ينطوي سؤالنا عن طرق صناعة القادة على إجابة ضمنية عن سؤال شائك آخر ويتم طرحه بتواتر وهو: هل القادة يولدون كذلك أم من الممكن صناعتهم؟ والسؤال هنا يشير، وإن من طرف خفي، إلى أن القيادة مسألة صناعة ذاتية، وليست وراثة.
والحل الوسط الذي يقترحه رونالد إي ريجيور؛ بروفيسور علم النفس التنظيمي والمدير السابق لمعهد كرافيس للقيادة في كلية كليرمونت ماكينا، هو أن هناك بعض المواد الخام، أي بعض الخصائص الفطرية التي تهيئ الناس لأن يكونوا قادة وأن يصبحوا قادة، لكن هذه الصفات التي يولد بها المرء لا تضمن له أن يكون قائدًا، وإنما يتطلب الأمر جهدًا مضنيًا حتى يصير كذلك.
لكن لنفترض أنك ولدت بصفات تؤهلك لتكون قائدًا أو لم تولد بأي من هذه الصفات، فإن معرفة كيف يصنع القادة تطالك حصرًا، طالما أنك ترغب في أن تشق صوب القيادة دربك.
طرق صناعة القادة:
إليك، إذًا، الجواب المقترح من «رواد الأعمال» عن السؤال حول طرق صناعة القادة.
اقرأ أيضًا: القيادة وتبني أفكار رواد الأعمال
-
ربطهم بالأهداف
الطريق الواضح لمعرفة كيف يصنع القادة أن تربطهم بأهداف أكبر من الأداء، أي أن تخلق لهم دومًا شيئًا ما وراء الأداء الحالي. لا يتعلق بالأداء أو الروتين إلا الموظفون أما من يريدون أن يصبحوا قادة فإنهم يفكرون في الهدف، في الغاية من الأداء.
وإذا كنت قائدًا بالفعل، فلك أن تعلم أن مهمتك الأساسية هي صناعة القادة وليس خلق مجموعة جديدة من الأتباع، يعني هذا أنه لزامًا عليك أن تعامل موظفيك كقادة، وأن يعكس تعاملك معهم إيمانك بهم كأشخاص سيوكل إليهم، فيما بعد، قيادة مجموعة آخرين من الأشخاص.
بهذه الطريقة لن تعرف كيف يصنع القادة فحسب، وإنما ستتمكن من التأثير في حياتهم، وأن يكون لديك أثرًا بالغًا مستدامًا في حياتهم.
اقرأ أيضًا: هل أنت قائد مبدع أم مفكر تفاعلي؟
-
إدارة المواقف الصعبة
من بين الطرق التي تساعد في صناعة القادة إشراكهم _أي أولئك الذين نبغي أن نحولهم إلى قادة_ في إدارة المواقف والتحديات الصعبة التي تعترض طريق الفريق ككل.
ومن شأن هذه الطريقة أن تساعدك في إخراجهم من منطقة الراحة الخاصة بهم، وتدفعهم إلى شحذ أفكارهم، علاوة على أنها ستكسر حاجز الخوف من المواجهة لديهم، كما أنها، وعلى الجانب الآخر _وهذا هو الأمر المهم_ سوف تساعدهم في تفجير طاقاتهم الخلاقة، واكتشاف المهارات الكامنة لديهم.
اقرأ أيضًا: الإدارة و تحويل الكوادر إلى قادة
-
صنع التحديات
من المهم أيضًا، إذا أردت أن تعرف كيف يصنع القادة، أن تدرك أن هذه العملية _صناعة القيادات الشابة_ تتم عبر صنع حالة من التحدي لهم، ولقدراتهم؛ ليس الهدف من هذا تعجيزهم أو إشعارهم بالفشل وقلة الحيلة، وإنما على العكس من ذلك، تحفيزهم على سبر أغوار مهاراتهم، وشحذ همتهم وأفكارهم الخلاقة.
القيادة أمر صعب ومهمة شاقة، ومن الواجب على القائد المحتمل أن يدرك أن طريقه ليس مفروشًا بالورود، وإنما ستكون هناك على الدوام عقبات وعراقيل، وإذا لم يكن قادرًا على تحدي نفسه فليس متوقعًا منه أن يفلح في مهمته.
سيخبرك أي رافع للوزن، على سبيل المثال، أنه إذا كنت تريد أن تصبح أقوى فعليك رفع أوزان ثقيلة بشكل متزايد إلى درجة الإنهاك. إن بناء قادة أقوياء يعني تحديهم لتحقيق الأهداف بشكل أسرع مما يعتقد الآخرون أنه ممكن.
اقرأ أيضًا: القيادة في عصر التحول الرقمي.. 4 أنماط أساسية
-
التعليم بدلًا من إلقاء الأوامر
تستلزم عملية صناعة القادة تعليمًا مستمرًا، أن تنظر إلى الموظفين (القادة المحتملين) أو طلابك أو أي أشخاص آخرين باعتبارهم “مواد خام” عليك أن تصوغ منها قادة عظام.
لا تصنع الأوامر قادة، وإنما التعليم يفعل ذلك، لا تعطي الناس أسماكًا وإنما علّمهم كيف يصطادوا، هكذا سيصبحون قادة ماهرين.
-
إشراكهم في الرؤية
إن تحديد أهداف واضحة وتوقعات الموظفين لفريقك هو مفتاح نجاح الموظف، أما القائد فيُصنع عن طريق معرفة الهدف والغاية من هذه الأهداف، ومدى إسهامها في تحقيق الرؤية العامة للشركة.
لكن ذلك لن يأتي إلا بعد إطلاع القادة المحتملين على رؤية الشركة واستراتيجيتها العامة، فلو حدث ذلك سيتبنى هؤلاء القوم الرؤية، وربما يسهمون في تطويرها والدفع بها قدمًا. لكن من المهم أن يكون القادة المخضرمون منفتحين على الأسئلة والاستفهامات التي يبديها القادة المحتملون؛ حتى يمسي كل شيء واضحًا بالنسبة لهم. وهكذا نكون تمكنا بالفعل من معرفة كيفية صناعة القادة.
اقرأ أيضًا:
القيادة: سرية الأهداف.. طريقك للنجاح
التشجيع والتوبيخ.. معادلة المدراء الصعبة!
القائد الخدوم.. بوصلة الإدارة القوية
تعليق واحد
منشور غالي جدا