قتل الإنتاجية في العمل ليس أمرًا حتميًا، بل هو نتيجة لعادات وسلوكيات يمكن تغييرها. وذلك من خلال تحديد العوامل التي تؤثر سلبًا على إنتاجيتك واتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكنك استعادة تركيزك وتحقيق أهدافك.
كما أن الإنتاجية ليست مجرد قدرة على إنجاز الكثير من العمل. بل هي قدرة على تحقيق أهدافك بأعلى جودة وبأقل جهد. فلقد تغير عالم العمل كما نعرفه بشكل كبير ومعه عدد متزايد من عوامل قاتل الإنتاجية التي تؤثر على نجاحك. مع وتيرة العمل، وزيادة التحول الرقمي وضغوط الوقت. كما يمكن لهذه العوامل القاتلة للإنتاجية أن تعرقل المهن والأعمال التجارية.
وفي هذا المقال يستعرض فريق رواد الأعمال، عوامل قتل الإنتاجية ونصائح مهمة. لتحسين إنتاجيتك بشكل كبير والوصول إلى نتائج أفضل في حياتك المهنية والشخصية. وفقًا لأفكار رجل الأعمال وارن بونهايم.
6 عوامل تؤدي إلى قتل الإنتاجية
يشاركنا رجل الأعمال وارن بونهايم والمدير الإداري لشركة زينيا. وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تركز على إطلاق العنان للنجاح التجاري ودفع الإنتاجية. الذي أشار إلى 6 عوامل قاتلة للإنتاجية تحتاج إلى التغلب عليها اليوم، وهي على النحو التالي:
1. الاستخدام غير الصحيح للتركيز والطاقة
أكد رجل الأعمال الشهير وارن بونهايم خلال مقالاته، على أهمية فهم إيقاعات الجسم والعقل الفردية في تحقيق أقصى قدر من العمل، والبعد عن سبل قتل الإنتاجية الجائزة.
وأضاف: “كل شخص يمر بأوقات خلال اليوم يشعر فيها بالنشاط والحيوية، وأوقات أخرى يشعر فيها بالتعب والإرهاق. هذه التقلبات في الطاقة تؤثر بشكل كبير على قدرتنا على التركيز والانتباه”.
كما أشار “بونهايم” إلى أن معظم الناس لا يدركون هذه التقلبات الطبيعية في طاقتهم. ولا يستغلون أوقات الذروة لتحقيق أقصى استفادة من وقتهم.
واقترح أن نخصص الأنشطة التي تتطلب تركيزًا ذهنيًا عالٍ لأوقات الذروة. بينما نؤجل المهام الروتينية أو التي لا تتطلب جهدًا كبيرًا إلى الأوقات التي تكون طاقتنا فيها منخفضة.
كما يضرب “بونهايم” مثالاً على ذلك بقوله: “إذا كنت تشعر بالنشاط والحيوية في الصباح الباكر، فلا تهدر هذه الطاقة في القيادة في زحام المرور. استغل هذا الوقت الثمين للتركيز على مهامك الأكثر أهمية، ثم قم بتأجيل القيادة إلى وقت لاحق في اليوم.”
ويجد أيضًا أن الأشخاص الذين يعملون بأقصى طاقتهم ولا يأخذون فترات راحة يستنزفون طاقتهم في الواقع. وبينما قد يبدو الأمر وكأنك منتج، إلا أنك في الواقع تصبح أقل فعالية وقد تصاب بالإرهاق وقتل الإنتاجية الحتمي.
وينصح رائد الأعمال “بونهايم” أنه من الأفضل بكثير أن تأخذ فترات راحة قصيرة. وذلك لتعزيز طاقتك ثم تعود إلى مكتبك لاستئناف المهام بمزيد من التركيز.
2. الوقوع في فخ القدرة
كما أوضح “بونهايم” إن العمل الكثير وعدم القدرة الكافية هو مجرم يسعى قتل الإنتاجية. ومع ذلك، فإن معظمنا يركع ويحاول معالجة كل شيء؛ وأكثر ما يعاني هو قدرتك على الإنجاز.
وتابع: “إننا نسرع بلا هوادة في إنجاز المهام لتلبية المواعيد النهائية. ولا نعطي كل مهمة أو مشروع الوقت الذي يستحقه لإنجازه بشكل كامل. ناهيك عن التأثير العاطفي لعدم الرضا الكامل عن العمل الذي قمنا به.
كما أوضح أنه يجب إيجاد طرق لخلق الكفاءة وطرق أفضل للعمل والتي تولد في النهاية المزيد من القدرة. وكذلك يمكن لأدوات الإنتاجية التي تحلل الأماكن التي تقضي فيها الكثير من الوقت أن تساعدك على خلق الكفاءة. سواء من خلال تغيير عادة العمل، أو استخدام تطبيقات العمل بشكل أكثر فعالية، أو حتى تغيير عملية عمل مرهقة.
