التعليمية في معهد العاصمة بالرياض. ثم واصل رحلته العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة بورتلاند بتقدير امتياز، متوجًا إنجازه ببحث متميز عن المفاعلات الذرية.
ولم يتوقف عند هذا الحد. بل واصل توسيع آفاقه العلمية. وذلك من خلال الحصول على شهادات متخصصة في مجال القيادة والإدارة من مراكز عالمية مرموقة مثل مركز كوفي لتنمية المهارات القيادية ومركز فرانكلين كوفي.
كما أنه رغم دراسته الهندسية لم تؤهله بشكل مباشر لعالم الأعمال. إلا أن طموحه وعزيمته دفعاه إلى خوض غمار التجارة والاستثمار. وواجه العذل في بداية مسيرته تحديات كبيرة، لكنه تمكن من تخطيها بفضل إصراره وعزيمته. وبناء قاعدة استثمارية صلبة.
تعد قصة سلطان العذل هي قصة إلهام لكل من يواجه الصعاب. فهي قصة عن الإصرار والعزيمة والنجاح الذي يتحقق من خلال العمل الجاد والمثابرة.
5- آية البكري: أيقونة الفن والثقافة السعودية
تعد آية البكري، اسم لامع في سماء الفن والثقافة السعودية والعربية. إذ تمكنت من حفر اسمها بأحرف من ذهب في سجلات صناعة الثقافة العالمية.
كما بدأت مسيرتها التعليمية في الجامعة الأمريكية بباريس حيث حصلت على درجة البكالوريوس في مجال الاتصالات العالمية. ثم واصلت صقل خبراتها من خلال برنامج تبادل في شركة التكنولوجيا “بارسونز”.
وبعد التخرج، بدأت آية حياتها المهنية في عالم الفن، حيث عملت في معرض فني فرنسي شهير. ثم عادت إلى المملكة لتشارك في بناء المشهد الثقافي السعودي.
كما تعد آية البكري الرئيسة التنفيذية لمؤسسة بينالي الدرعية. وهي منظمة ثقافية غير ربحية تأسست عام 2019 بهدف تعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للفن والثقافة.
وبقيادة آية، أصبحت بينالي الدرعية منصة عالمية تجمع الفنانين المحليين والعالميين، وتنظّم أحداثًا فنية كبرى مثل بينالي الفنون الإسلامية وبينالي الدرعية للفن المعاصر.
الجوائز والتكريمات
تمكنت آية من تحقيق إنجازات كبيرة، حيث حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها:
- الشخصية العربية الأكثر تأثيرًا في الفنون من مجلة “The New Arab” عام 2020.
- الشخصية الثقافية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط من مجلة “Arabian Business” عام 2021.
- المرأة الأكثر تأثيرًا في الفنون من مجلة “Art Review” عام 2022.
تتجاوز طموحات آية حدود المملكة، فهي تسعى إلى جعل بينالي الدرعية منصة عالمية للحوار الثقافي. وتطوير برامج تعليمية وثقافية تخدم المملكة والعالم.
وتعد قصة آية البكري ضمن قصص نجاح مبهرة لشابة سعودية. تمكنت من تحقيق حلمها وتثبت للعالم أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الثقافة والفن.