شهد سوق المشاريع الناشئة في النصف الأول من عام 2024، تحولات ملحوظة. حيث أظهرت دراسة شاملة لمنصة “ماغنيت” لبيانات رأس المال الاستثماري، ديناميكية مثيرة للاهتمام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وباكستان، وتركيا، وجنوب شرق آسيا.
كما سجلت أجهزة التصويت الإلكتروني انخفاضًا بنسبة 34% في إجمالي التمويل والصفقات. وذلك مع تراجع عمليات التخارج بنسبة 51%.
وفي سياق متصل، أوضحت دراسة “ماغنت” أن التكنولوجيا المالية برزت باعتبارها القطاع الرائد. حيث حصلت على تمويل بقيمة 1,097 مليون دولار عبر 128 صفقة. بينما تصدرت سنغافورة المنطقة، حيث استحوذت على 34% من إجمالي التمويل.
وشكلت التكنولوجيا المالية (32%) والتجارة الإلكترونية/ التجزئة 17% مجتمعة 49% من إجمالي التمويل لعام 2024 عبر جميع أجهزة التصويت الإلكتروني. وكان هذا مدفوعًا بأربع صفقات ضخمة بقيمة 655 مليون دولار، والتي استحوذت على 39% من التمويل في هذه القطاعات.
وظلت التكنولوجيا المالية هي الصناعة الأكثر تداولًا عبر أجهزة التصويت الإلكترونية، على الرغم من انخفاض أعداد الصفقات بنسبة 35%. كما استحوذت التكنولوجيا المالية على 21% من إجمالي الاستثمارات في النصف الأول من عام 2024. وحافظت على نفس الحصة التي كانت عليها في النصف الأول من عام 2023.
تراجع حجم التمويل الإجمالي لدى المشاريع الناشئة
على الرغم من التوقعات المتفائلة في بداية العام، أظهرت الدراسة تراجعًا طفيفًا في إجمالي حجم التمويل الذي حصلت عليه المشاريع الناشئة مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق 2023.
ويعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزيادة المخاطر الجيوسياسية. علاوة على تشديد شروط التمويل من قبل المستثمرين.
السعودية الأقل انخافضًا في التمويل سنويًا
وفي إطار متصل، أوضحت الدراسة أن المملكة العربية السعودية، شهدت أقل انخفاض في التمويل الاستثماري للنصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي بتراجع نسبي قدره 7%.
كما أظهرت أن الدول الخمس الأولى حافظت من حيث عدد الصفقات على تصنيفاتها. باستثناء المملكة العربية السعودية، التي تقدمت مركزين. وشهدت الإمارات العربية المتحدة زيادة بنسبة 11% في الصفقات، في حين شهدت تركيا انخفاضا بنحو 45% .

ولا تزال سنغافورة تحتل المرتبة الأولى عبر أجهزة التصويت الإلكترونية. وذلك باعتبارها المنطقة الجغرافية التي تتمتع بأعلى انتشار لرأس المال. وذلك مدفوعًا جزئيًا بـ 3 صفقات استثمارية ضخمة.
مراحل التمويل المتقدمة
ورغم التراجع في الحجم الإجمالي، لوحظ تركيز أكبر على مراحل التمويل المتقدمة مثل جولات السلسلة B و C. و شير هذا التحول إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر انتقائية في اختيار الشركات الناشئة التي يستثمرون فيها، ويفضلون الشركات التي لديها نموذج أعمال أثبت نجاحه وقاعدة عملاء قوية.
كما أنه من الملاحظ، استمرار قطاعات التكنولوجيا المالية، والصحة، والتجارة الإلكترونية في جذب أكبر حصة من الاستثمارات في سوق رواد الأعمال. ومع ذلك، برزت قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والزراعة الذكية كقطاعات واعدة لجذب الاستثمارات في المستقبل القريب.
ملخص تمويلات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وكشفت الدراسة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت انكماشًا ملحوظًا في النصف الأول من عام . حيث انخفض إجمالي التمويل بنسبة 34% ليصل إلى 768 مليون دولار.
كما انخفض عدد الصفقات، بنسبة 18% ليصل إلى 211 صفقة. وعلى الرغم من التراجع، ارتفع عدد المستثمرين 32% إلى 262؛ ما يشير إلى الاهتمام المستمر بالمنطقة.
وأوضحت دراسة “مغانت” أن السعودية قد قادت التمويل القطري بمبلغ 412 مليون دولار. وتليها الإمارات العربية المتحدة ومصر. وكانت أكبر صفقة في المملكة السعودية بواسطة المقر بواقع 130 مليون ولار.
وقادت التجارة الإلكترونية والبيع بالتجزئة تمويل الصناعة بمبلغ 244 مليون دولار. حيث استحوذت عليها التمويل الالكتروني “الفن تك” والتي قادت الصفقات.
الجغرافيا: تنوع في الأداء
أظهرت الدراسة تنوعًا كبيرًا في أداء الأسواق الناشئة المختلفة. بينما شهدت بعض الأسواق نموًا قويًا، واجهت أسواق أخرى تحديات أكبر. على سبيل المثال، حققت بعض الأسواق في جنوب شرق آسيا أداءً متميزًا بفضل الدعم الحكومي القوي والنمو الاقتصادي السريع.
كما شهدت اتجاهات رأس المال الاستثماري في النصف الأول من عام 2024، انخفاضًا حادًا مقارنة بالتباطؤ العالمي. حيث انخفض كل من التمويل والصفقات 34%. وذلك مقارنة بالنصف الأول من 2023.
تحديات تواجه الشركات الناشئة
تواجه المشاريع الناشئة في المنطقة عدة تحديات، منها:
- ارتفاع التضخم: يؤثر ارتفاع التضخم على تكاليف التشغيل للشركات الناشئة ويجعل من الصعب جذب الاستثمارات.
- عدم الاستقرار السياسي: يؤدي عدم الاستقرار السياسي إلى زيادة المخاطر وعدم اليقين، مما يردع المستثمرين.
- نقص الخبرات: تعاني العديد من الشركات الناشئة من نقص الخبرات اللازمة لتطوير أعمالها وتوسيع نطاقها.
- المنافسة الشديدة: تزداد المنافسة في العديد من القطاعات؛ ما يجعل من الصعب على الشركات الناشئة التميز.
توقعات المستقبل
كما أنه على الرغم من التحديات التي يواجها سوق المشروعات الجديدة، يعتقد الخبراء أن سوق المشاريع الناشئة في المنطقة سيشهد نموًا مستدامًا على المدى الطويل.
ومع ذلك، يتطلب هذا النمو توفير بيئة داعمة من أجل الشركات الناشئة، بما في ذلك تسهيل الحصول على التمويل، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتوفير برامج تدريبية للشركات الناشئة.