الشركات شخصيات، ولئن كانت السمعة مهمة على صعيد الأفراد فإن سمعة الشركات في عالم المال والأعمال لا تقل أهمية، بل لن نجافي الحقيقة لو قلنا إن سمعة الشركات، ككيان، أهم بكثير من سمعة ومكانة بعض أفرادها.
فحين تكون الشركة أمام خيارين متناقضين أحدهما السمعة فإنها ستختار الحفاظ على سمعتها بلا شك، هذا بشرط أن تكون واعية بأهمية ومحورية هذه المسألة، فلو اضطرت الشركة إلى التضحية بأحد موظفيها الكبار لارتكابه خطأً ما أضر بسمعتها، فيجب عليها أن تفعل ذلك دون خوف أو وجل، ومن هنا قلنا إن سمعة الشركات أهم من سمعة الأفراد.
اقرأ أيضًا: 10 طرق لتحسين سمعة مشروعك عبر الإنترنت
الباب الخلفي لنجاح رواد الأعمال
ولئن كنا قد أشرنا من قبل إلى أن الشركات شخصيات فلنا أن نؤكد هنا أن هذه السمعة _سمعة الشركات_ يتم صناعتها وتطويرها بشكل مستمر ومطرد.
ومن الخطأ الفادح أن تتصور أن سمعة الشركات اشتغال مقصور فقط على المؤسسات الكبرى، بل إن الواجب والمنطق يقولان إن الشركات الصغيرة والناشئة أحوج إلى السمعة الحسنة من الشركات الكبرى؛ فهذه الأخيرة قد عُرفت في السوق بالفعل، ومن الممكن _ وإن لم يكن بوسعنا تأكيد ذلك _ أن يغفر لها المستهلك في حالة وقوعها في خطأ ما.
أما الشركات الناشئة فما فتأت حديثة العهد ولا علم للناس بها، ومن ثم فإنها أحوج إلى بناء سمعة وصورة ذهنية قوية لدى المستهلكين، ومن هنا كانت سمعة الشركات أمرًا محوريًا لهذه النوعية من المؤسسات.
وطالما أنك تدرك أن السوق اليوم شديد التنافسية، فإن سمعة الشركات واحد من المعايير التي يتحدد النجاح والفشل وفقًا لها، وإن تمكنت الشركة من بناء سمعة حسنة وصورة ذهنية قوية فالمؤكد أنها ستضع بهذا قدميها على أول طريق النجاح.
ولذا قلنا إن سمعة الشركات هي الباب الخلفي لنجاح رواد الأعمال؛ فإن نجح هؤلاء القوم في صنع صورة ذهنية لمؤسساتهم، إلى جانب اهتمامهم بأمور أخرى مثل التخطيط الاستراتيجي والتسويق وما إلى ذلك، فسيكون النجاح حليفهم من دون شك.
اقرأ أيضًا: صدق الإدارة والحفاظ على سمعة الشركات
كيف تُبنى سمعة الشركات؟
الحق أن هذا سؤال كبير جدًا ومن غير المنطقي استيعاب إجابته في مقال واحد، غير أننا في «رواد الأعمال» سنتخير بعض النقاط التي نرى أنها ستكون مفيدة في هذا الصدد أو لا غنى عنها، وهذه النقاط هي:
-
إشباع فضول العملاء
لا مندوحة لك، إن كنت تفكر في كيفية بناء الشركات، عن التواجد الدائم إلى جوار العملاء، وتقديم إجابات شافية عن كل ما يدور في أذهانهم من أسئلة واستفسارات.
فالعميل يفترض _وهو محق في افتراضه ذاك_ أنك خبير في هذا المجال الذي تعمل فيه، وبالتالي لا يكف عن طرح الأسئلة عليك؛ أملًا في العثور على الإجابات التي تروي ظمأ فضوله.
ولا ينبغي عليك أن تخيب ظنه أبدًا؛ فمن خلال هذا لن تعمل على تعزيز سمعة الشركات أو الشركة التي تديرها/ تملكها فحسب، وإنما ستعمل على نمو عملك أيضًا.
اقرأ أيضًا: البيئة النظيفة وحدود المسؤولية الاجتماعية
-
الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية
يمكن القول دون كبير مجازفة إن سمعة الشركات والمسؤولية الاجتماعية وجهان لعملة واحدة، فالشركة التي تولي الجوانب البيئية أو الاجتماعية اهتمامًا هي ذاتها الشركات التي تحظى بسمعة طيبة بين المستهلكين، بل حتى في المجتمع الذي تعمل فيه ككل.
ولهذا فإن رائد الأعمال الذي يريد أن يحسّن من سمعة الشركات التي يمكلها فإنه ملزم بالاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية، وبالإفصاح عن الأنشطة التي تقوم بها الشركة في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية للشركات.. كيف لرائد الأعمال أن يخطو للأمام؟
-
جودة المنتجات
إحدى الطرق الموصلة إلى بناء سمعة الشركات بشكل عاجل وسريع هي جودة المنتجات، صحيح أن كلام الشركة عن نفسها، وإعلانها الدائم عن خدماتها وأنشطتها المجتمعية أمر لا بد منه ولا بأس به، لكن لا شيء يقوم مقام التجربة الواقعية.
قل ما تشاء للمستهلك لكن الفيصل في أمر شركتك بالنسبة له هو مدى جودة خدماتها ومنتجاتها، ومن ثم فإن سمعة الشركات تُبنى من خلال المنتجات ذات الجودة العالية، وكل ما عدا ذلك، رغم أهميته وعدم إمكانية الاستغناء عنه، ما هو إلا فروع وأمور ثانوية.
اقرأ أيضًا:
المأمول من المسؤولية الاجتماعية.. رد على كوارث عولمية
استدامة المسؤولية الاجتماعية.. الفكر المركب وفهم الغايات
الفوائد الخفية لتطبيق المسؤولية الاجتماعية للشركات