من خلال تخصيص الوقت لتقييم ساعات العمل المتاحة لديك وطرق العمل بشكل واقعي مقابل العمل الذي لديك. علاوة على فهم قدرتك الحقيقية. كما يمكنك الآن تنفيذ حلول لتحسين إنتاجيتك وإنتاجية فرقك.
3. المساعدة، كثرة المشتتات
يمكن أن تؤثر المشتتات على قدرتك على التركيز وإنجاز العمل، لذا من المهم أن تكون على دراية بالتأثيرات المشتتة في بيئتك. إذا كنت تعمل من المنزل، فإن المشتتات واضحة. مثل مقاطعتك من قبل الأطفال أو الواجبات المنزلية. لذا من المهم أن يكون لديك مساحة خاصة حيث لا يزعجك أحد.
كما أنه في بيئة العمل، يقاطعك الناس، خاصة إذا كنت في مكتب مفتوح. من الأسهل بكثير أن تقترب من شخص ما وتتحدث معه وتحصل على رد، حتى لو كنت ترى أنه مشغول بشيء ما.
وأوضح رائد الأعمال “بونهايم” أن ما تحتاج إلى القيام به هو وضع بعض الحدود الواضحة. مثل ارتداء سماعات الرأس التي تشير إلى أنك لا ترغب في إزعاجك، أو العمل من غرفة الاجتماعات عندما تحتاج إلى وقت للتركيز منعاً لوجود أي عوام قتل في الإنتاجية الخاصة بك.
كما هناك تشتيت شائع آخر وهو تطبيقات المراسلة والبريد الإلكتروني. التي يتم الشعور بوجودها على الفور بصوت يشير إلى وصول رسالة جديدة.
وذلك من خلال وضع الإشعارات على الوضع الصامت لفترة قصيرة، أو مقاومة الرغبة في الاستمرار في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني. فإنك تمنح نفسك وقتًا للتركيز وبعد ذلك يمكنك الاهتمام بأي رسائل واردة.
4. أين ذهب الوقت؟
أوضح “بونهايم” أنه سواء كنت تعمل عن بعد أو في المكتب، فإن إدارة الوقت هي قضية تؤثر على الجميع. كما يكافح العديد من الأشخاص مع إدارة الوقت في مواجهة جوانب مختلفة في يومهم. مثل الاجتماعات الطويلة، وإدارة المواعيد النهائية، ومشاريع العمل الجديدة، والمقاطعات والبقاء مركزًا.
كما يكمن مفتاح إدارة الوقت في الوعي بالمكان الذي تقضي فيه معظم وقتك ثم إيجاد طريقة لإدارة وقتك طوال اليوم بشكل فعال. إذ يكون القيام بذلك أكثر صعوبة عندما لا تستخدم أداة إنتاجية.
حيث يمر اليوم بسرعة كبيرة بحيث يكاد يكون من المستحيل تذكر ما عملت عليه ومتى وفي أي يوم. ومع ذلك، فإن الوعي بمكان المشكلة هو عامل رئيسي في مساعدتك على إدارة الوقت بشكل أفضل.
5. الإدارة الجزئية
كما يجب أن تكون هذه واحدة من أكبر قتلة الإنتاجية في اليوم. في حين أن الإدارة الجزئية لها مكانها إذا لم يكن الشخص يؤدي بشكل جيد. إلا أنها تضع ضغطًا هائلاً عليك وبالتالي تنتج النتيجة المعاكسة المرغوبة.
هل شعرت يومًا بارتفاع معدل ضربات قلبك عندما يقف شخص ما فوق كتفك أو يسألك عن شيء لم تصل إليه بعد؟ من الطبيعي أن يستجيب الجسم بشكل سلبي.
كما إن فهم سبب إدارة الناس الدقيقة يمنحك بعض البصيرة. وعادة ما يكون ذلك مدفوعًا بنقص المعلومات والخوف من المجهول. ويتفاقم هذا الأمر بسبب التحول إلى العمل عن بُعد حيث ينقطع الناس عن العمل. كما أن الحقيقة هي أن عمليات تسجيل الوصول المستمرة تشكل انقطاعًا لتدفق العمل ويمكن أن تعيق تقدم العمل.
6. استخدام أنظمة أو عمليات التكنولوجيا
في حين لا يحب أحد الاعتراف بأن التكنولوجيا أو العمليات يمكن أن تؤدي أحيانًا إلى عدم الإنتاجية. فإن الحقيقة هي أن هذا يحدث بالفعل.
بينما تساهم التكنولوجيا والعمليات الحديثة في تعزيز الإنتاجية بشكل كبير. إلا أنه من المهم الاعتراف بأنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج عكسية. فالتطبيق غير الأمثل لهذه الأدوات أو الاعتماد المفرط عليها قد يعوق الإبداع ويقلل من الكفاءة.