تعتزم شركة “مايكروسوفت” إنتاج غالبية منتجاتها الجديدة خارج الصين بحلول 2026. بما في ذلك تصنيع المكونات الأساسية وعمليات التجميع.
وأكدت التقارير أن الشركة أبلغت مورديها الاستعداد لإنتاج أجهزة الحواسيب المحمولة “سيرفيس”. وخوادم مراكز البيانات خارج الصين. بدءًا من العام المقبل.
بينما تسعى أمازون إلى توسيع عملية نقل سلاسل التوريد الخاصة بها لتصل إلى مستوى المكونات الدقيقة.
أيضًا، تندرج أمازون تحت قائمة الشركات التقنية الأمريكية التي تتجه إلى سياسة التصنيع خارج الصين. خاصة فيما يتعلق بإنتاج خوادم مراكز البيانات الحساسة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقرير، أشارت أمازون إلى احتمالية خفض اعتمادها على المورد الصيني SYE، المتخصص في إنتاج لوحات الدوائر المطبوعة (PCB). على الرغم من أن الشركة الصينية تمتلك بالفعل منشآت إنتاج خارج الصين.
وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، أن النزاع التجاري بين البلدين لا يزال مستمرًا.
علاوة على ذلك، أكدت الولايات المتحدة أنها ستفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية بدءًا من الأول من نوفمبر. ذلك نتيجة خطة بكين لفرض قيود جديدة على صادرات المعادن النادرة.
خطة مايكروسوفت للابتعاد عن المورد الصيني
وقعت شركة مايكروسوفت مع Nscale البريطانية، المزودة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، اتفاقية لتوريد وتشغيل ما حوالي 200 ألف وحدة معالجة رسومات Nvidia GB300. في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأوضحت الشركة البريطانية أن الصفقة تتضمن حوالي 104 آلاف وحدة معالجة رسومات لحرم جامعي بقدرة 240 ميجاوات تقريبًا في تكساس. حسبما أكد الموقع الرسمي للشركة.
كما أكدت Nscale أن التسليم التدريجي سينطلق اعتبارًا من الربع الثالث من عام 2026. في حين سيتم توريد 12,600 وحدة معالجة رسومات في حرم Start Campus في سينس بالبرتغال. ذلك بدءًا من الربع الأول من عام 2026.
علاوة على ذلك، أشارت صحيفة Financial Times إلى أن قيمة الاتفاقية تبلغ 14 مليار دولار. اعتمادًا على قيم إجمالية خاصة بعقود مماثلة لكل وحدة معالجة مركزية.
من ناحية أخرى، أعلن جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، الشهر الماضي أن شركته ستستثمر 500 مليون جنيه إسترليني في Nscale، واصفًا إياها بأنها “بطل وطني للمملكة المتحدة”.
كما صرح لصحيفة فاينانشال تايمز، بأن التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع هو توافر الطاقة، وليس الطلب، مشيرًا إلى أن إنفيديا “أوشكت على بيع كامل طاقتها الإنتاجية للأشهر الاثني عشر المقبلة”. كذلك أثار المستثمرون تساؤلات حول الآثار الحرارية المتزايدة لعمليات بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
آبل تسير عكس السرب
شهدت آبل ارتفاعًا ملحوظًا في شحنات أجهزتها الذكية وخاصة iPhone 17 داخل الصين بنسبة 0.6% على أساس سنوي خلال الربع الثالث من 2025. ليصل إجمالي المبيعات 10.8 مليون وحدة. حسبما أكدت بيانات صادرة عن شركة الأبحاث IDC.
وأفاد التقرير بأن آبل حلت في المركز الثاني في ترتيب الشركات المصنعة للهواتف الذكية بالصين بقيمة سوقية 15.8%، خلال سبتمبر 2025.
من ناحية أخرى، تراجع إجمالي شحنات الهواتف الذكية في الصين خلال الفترة نفسها. بواقع 0.6% على أساس سنوي إلى 68.4 مليون وحدة. مشيرًا إلى تصاعد حالة الركود في الطلب المحلي.
كما أكدت الإحصاءات أن آبل لا تزال تحتفظ بمكانتها الرائدة بين المستهلكين الصينيين. رغم انخفاض الطلب على الهواتف الذكية داخل الصين. نظرًا لتبني الشركة استراتيجيات تسعير مرنة وإطلاق منتجات تستهدف شرائح متنوعة من السوق.
وفي السياق ذاته، أوضح ويل وونج، خبير في الهواتف الذكية بشركة IDC، أن طراز iPhone 17 الأصلي يتمتع بقيمة عالية مقابل السعر. حيث جذب شريحة المستهلكين الباحثين عن الجودة والسعر المناسب. ما ساعد آبل في تحقيق نمو طفيف واحتلال مكانة متقدمة داخل السوق الصينية.
بينما شدد خبراء على أن آبل حققت نمو ملحوظ، ولكنه محدودًا، وسط تراجع السوق الإجمالي. ما يجسد قوة العلامة التجارية وثباتها أمام المنافسة الشرسة من الشركات الصينية المحلية مثل هواوي وأوبو وفيفو.
ورغم الضغوط الجيوسياسية المتصاعدة بين واشنطن وبكين، فإن السوق الصينية تعد ركيزة أساسية في إستراتيجية الشركة العالمية. سواء من حيث التصنيع أو المبيعات أو الابتكار الفني.
كما يؤكد الخبراء أن استمرار التعاون بين الطرفين يشكل نقطة توازن مهمة في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين. خصوصًا في ظل التنافس المتصاعد على الريادة التكنولوجية العالمية.
المقال الأصلي: من هنـا


